حزب الله يعلن استهداف مدفعيات إسرائيلية في مستوطنتي "لتون وديشون"
يقترب رئيس الوزراء الفرنسي المعيّن حديثًا ميشيل بارنييه، من التحالف مع اليمين المتطرف، بقيادة مارين لوبان، الذي أجرى اتصالات معها حتى قبل تعيينه، وكذلك نتيجة وجود "اتفاق سرّي" بين بارنييه ولوبان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في إطار تحالف، لمنع تقديم طلب سحب الثقة من الحكومة الفرنسية الجديدة، بحسب محللين سياسيين فرنسيين تحدثوا لـ "إرم نيوز".
والعلاقة الخفيّة بين بارنييه ولوبان، أثارت تساؤلات الشارع الفرنسي، حول نواياه السياسية والتكتيكية المستقبلية، مبدين خشيتهم من سيطرة اليمين المتطرف على المفاصل السياسية في البلاد مستقبلًا، بحسب صحيفة"لوجورنال دو ديمانش" الفرنسية.
وتعقيبًا على ذلك، قال الباحث السياسي الفرنسي وأستاذ علم السياسة في معهد الدراسات السياسية بباريس باسكال بيرينو لـ"إرم نيوز": إنه "بينما تكشف التقارير عن تواصل بين بارنييه ولوبان، تظل الأسئلة حول طبيعة هذا التحالف وتأثيره في السياسات الحكومية المستقبلية مفتوحة".
وأشار الباحث السياسي الفرنسي، إلى أنه من الواضح أن بارنييه، يواجه تحديات كبيرة في محاولته تحقيق توازن سياسي، وتظل تطورات الأيام المقبلة حاسمة في تحديد شكل السياسة الفرنسية خلال الفترة المقبلة.
خطوة غير متوقعة
واعتبر بيرينو، أن الكشف عن التواصل بين لوبان وبارنييه، بمثابة خطوة غير متوقعة بالنظر إلى تاريخ بارنييه كمعتدل سياسي.
ورأى أستاذ العلوم السياسية الفرنسي، أن هذه الخطوة من حزب اليمين المتطرف، الذي أعلن أنه سيعطي بارنييه، "فرصة لإظهار قدرته على تغيير البرامج"، تؤكد إمكانية وجود تفاهمات غير معلنة بين الطرفين.
توقعات وتحليلات
بدروها، أشارت الباحثة السياسية الفرنسية آن مورين لـ"إرم نيوز"، إلى أن هناك دلالات وأبعادًا سياسية للاتصالات بين بارنييه ولوبان، لأن الحالة السياسية الفرنسية تتسم في الفترة الحالية بحالة من الاستقطاب الشديد، إذ يسعى بارنييه لإيجاد توازن بين مختلف القوى السياسية.
ورأت مورين أن الاتصالات مع زعيمة اليمين المتطرف، قد تكون خطوة استراتيجية، لتحسين موقف بارنييه السياسي، وتعزيز قدرته على تنفيذ برامج حكومية، خاصة في ظل الحاجة إلى دعم برلماني متنوع.
تحذيرات
وحذرت مورين من التأثير المحتمل لليمين المتطرف على الحكومة الفرنسية الجديدة، موضحة أنه إذا ما ثبتت صحة هذه الاتصالات، فإن تحالفًا مع اليمين المتطرف، قد يؤثر بشكل كبير على السياسة العامة للحكومة الجديدة.
وتابعت:" يمكن أن يتضمن ذلك تغييرات في السياسات الاقتصادية، والأمنية، والهجرة، وهو ما قد يثير قلق قطاعات واسعة من المجتمع الفرنسي".
ورأت مورين، أن هذه التسريبات، تأتي في وقت حساس، إذ تراقب الأحزاب الأخرى لا سيما اليسار الوضع عن كثب، محذرة من أن تتسبب هذه الخطوة في ردود فعل متباينة من مختلف الأطراف السياسية، بمن في ذلك المعارضة اليسارية والوسطية، التي قد ترى في هذه التحركات محاولة لتغيير التوازن السياسي لصالح اليمين المتطرف.
وأوضحت الباحثة السياسية الفرنسية، أن لتلك التسريبات أيضًا تأثيرًا على تشكيل الرأي العام الفرنسي، الذي يخشى عواقب سيطرة اليمين المتطرف على السلطة.
وخلصت مورين إلى القول "إذا نجح بارنييه في إقامة علاقة قوية مع اليمين المتطرف، فإن ذلك قد يؤثر في نتائج الانتخابات المستقبلية، سواء على مستوى الانتخابات البرلمانية والمحلية، فالتحالفات غير المتوقعة، يمكن أن تعيد تشكيل الخريطة السياسية في فرنسا".