غارة إسرائيلية تستهدف عيادة الرمال في شارع الوحدة غرب مدينة غزة
ينشغل مراقبون في إسرائيل وخارجها بالتداعيات الناجمة عن نتائج انتخابات الكنيست الخامسة والعشرين على علاقات إسرائيل الخارجية.
يأتي ذلك في ظل مخاوف مبررة؛ عقب صعود التيار القومي، وتنامي نفوذ أحزاب تحمل أجندات متطرفة، ستجد لها مقعدًا أساسيًا داخل الائتلاف الحكومي.
وسيكون على زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو، في ولايته السادسة، عمل مواءمة بين أجندات الشركاء الائتلافيين، ولا سيما من قائمة "الصهيونية الدينية"، بزعامة بِتسلئيل سموتريتش، وشريكه الراديكالي إيتَمار بن غِفير، زعيم "عوتسما يهوديت"، من جهة، والحفاظ في الوقت نفسه على منظومة علاقات دولية قوية، لا سيما مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وحسب تقرير لموقع "غلوبس" الإسرائيلي، يعد "ضبط النفس" حتى الآن هو العنوان الرئيسي لردة فعل واشنطن بشأن نتائج الانتخابات التي أجريت الثلاثاء الماضي.
ونقل الموقع عن مصدر سياسي أمريكي رفيع المستوى "أن الأمريكيين الذين يعرفون نتنياهو جيدًا، يجدونه الآن وقد حمل وزنًا ثقيلًا على قدمه اليُمنى".
إلا أن مصادر داخل الليكود على قناعة بأن نتنياهو "لن يتنازل عن ملفي السياسة الخارجية والدفاع بأي حال من الأحوال، ولن يسمح لـ "الصهيونية الدينية" بممارسة تأثير على هذين الملفين أو على مسيرة اتخاذ القرارات بشأنهما".
ومن المنتظر أن يحتفظ نتنياهو بجميع الصلاحيات والقرارات الخاصة بملف السياسة الخارجية والدفاع، ولن يسمح بموطئ قدم للأحزاب الأخرى، إذ نقل الموقع عن المصادر أن نتنياهو "سيسمح بنقاش ومشاورات ويستمع لجميع الآراء، إلا أنه في النهاية سيتخذ القرارات المهمة بنفسه".
وعلى سبيل المثال، تقدر هذه المصادر، حسبما نقل عنها الموقع، أن ملفا مثل الاستيطان بالضفة الغربية، سيشهد حتما تغييرًا، مقارنة بما كان عليه إبان الحكومة المنتهية ولايتها، وأن مسيرة اتخاذ القرار ستسير بما لا يضر بالعلاقات مع واشنطن.
وتضع "الصهيونية الدينية" الاستيطان على رأس أجندتها السياسية، وتضفي عليها الطابع الديني مقارنة بالأحزاب الصهيونية الأخرى.
وترجح المصادر أن نتنياهو في النهاية هو من سيتخذ القرار في هذا الصدد وليست "الصهيونية الدينية".
الجمهوريون والديمقراطيون
وكان السفير الأمريكي في القدس المحتلة، توم نايدس، قد نشر بيانًا رسميًا عقب انطلاق الانتخابات الإسرائيلية التشريعية، أثنى فيه على نسب التصويت المرتفعة، وقال إنه "من المبكر توقع التشكيلة الدقيقة للائتلاف الإسرائيلي الجديد، سنواصل العمل مع الحكومة الإسرائيلية على أساس المصالح والقيم المشتركة".
وألمح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، بشكل غير مباشر لشخصيات محددة تثير المخاوف لدى واشنطن، وهي زعيم "الصهيونية الدينية"، سموتريتش، وشريكه في الكتلة ذاتها، بن غِفير، زعيم "عوتسما يهوديت".
وذكر برايس، وفق موقع "غلوبس": "نأمل أن يشاركنا مسؤولو الحكومة الإسرائيلية جميع قيم التسامح واحترام الأقليات".
وأصدر الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي قدر الموقع أنه سيسيطر على الكونغرس عقب انتخابات التجديد النصفي، بيانات تحمل ثناءً واضحًا، وتثمن الحكومة الجديدة التي ستتشكل.
وعلى سبيل المثال، ثمَّن وزير الخارجية الأمريكية الأسبق مايك بومبيو فوز نتنياهو والليكود، وانضم إليه نواب جمهوريون كُثر، أكدوا استمرار المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل.
أما الرئيس الديمقراطي جو بايدن، فحسب ما أكده الموقع الإسرائيلي، يعرف نتنياهو جيدا، ولديه علاقات قوية معه، على عكس سلفه من الحزب الديمقراطي باراك أوباما، ومن ثم هناك تطلُع في البيت الأبيض بأن يعمل نتنياهو من أجل وأد التطرف من حكومته والامتناع عن إحراق الأرض.
وأكدت مصادر أمريكية سياسية للموقع العبري أن "الشيء الأخير الذي تريده واشنطن الآن هو مواجهات بالأراضي المحتلة، كما أن لدى البيت الأبيض تطلعات لأن تحترم حكومة نتنياهو اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع بيروت".
وبيَّن الموقع أن البناء في المستوطنات بالأراضي المحتلة وإعطاء هذا الملف زخما كبيرا، من الأمور التي ترفضها واشنطن، والتي تريد تعزيز التعاون الاقتصادي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
يشار إلى أن رئيس لجنة الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور الديمقراطي روبرت مينينديز، حذر نتنياهو، مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، من ضم بن غِفير لأية حكومة يمينية قد يشكلها عقب الانتخابات.
وأوضح أن "ضم المتطرف اليميني بن غِفير في حكومة مستقبلية سيحمل عواقب سلبية على العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل".