"الغارديان": أدلة متزايدة على وصول ذخائر من كوريا الشمالية إلى روسيا
تأتي زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، النادرة من نوعها إلى كوريا الشمالية، وسط تزايد الأدلة على أن بيونغ يانغ بدأت تزويد روسيا بقذائف مدفعية؛ ما يعني فتح خط إمداد جديد يمكن أن تكون له تداعيات عميقة على الحرب الروسية الأوكرانية، وفق صحيفة "الغارديان".
وقالت الصحيفة البريطانية في تقرير نشرته، اليوم الأحد، إن الولايات المتحدة تشير إلى إرسال ما يقارب من 1000 حاوية شحن تحمل معدات وذخائر من كوريا الشمالية إلى روسيا خلال الأسابيع الأخيرة.
وأضافت أن البيت الأبيض نشر صورًا ملتقطة عبر الأقمار الصناعية تظهر 300 حاوية شحن تقريبًا، تم تجميعها في ميناء "ناجين" شمال شرق كوريا الشمالية، تمهيدًا لنقلها عن طريق البحر والسكك الحديدية إلى مستودع للأسلحة بالقرب من بلدة "تيخورتسك" جنوب غرب روسيا، على بعد حوالي 180 ميلًا من الحدود الأوكرانية.

وأوضحت الصحيفة أن التقارير الاستخبارية الأمريكية تم تأكيدها من قبل المعهد الملكي للخدمات المتحدة "RUSI"، وهو مركز أبحاث مقره لندن، إذ نشر المعهد الأسبوع الماضي تقريرًا استنتج فيه أن روسيا شرعت على الأرجح بشحن ذخائر عسكرية من كوريا الشمالية على نطاق واسع.
وبتحليل صور الأقمار الصناعية عالية الدقة، خلص معهد "RUSI" إلى أن ثلاث سفن شحن مرتبطة بالشبكة اللوجستية العسكرية الروسية قامت على الأقل بخمس رحلات ذهابًا وإيابًا منذ منتصف آب الماضي، بين ميناء "ناجين" شمال شرق كوريا الشمالية، وميناء سري في بلدة "دوناي" أقصى شرق روسيا، وفق الصحيفة.
وقالت إنه بعد فترة قصيرة من انعقاد قمة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رصد مشروع "بيوند باراليل"، التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ومقره واشنطن، زيادة كبيرة في حركة السكك الحديدية عبر الحدود بين كوريا الشمالية وروسيا.
ونقلًا عن صور للأقمار الصناعية تم التقاطها مؤخرًا، أشار المشروع إلى وجود عدد "غير مسبوق" من عربات السكك الحديدية المخصصة للشحن في محطة "تومانغانغ" للسكك الحديدية في مدينة "راسون"، التي تقع على الحدود مع روسيا، مضيفًا أن مستوى حركة المرور أكبر بكثير مما رصده "بيوند باراليل" في المحطة خلال الأعوام الخمسة الماضية، والأعوام التي سبقت جائحة كورونا أيضًا.

وأردف المشروع في تقريره: "بالنظر إلى أن الزعيمين الروسي والكوري الشمالي ناقشا سبل التبادل والتعاون العسكري في قمتهما الأخيرة، فإن الزيادة الكبيرة في حركة السكك الحديدية تشير على الأرجح إلى أن بيونغ يانغ تقوم بالفعل بإمداد روسيا بالأسلحة والذخائر".
وأشارت "الغارديان" إلى أن سلاح المدفعية يعتبر مهمًا وحاسمًا في الحرب الروسية الأوكرانية، لدرجة أن بعض المحللين ذهب إلى وصفه بـ"ملك المعركة" رغم التركيز على الأسلحة الأحدث.
ونقلت عن ضابط المدفعية في الجيش البريطاني، والزميل في معهد "RUSI"، الجنرال باتريك هينتون، قوله إن كوريا الشمالية لديها مخزون كبير من الصواريخ وقذائف المدفعية التي تتوافق مع أنظمة الأسلحة السوفيتية سابقًا والروسية حاليًا، والتي يستخدمها الروس، مرجحًا أن تكون كوريا الشمالية نقلت نوعين من الذخائر التي تستخدمها روسيا في الحرب، قذائف "هاوتزر" عيار 122 ملم التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، ومنظومة صواريخ "غراد" عيار 122 ملم.

ولفت هينتون إلى قدرة كوريا الشمالية على إنتاج وتكديس كميات كبيرة من الذخائر رغم العقوبات المفروضة عليها.
بدورها، لم تحدد الولايات المتحدة عدد قذائف المدفعية التي أرسلتها كوريا الشمالية إلى روسيا، بحسب الصحيفة، إلا أن رئيس مركز استخبارات قوات الدفاع الإستونية، الكولونيل انتس كيفيسيلغ، قدر أن الـ 1000 حاوية بحرية التي تم شحنها إلى روسيا تحتوي على ما بين 300 - 350 ألفا من قذائف المدفعية، فيما تشير الإمدادات العسكرية من كوريا الشمالية إلى أن روسيا تخطط لحرب طويلة الأمد ضد أوكرانيا، واتخذت خطوات ملموسة نحو القيام بذلك، بحسب اعتقاده.
ولكن تبقى هناك تساؤلات مهمة حول نوعية وجودة الذخائر التي ترسلها كوريا الشمالية، ففي عام 2010، أطلق الجيش الكوري الشمالي ما يقارب من 170 قذيفة على جزيرة "يون بيونغ" في كوريا الجنوبية، سقط أكثر من نصفها في البحر، وفق الصحيفة.
ورغم ذلك، يقول هنتون إنه وبالنظر إلى العدد الكبير جدًا من الذخائر، فإن الدقة المتواضعة والاختلالات لن يمثلا مشكلة كبيرة.
وفي تقرير صادر عن معهد "RUSI"، بعنوان: "على أوكرانيا أن تستعد لشتاء قاس"، أشار الباحث جاك واتلنغ إلى زيادة ملحوظة في مخزون روسيا من الذخائر، ففي عام 2022، كانت روسيا تنتج ما يقارب من 40 صاروخًا طويل المدى شهريًا، أما الآن فهي تنتج أكثر من 100 صاروخ في الشهر، وفق الصحيفة.
المصدر: صحيفة "الغارديان" البريطانية