الجيش الإسرائيلي: هاجمنا أهدافا تشمل بنية تحتية لحزب الله في الضاحية الجنوبية
تساءلت صحيفة "تايمز" البريطانية، عن سبب تأخر رئيس الوزراء ريتشي سوناك، في إقالة وزيرة داخليته سويلا برافرمان رغم نفاد صبره منها.
وقالت الصحيفة إن سوناك أوشك على طرد وزيرة الداخلية، الخميس الماضي، بعد مقال تحريضي، ووصفت فيه الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين بأنها "مسيرات كراهية"، كما اتهمت الشرطة البريطانية بازدواجية المعايير في تعاملها مع مجموعات المتظاهرين ومثيري الشغب.
وأضافت: "بالنسبة لرئيس الوزراء البريطاني، لم يكن الأمر متعلقًا فقط بما قالته، وبتحديها أوامر "داونينج ستريت" بتخفيف حدة المقال- ولكنه أيضًا تتويج لإحباطات متتالية طويلة الأمد".
وقال نائب في البرلمان مقرب من "ريتشي سوناك"، إن رئيس الوزراء كان ممتعضًا ومستاءً للغاية من لغتها المسمومة، ولغة الجسد التي أبداها تظهر بوضوح حجم غضبه".
وعلى صعيد متصل، لفت مصدر في الحكومة البريطانية الى وجود قدر كبير من الغضب تجاه تصريحات "برافرمان" بشأن المشردين، ووصفها التشرد ونوم الناس في الخيام بأنه "نمط من أنماط الحياة في بعض الأحيان" .
ورغم دعوة البعض إلى إقالتها من منصبها بعد تصريحاتها الأخيرة، إلا أن الحكومة ارتأت أن فعل ذلك قبل يومين فقط من مسيرة يوم الهدنة البريطاني المقرر، اليوم السبت، ستترتب عليه مخاطرة سياسية أكبر.
من جانبه، ذكر عضو رفيع في حزب المحافظين البريطاني للصحيفة أن معظم الناس لا تهمهم التفاصيل الدقيقة المتعلقة بانتهاك الوزيرة برافرمان للقانون الوزاري ونشرها مقالا دون الحصول على موافقة "داونينج ستريت"، وسيعتبرون أنها طردت من منصبها لمجرد تعبيرها عن رأيها فقط.
وأضاف: "يرجع قرار سوناك عدم طرد "برافرمان" حتى الآن إلى إعلان المحكمة العليا في بريطانيا بأنها ستصدر قرارها بشأن مشروعية خطة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا، الأربعاء المقبل.
وقال وزير بريطاني مقرب من "سوناك" إنه "من غير الحكمة أن تختار وزير داخلية جديد قبل معرفة في اتجاه ستسير خطة راوندا.. هناك قرار بتنحية برافرمان من منصبها، ولكن السؤال متى سيتم التنفيذ".
ونقل التقرير عن مصدر حكومي رفيع أن "دواننغ ستريت" وضعت نفسها في موقف محرج يتمثل بالاعتراف بأن وزيرة الداخلية تحدت رئيس الوزراء حول المقال الذي نشرته في صحيفة "التايمز".
ورغم ذلك لم تتمكن الحكومة من التخلص منها بعد، بينما يبدو رئيس الوزراء البريطاني الآن في موقف ضعيف، فهو غير قادر على الاستجابة للأحداث، وهذا موقف مثير للسخرية، وفقًا لأقوال المصدر ذاته.
ووفق الصحيفة، فإن في "الحكومة من يرى أن دواننغ ستريت سمحت للخلاف مع برافرمان بالتفجر في وقت لم تكن فيه الحاجة تستدعي ذلك، فقد كانهناك احتمال لإقالتها في إطار تغيير وزاري اوسع نطاقا بالنظر الى نفاذ الصبر منها".
إدارة الحزب
وأشارت "التايمز" إلى أن المشكلة الأوسع متمثلة في إدارة الحزب، إذ يقال إن رئيس "الانضباط الحزبي"، سيمون هارت، تلقى سيلاً من الدعوات من نواب بريطانيين تطالب رئيس الحكومة "سوناك" بإقالة برافرمان.
وتابعت: "هؤلاء غاضبون ليس فقط من تعليقاتها عن مسيرة، يوم السبت، إنما أيضًا من تصريحاتها السابقة التي اعتبرت فيها النوم في العراء بأنه اختيار لنمط حياة، بالإضافة الى مزاعمها السابقة بأن طالبي اللجوء السياسي يتلاعبون بالقانون والنظام من خلال تظاهرهم بانهم مثليون جنسيًا".
في المقابل، تشعر مجموعات المحافظين اليمينية المتطرفة بالغضب من الانتقادات الموجهة إلى برافرمان، وقد تحول الخلاف إلى اتهامات متبادلة على مجموعات الواتساب التابعة لحزب المحافظين.
وفي إحدى المجموعات التي تضم أعضاء البرلمان المحافظين الذين عرفوا بدعمهم وتأييدهم للوزيرة، كان هناك نقاش محتدم حول تصرفاتها الجدلية .
ولكن "برافرمان" تحظى بدعم من نواب محافظين آخرين بما في ذلك "لي أندرسون" نائب رئيس حزب المحافظين الذي علق قائلًا بأنه ينبغي على الحزب أن يوجه الانتقاد للمعارضة، وليس لأحد أعضاء الحزب.