مقتل عنصر أمن لبناني في قصف إسرائيلي استهدف منزله بقضاء النبطية جنوب البلاد
اعتبر تقرير إخباري فرنسي أنّ الانتصار الذي حققه الجيش المالي في مدينة كيدال، كبرى مدن الشمال في البلاد، يُعد نجاحًا رمزيًا، لكنه لم يحسم الأمر نهائيًا.
ووفق التقرير الذي نشره موقع إذاعة فرنسا الدولية، "من المنتظر أن يخوض الجيش المالي حرب عصابات في المرحلة المقبلة، إضافة إلى صعوبات لوجستية لإحكام السيطرة على بقية المناطق".
واتخذ الجيش المالي، بدعم كبير من مقاتلي مجموعة "فاغنر" شبه العسكرية الروسية، مواقعه، الثلاثاء، في بلدة كيدال، معقل التمرد منذ 11 عامًا، وغادر آخر المتمردين المدينة.
وبحسب التقرير، "يشكل الاستيلاء على كيدال من قبل الجيش المالي ووكلائه الروس تحت قيادة فاغنر نجاحًا لا يمكن إنكاره للسلطات الانتقالية المالية، لكن الأمر الذي يثير التساؤل، اليوم، ماذا بعد الآن؟".
ويشرح التقرير الدلالات السياسية والعسكرية لهذه الخطوة التي حققها الجيش المالي، قائلاً إنّه على المستوى العسكري، كانت القوة الجوية – الطائرات دون طيار والطائرات المقاتلة – هي التي أحدثت الفارق، حيث تمت السيطرة على قبيلة فاما كيدال دون قتال، وبعد عدة أيام من القصف المكثف، اضطُرت قوات التمرّد إلى التخلي عن مواقعها ومعقلها دون الانسحاب من المعركة.
وأكد التقرير، أنّ "المتمردين لم يلقوا أسلحتهم وهم يعدون لمرحلة جديدة من القتال، والآن بعد أن سيطر الجيش المالي على كيدال، سيكون لزامًا عليه أن يواجه مرحلة جديدة من حرب العصابات والهجمات العرضية، وفي بيئة معادية بشكل عام".
وأوضح أنّ "الجيش المالي سيواجه صعوبات ما بعد الاستيلاء على كيدال، رغم أن الموارد التي تم تخصيصها، خلال الشهر ونصف الشهر الماضيين، للسيطرة على كيدال هائلة، فبالإضافة إلى الموارد الجوية، غادرت قاعدة جاو أكثر من 100 مركبة محمَّلة بالرجال والأسلحة، في بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر، ويعني الحفاظ على هذا المستوى من التعبئة أيضًا المخاطرة بتقليص الوجود العسكري في بقية الأراضي، خاصة في الوسط، حيث لم يضعف تهديد الجماعات المتشددة".
ووفق التقرير، يعد "نجاح باماكو رمزيًا أيضًا، فكيدال هي مهد كل حركات التمرد من أجل الاستقلال التي ميزت تاريخ مالي لعقود من الزمن، وإذا كان هذا الانتصار مصدرًا كبيرًا للرضا بالنسبة للعديد من الماليين، فإنه يضع حدًا لثماني سنوات من المحاولات الشاقة لتنفيذ اتفاق السلام للعام 2015، ويخاطر بإيقاظ مطلب انفصالي كان من المفترض أن يضع له هذا الاتفاق حلاً نهائيًا".
وأردف: "السؤال المطروح، الآن، أيضًا هو العرض السياسي الذي ترغب باماكو في تقديمه لتحقيق السلام الدائم في البلاد".