شرطة هامبورغ تعلن إجراء "عملية كبرى" في محطة القطار بعد عملية الطعن
قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن نص اتفاق المعادن بين أمريكا وأوكرانيا، الذي نشرته الحكومة الأوكرانية، لم يأتِ على ذكر الضمانات الأمنية التي سعت كييف للحصول عليها منذ فترة طويلة.
وفي حين أن اتفاقية المعادن التي وُقعت يوم الأربعاء قد تُسهم في ضخّ أموال طائلة في صندوق استثماري مشترك بين البلدين، من شأنه أن يُسهم في إعادة إعمار أوكرانيا بعد انتهاء الحرب مع روسيا، لكن موارد أوكرانيا غير المُستغلّة، والتي تُشكّل موضوع الاتفاقية، ستستغرق سنوات لاستخراجها وتحقيق أرباح منها؛ وقد لا تُحقّق هذه الموارد الثروة التي طالما وعد بها الرئيس دونالد ترامب.
وبينما لم يتضح بعد كيف سيُطبّق هذا الاتفاق، المُكوّن من 9 صفحات، والذي نشرت الحكومة الأوكرانية نصّه، يوم الخميس، وأن هناك العديد من التفاصيل التي تحتاج إلى توضيح، لكنّ الاتفاقية ستُنشئ صندوق استثمار، تُديره كييف وواشنطن بشكل مُشترك.
وبحسب الصحيفة، على الرغم من أن إدارة ترامب كانت تُريد من كييف استخدام ثروتها المعدنية لسداد المساعدات العسكرية الأمريكية السابقة، إلا أن النص النهائي يُلغي فكرة اعتبار تلك المساعدات ديونًا.
وكما بدا أن الاتفاقية تُبقي الباب مفتوحًا أمام أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في نهاية المطاف، وهي خطوة لم تُعارضها الولايات المتحدة ولا روسيا.
وفي حين لم يُذكر أي ضمان أمني، وهو ما سعت إليه أوكرانيا منذ فترة طويلة لمنع روسيا من إعادة تجميع صفوفها بعد أي وقف لإطلاق النار، لكن الاتفاق يعني أن الولايات المتحدة قد ترسل المزيد من المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام.
وأردفت الصحيفة أنه أصبح من شبه المؤكد أن التوقيع المرتقب على الاتفاق قد حقق شيئًا بدا شبه مستحيل قبل شهرين؛ ألا وهو ربط الرئيس ترامب نفسه بمستقبل أوكرانيا.
وفي حين يتفق المحللون على أن الاتفاق قد يضمن اهتمام ترامب بأوكرانيا الآن بعد أن أصبح شريكًا علنيًّا، قال وزير الخزانة سكوت بيسنت، عند إعلانه الاتفاق، يوم الأربعاء: "يُشير هذا الاتفاق بوضوح إلى روسيا بأن إدارة ترامب ملتزمة بعملية سلام تتمحور حول أوكرانيا حرة وذات سيادة ومزدهرة على المدى الطويل".
وبدوره، صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، مساء الخميس، قائلاً: "لقد تغير الاتفاق بشكل كبير".
وأضاف: "الآن أصبح اتفاقًا متساويًا حقًّا يخلق فرصة للاستثمار في أوكرانيا؛ حيث سيتم تمويل صندوق الاستثمار من عائدات مشاريع جديدة في المعادن الأساسية والنفط والغاز، وليس من المشاريع العاملة بالفعل".
وتابع: "من الناحية النظرية، ستكون شراكة مناصفة، حيث تضع كل من أوكرانيا والولايات المتحدة نفس المبلغ في الصندوق وتديرانه بالتساوي".
واختتمت الصحيفة مُشيرة إلى أنه في حين لا يزال يتعين على البرلمان الأوكراني التصديق على الاتفاقية، وهو أمر من المرجح أن يتم خلال الأيام العشرة المقبلة، وفقًا لما ذكره مسؤولون يوم الخميس، يبدو أن أوكرانيا، في النهاية، تمكنت من الحصول على بعض ما أرادته، ولكن ليس كل شيء؛ وكان الإغفال الملحوظ هو غياب الضمان الأمني.
ولفتت إلى أن نص الاتفاق ظل غامضًا عند الإشارة إلى أي ضمانات أمنية، وكما التزم المسؤولون الأوكرانيون الصمت بشأن أي وعود قد تكون قُطعت.
ويبدو أنه بدلاً من ذلك، أشارت صياغة الاتفاق إلى "تعبير عن توافق استراتيجي أوسع وطويل الأمد" بين البلدين، و"دليل ملموس على دعم الولايات المتحدة الأمريكية" لأمن أوكرانيا وإعادة إعمارها؛ إذ أوضح الاتفاق من لن يستفيد منه.
وفي هذا السياق ينص الاتفاق على أن الولايات المتحدة وأوكرانيا تريدان ضمان ألا تستفيد الدول "التي أساءت لأوكرانيا خلال النزاع من إعادة إعمار أوكرانيا" بمجرد تحقيق السلام؛ أي روسيا.