لبنان.. العثور على جثة أحمد الرفاعي وسط لغط حول دوافع جريمة القتل

رغم أن العثور على جثة الشيخ أحمد الرفاعي في محافظة عكار شمال لبنان بعد خمسة أيام على اختفائه، أوضح الكثير من الألغاز بشأن هذا الملف الذي شغل اللبنانيين مؤخراً، غير أنه لم يبدد الأسئلة بشأن دوافع هذه الجريمة.

وجاء العثور على الجثة في أعقاب اعتراف اثنين من أقاربه بقتله جراء خلافات قديمة، في واقعة وصفت بأنها أشبه بـ"فيلم تراجيدي".

والشيخ الرفاعي، الذي ينتمي للمكون السني وهو في العقد الرابع من عمره، كان إماما وخطيبا لمسجد بلدة القرقف في عكار، شمال لبنان.

وتفيد تقارير بأن الشيخ المغدور كان معروفاً بمواقفه المناهضة لإيران و"حزب الله" والحكومة السورية، وهو ما غذى تكهنات بأن مقتله ربما كان بدوافع سياسية لا جنائية.

وروت تقارير إعلامية لبنانية أنه "بعد تحديد مكان دفن جثة الرفاعي بمنطقة القيطع الميتة بعكار، تم استقدام جرافة للحفر في المكان لاستخراجها"، مشيرة إلى أن "القوى الأمنية انتشلت الجثة من عمق 3 أمتار".

وعلق مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان قائلاً، إن "خطف الشيخ أحمد الرفاعي وقتله حادث مفجع ومؤلم وجريمة مروعة، وهذا أمر محرم شرعاً ولا يمت إلى القيم الأخلاقية والإنسانية".

داعياً أجهزة الدولة الأمنية والقضائية إلى "الإسراع في إنهاء التحقيقات وكشف ملابسات مقتله ومعاقبة المجرمين".

وكانت قوى الأمن الداخلي اللبنانية عثرت، السبت، على سيارة الرفاعي وحددت هوية الخاطفين، وأوقفت السلطات إثر ذلك 4 أشخاص، بينهم 3 من أقاربه، حيث اعترف اثنان منهم بتنفيذ عملية الخطف بالاشتراك مع آخرين جراء خلافات قديمة بين الطرفين، وقاموا بعدها بقتله.

وفي تصريح منسوب للمتهم يحيى الرفاعي خلال التحقيقات معه ومواجهته باعترافات نجله علي وابن شقيقه عبدالكريم، وشخص ثالث، أقرّ بفعلته وقال إنه "لم يطلب منهم قتله بل ضربه وترهيبه بهدف التأديب".

في المقابل، أشارت مصادر، بحسب تقارير محلية، إلى أنّه "لا خلفيّة سياسيّة أو أمنيّة للجريمة، بل خلفيّات فرديّة وعائلية".

وتداول الإعلام اللبناني بياناً منسوباً لعائلة أحمد الرفاعي جاء فيه أن العائلة تدعو الجميع إلى "التحلّي بروح الصبر وعدم الانجرار وراء الفتنة وردات الفعل الجاهلية"، دون أن تتهم أحداً.

ولم تتضح بعد ما هي طبيعة الخلافات الأسرية التي كانت قائمة بين عائلة الرفاعي، وتسببت في مقتل أحمد الرفاعي، وسادت حالة من الغضب والاحتقان منطقة عكار اللبنانية منذ اختطاف الرفاعي، وهو ما أثار مخاوف من ردود فعل في بلدة القرقف ودفعت الجيش لإرسال تعزيزات عسكرية إلى البلدة تحسّباً لأيّ تطوّرات بعد تأكّد مقتله.