18 قتيلاً وعشرات الجرحى في قصف على مدرسة تؤوي نازحين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة
بعد سنوات من ظهور حركة "السترات الصفراء" في فرنسا، تحولت السترة الخضراء إلى رمز لأحدث نجم سياسي في البلاد، زعيمة حزب الخضر مارين تونديلييه.
وتمتعت تونديلييه بحضور طاغ في التغطية الإعلامية، وأقر كثيرون على نطاق واسع بأنها أدارت حملة قوية، بحسب وكالة "رويترز".
وحزب الخضر مكون رئيس في التحالف اليساري الذي فاز بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد الماضي.
وتصدر عنوان رئيس لصحيفة "لوموند" هذا الأسبوع يقول "سترة مارين تونديلييه الخضراء، موضوع سياسي".
وقالت الصحيفة: "مثل المرأة التي ترتديها، أصبحت السترة الخضراء لزعيمة حزب الخضر الفرنسي موضوعا بارزا في التغطية الإعلامية منذ الانتخابات البرلمانية".
ولم تكن تونديلييه معروفة على نطاق واسع قبل دعوة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى انتخابات مبكرة، وخلبت لب كثير من الناخبين بدعواتها الحماسية التي اختلطت بالدموع أحيانا لمنع حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان من الوصول إلى سد الحكم.
وبرزت تونديلييه كمرشحة محتملة لرئاسة الوزراء، بعد الهزيمة غير المتوقعة لحزب التجمع الوطني واحتلاله المركز الثالث، وفي ظل الصعوبة التي تواجهها أحزاب اليسار والوسط في تشكيل حكومة.
ونشأت تونديلييه (37 عاما) في بلدة هينان بومونت الواقعة شمالي فرنسا، وهي ضمن دائرة انتخابية تسيطر عليها لوبان. وكانت تونديلييه مستشارة بلدية هناك، مما منحها موقعا مميزا تراقب منه اليمين المتطرف في السلطة.
وقالت تونديلييه لـ"لوموند" إن السترة التي قالت الصحيفة إن سعرها 395 يورو (430 دولارا)، وهي من العلامة التجارية الفرنسية ذي كوبليس، هي "أغلى قطعة في خزانة ملابسي".
الحضور في وسائل التواصل الاجتماعي
وفي إشارة تدل على قيمة السترة بالنسبة لروح العصر، حصد حساب رمزي على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" بعنوان "سترات مارين تونديلييه الخضراء" نحو 16000 متابع بسرعة، مع حصول بعض منشوراتها القوية والمفعمة بالمشاعر على مئات الآلاف من المشاهدات.
وقال مارك بوج، الصحفي الفرنسي الذي يكتب في السياسة والأزياء، إن السترة نجحت لأسباب كثيرة؛ أولها الوضوح الذي تجسده فكرة امرأة ذات توجهات سياسية خضراء ترتدي سترة خضراء. وأضاف أن تونديلييه التزمت ارتداءها في كل مناسبة عامة تحضرها.
وأفاد بوج بأن السترة تتناقض أيضا مع البزات وأربطة العنق التي طلبت لوبان من مشرعي التجمع الوطني ارتداءها كجزء من جهودها لإضفاء الاحترافية على حزب يعتبره كثيرون عنصريا ومعاديا للسامية.
ومضى يقول إن سترة تونديلييه المصممة لها توفر الاحترام، وتتناقض مع الصورة التقليدية للزعماء اليساريين كأشخاص لا يهتمون بقص لحاهم وغير مهندمين.
وأضاف: "الفرنسيون يريدون أشخاصا يبدون كسياسيين. فهمت مارين تونديلييه أنه يتعيّن عليّ أن أبدو أنيقة. ويتعيّن عليّ أن أبدو جديرة بالاحترام".