أصوات انفجارات متتالية تسمع أصداؤها في أرجاء مدينة اللاذقية
يُطلق الجيش الأمريكي أكبر عملية إعادة هيكلة له منذ نهاية الحرب الباردة، مع خطط لتجهيز كل فرقة قتالية بحوالي 1000 طائرة مسيرة، وفق ما كشفت عنه صحيفة "وول ستريت جورنال".
وذكرت الصحيفة أن الجيش الأمريكي يخطط لزيادة هائلة في استخدام الطائرات المسيرة، حيث تشمل الخطة كذلك التخلص من الأسلحة والمعدات القديمة، فيما قدّرت قيمة عملية التحديث بنحو 36 مليار دولار.
وتستند الخطة، وهي ثمرة أكثر من عام من التجارب بميدان تدريب ضخم في بافاريا الألمانية وقواعد أمريكية أخرى، إلى الدروس المستفادة من الحرب في أوكرانيا، حيث غيّرت الطائرات المسيرة الصغيرة المستخدمة بأعداد كبيرة، مجريات المعارك، وفق الصحيفة.
وستتحول فرق الجيش العشر العاملة حالياً بشكل كبير إلى الطائرات دون طيار في حال تنفيذ الخطة، مستخدمة إياها لأغراض المراقبة ونقل الإمدادات وتنفيذ الهجمات.
ولاستلهام الدروس المستفادة من حرب أوكرانيا ضد روسيا، أجرى ضباط أمريكيون استجواباً لأفراد جيشهم واستشاروا متعاقدين عملوا مع جيش كييف حول استخدامهم المبتكر للطائرات دون طيار.
وقال العقيد دونالد نيل، قائد فوج الفرسان الثاني الأمريكي: "علينا أن نتعلم كيفية استخدام الطائرات المسيرة، وكيفية القتال بها، وكيفية إتقانها، وإنتاجها، واستخدامها في معاركنا حتى نتمكن من الرؤية بوضوح تام".
وأضاف: "لطالما كانت لدينا طائرات مسيرة منذ انضمامي إلى الجيش، لكنها كانت قليلة جدا".
من جهته، رأى جاك كين، الجنرال المتقاعد الذي شغل منصب نائب رئيس أركان الجيش وراقب التدريبات، أن الحرب البرية تحولت إلى حرب مسيرات. حيث إذا أمكن رصدك، فقد تُقتل".
وأضاف: "يمكن للطائرات دون طيار تدمير جندي يحمل قذيفة صاروخية، أو دبابة، أو منشآت قيادة وتحكم، أو موقع مدفعية بسرعة فائقة".
والطائرات المسيرة ليست سوى إحدى القدرات التي يخطط الجيش لنشرها في إطار سعيه لتعزيز قدرته على ردع روسيا والصين بعد عقود من مكافحة التمرد في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
وتعمل الخدمة على تطوير أساليب لتحسين ربط الجنود في ساحة المعركة، بالاعتماد على الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية وتكنولوجيا الإنترنت، كما أنها بصدد اقتناء مركبة جديدة لفرقة المشاة.
ويخطط الجيش الأمريكي لاستثمار حوالي 3 مليارات دولار لتطوير أنظمة أفضل لإسقاط طائرات العدو المسيرة، ويتجه لتعزيز قدراته في مجال الحرب الإلكترونية.
وقال مسؤولون إن تكلفة عملية الإصلاح ستبلغ 36 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة، وسيقوم الجيش بخفض بعض الأسلحة القديمة وإحالة أنظمة أخرى إلى التقاعد، وهي خطوات تتطلب دعماً من الكونغرس.
وتأتي مبادرة "تحويل الجيش"، كما يطلق عليها، في الوقت الذي تسعى فيه وزارة كفاءة الحكومة، برئاسة إيلون ماسك، إلى خفض الإنفاق وعدد الموظفين في مختلف قطاعات الحكومة.
وذكر مسؤول في البنتاغون بأن الجنرال راندي جورج، رئيس أركان الجيش، ودانيال دريسكول، وزير الجيش، التقيا مؤخرا بنائب الرئيس جيه دي فانس لشرح خطة الجيش لتطوير قدراته مع إجراء تخفيضات تعويضية. وقد أيد وزير الدفاع بيت هيغسيث الخطة في توجيه وُقع هذا الأسبوع.
وقال جورج في مقابلة: "لن نطلب المزيد من المال. ما نريده هو إنفاق الأموال المتاحة لدينا بشكل أفضل".
ولا تزال خطة الجيش، التي تهدف إلى تعزيز قدرات الجيش في آسيا وأوروبا، تتوخى اقتناء دبابات جديدة وصواريخ بعيدة المدى وطائرات مائلة الدوار وأنظمة تقليدية أخرى.
وسيتعين على القاعدة الصناعية الأمريكية أن تتوسع لإنتاج أحدث التقنيات الجاهزة التي يحتاجها الجيش.
وفي العام الماضي، صنعت أوكرانيا أكثر من مليوني طائرة دون طيار، غالباً بمكونات صينية، وفقاً لمسؤولين أمريكيين، لكن الجيش الأمريكي غير مسموح له باستخدام قطع غيار من الصين.
