تقرير: ورقة الرهائن تعمق التردد الإسرائيلي بشأن التوغل البري في غزة
أكد مصدر إخباري إسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أن قضية الأسرى الإسرائيليين في غزة تعد أحد العوامل الرئيسة المؤثرة في مسيرة اتخاذ القرار السياسي في إسرائيل بشأن الحرب على غزة.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن قضية الأسرى من أهم القضايا التي تسببت في إرجاء العمليات البرية للجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة.
وذهبت الصحيفة إلى أن إطلاق سراح الرهينتين الإسرائيليتين، نوريت يتسحاق ويوخيفيد ليفشيتز، أمس الاثنين، من بين 210 أسرى لدى حماس، "ليس فقط بشرى سارة بشأن إمكانية حدوث تغيير، وإنما أيضًا فرصة للجمهور الإسرائيلي لكي يفهم مدى عمق الموقف على المستوى الإستراتيجي في ظل تطلعه لبدء عمل بري".
وأشارت الصحيفة إلى أن حركة حماس تدرك مدى حساسية قضية الأسرى لدى الإسرائيليين "وتدق على الجانب النفسي على حساب المخطوفين وذويهم (...) بغية إرجاء الانقضاض البري على القطاع"، على حد تعبيرها.
وتهدف الحرب على غزة إلى إعادة الأسرى، وفق الصحيفة التي تؤكد أن ثمة فرصة بالفعل لإعادتهم، بما في ذلك إذا تأجلت العمليات البرية.
مصادر عسكرية أبلغت الصحيفة، دون كشف هويتها، أن أعلى مستويات اتخاذ القرار "تريد إحداث توازن بين الرغبة في التوصل إلى صفقة معقولة وضرورة ضرب حماس إلى حد إنهاء كل قدرات الحركة في غزة".
ونقلت عن المصادر قولها "إن أحدًا لن يوقفنا. نحن في نقاش كبير وجاد مع المستوى السياسي"، لافتةً إلى أن هناك سؤالين حاليًّا بشأن ملف الأسرى، الأول هو: "هل يتعين قبول صفقة تشمل، على سبيل المثال، إعادة الأسرى والأسيرات ممن يحملون جنسيات أجنبية فقط؟".
وفي هذا الصدد ترى الصحيفة أنه في حال قبول صفقة من هذا النوع، "سيعود هؤلاء الأسرى إلى وطنهم، بيد أن الأمر سيعني رسالة إشكالية في حد ذاتها بالنسبة لمن يحملون الجنسية الإسرائيلية فقط، دون جنسية أخرى".
وأوضحت أن السؤال الثاني يتعلق بهيئة الأركان العامة التي تؤكد أن العمل البري خطوة لا مفر منها، بغرض تحقيق الأهداف التي حددها مجلس الوزراء المصغر أمام الجيش، وأن الأخير هذا يؤكد أنه "يتعين تدمير حماس بشكل كلي، بما في ذلك تنفيذ قائمة الاغتيالات الشخصية، على خلفية ما حدث في السابع من الشهر الجاري".
المصادر ذاتها، قالت للصحيفة إنه "من دون عمل بري فإن هذا الهدف لن يتحقق"، مضيفة: "لكن في الوقت ذاته ينظر الجيش إلى معادلة المخطوفين ويضعها ضمن اعتبارات العملية البرية، ويعتقد أن محاصرة الذراع العسكرية لحماس ستعزز فرص إطلاق الأسرى بفعل الضغوط الكبيرة".
ورفضت المصادر التشكيك في قدرات الجيش الإسرائيلي ومدى جاهزيته واعتبرت أن "حماس ستواجه جيشًا فتاكًا ودقيقًا، سيدخل تحت غطاء قصف مدفعي وجوي مكثف لم يحدث من قبل".
واستطردت أنه رغم ذلك "فيتعين حدوث مواءمة بين التطلعات الكبيرة للجمهور وحقيقة أن قتلى من الجنود الإسرائيليين سيسقطون وستُدَمر معدات، وأنه لا يوجد عمل عسكري يحقق نجاحات بنسبة 100%".
الصحيفة أشارت إلى التجاذبات الحاصلة في الوقت الراهن بشأن العملية البرية في غزة، والتأكيدات بشأن التأجيل بفعل العديد من العوامل، ومنها الضغوط الأمريكية، والكلفة التي ستتحملها إسرائيل، وملف الأسرى، فضلًا عن حرص الإعلام العبري على إبراز التصريحات في هذا الصدد، مؤكدة أن كل ذلك لا ينفي أن العمليات البرية الإسرائيلية قد تبدأ بشكل مباغت في أيّ لحظة.
المصدر: صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية