رئيس المجلس العسكري في النيجر، الجنرال عبدالرحمن تياني
رئيس المجلس العسكري في النيجر، الجنرال عبدالرحمن تياني أرشيف - رويترز

هل تنجح الصين في حل أزمة النيجر؟

بينما لا تزال الأزمة في النيجر تراوح مكانها منذ يونيو الماضي، رغم تعدد الجهود الرامية إلى إنهائها، طفت على السطح، الثلاثاء، محاولة صينية للتوسط، فيما بدا أنه تجاوز من بكين للسياسة التقليدية المتحفظة.

وتواجه النيجر أزمة مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) ومع فرنسا، منذ الانقلاب الذي قاده ضباط من الجيش ضد الرئيس محمد بازوم، وسط تلويح باستخدام القوة لإعادة النظام الدستوري في البلاد.

وأعربت الصين، التي تعد شريكا اقتصاديا رئيسيا للنيجر، اليوم، عبر سفيرها في نيامي، جيانغ فنغ، عن رغبتها في قيادة جهود وساطة مع المجلس العسكري الحاكم، الذي لا يزال يحتجز الرئيس المخلوع بازوم.

الاقتصاد في خدمة السياسة

ولم تفصح الصين حتى الآن عن تفاصيل كافية بشأن مبادرتها وتصورها لحل الأزمة، لكن موقفها المحايد إلى حدٍ ما يجعلها من أكثر الأطراف الدولية المؤهلة للعب دور الوسيط في النيجر.

وقال جيانغ فنغ، بعد اجتماع مع علي محمد الأمين زين، الذي عيّنه المجلس العسكري رئيسا للوزراء، إن الصين تعتزم قيادة مساعٍ حميدة؛ لإيجاد حل سياسي لهذه الأزمة.

وتذهب بعض التقديرات إلى أن الصين تمتلك إلى جانب ورقة الحياد استثمارات كبيرة تجعل صوتها مسموعا من مختلف الأطراف الفاعلة في المشهد السياسي والأمني في نيامي.

وتعد الصين شريكًا اقتصاديًّا رئيسًا للنيجر، ويعمل البلدان على بناء خط أنابيب نفط يمتد على ألفَي كيلومتر، هو الأطول في أفريقيا؛ بهدف تصدير النفط الخام من حقول أغاديم حتى ميناء سيمي في بنين.

وتستغل حقول أغاديم مجموعة النفط الوطنية الصينية (CNPC) التي أنشأت أيضًا مصفاة في زيندر جنوب النيجر، بطاقة إنتاجية تبلغ 20 ألف برميل يوميًّا، والتي تملك الشركة الصينية غالبية رأس المال فيها.

نقطة يلتقي عندها الجميع

ومع ذلك، يؤكد مراقبون أن نجاح الصين في إحداث اختراق بالأزمة لا يتوقف فقط على مقبوليتها السياسية أو نفوذها الاقتصادي، بل يرتبط أيضا بمدى استعداد مجموعة إيكواس ومن ورائها فرنسا لتقديم تنازلات.

ورغم تصلب الموقف الفرنسي، المتمسك بشرعية الرئيس المعزول محمد بازوم، إلا أن تراجع نبرة التهديد من مجموعة إيكواس مؤخرا يشي بأن الأمور قد تشهد منعطفا نحو التسوية السياسية.

وهنا لا يستبعد متابعون أن تكون المساعي الصينية، بعد أن تتم بلورتها على شكل مبادرة، بمثابة نقطة يلتقي عندها الفرقاء، بعد أن وصل التصعيد مداه، ولم يعد من خيار غير اللجوء إلى القوة، وهو خيار غير مضمون النتائج.

وتكمن خطورة التدخل العسكري في حالة الاستقطاب التي سيخلقها على مستوى الإقليم، فضلا عن إمكانية استغلاله من طرف الجماعات المتشددة للتمدد أكثر في المنطقة، وهي معطيات تدركها جميع الأطراف.

وإذا نجحت الصين في حل هذه الأزمة فسيكون ذلك مؤشرا على تزايد نفوذها الجيوسياسي، وتغلغلها في القارة السمراء، وخروجا عن مقاربة عدم الانخراط في الملفات الإشكالية التي ميزت سياسة بكين الخارجية لعقود.

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com