غارة إسرائيلية كبيرة استهدفت المنطقة بين المريجة والليلكي بضاحية بيروت

logo
العالم

"لوموند": متمردو شمال الساحل الأفريقي يتحدون ضد زعماء انقلابات جنوبه

"لوموند": متمردو شمال الساحل الأفريقي يتحدون ضد زعماء انقلابات جنوبه
متمردون في شمال ماليالمصدر: رويترز
11 سبتمبر 2024، 4:11 ص

قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن زعماء مجموعات متمردة في مالي والنيجر اجتمعوا أواخر شهر أغسطس/آب الماضي، لتعزيز "تحالف تكتيكي" فيما بينها تم إنشاؤه أواخر العام الماضي.

وأضافت الصحيفة أن تلك المجموعات اتفقت على "مساعدة متبادلة" فيما بينها، ردا على إنشاء "تحالف دول الساحل (AES)" من قبل المجالس العسكرية الحاكمة في بوركينا فاسو ومالي والنيجر وهو ميثاق دفاعي يلتزم بتقديم الدعم المتبادل في حالة تهديد سيادة أي دولة من أعضائه.

وعقد الاجتماع في منطقة "تين زاواتين" بشمال مالي قرب الحدود الجزائرية، بين 25 و29 أغسطس/آب الماضي، بين مجموعات على رأسها "جبهة التحرير الوطنية" في النيجر (FPL) و"الإطار الاستراتيجي للسلام والدفاع عن شعب أزواد" (CSP-PDA) في مالي.

ونقلت الصحيفة عن بيان صادر عن "جبهة التحرير الوطنية" قولها إن المتمردين ناقشوا "ضرورة توقيع اتفاقية للمساعدة المتبادلة في حال تعرضت دول تحالف الساحل لهجوم"

ووفق التقرير فإن منطقة "تين زاواتين"، تحمل رمزية كبيرة بالنسبة للمتمردين الطوارق والعرب في شمال مالي، وفي هذه البلدة الواقعة في أقصى شمال مالي على الحدود الجزائرية، قُتل 47 جندياً مالياً و84 من مرتزقة مجموعة "فاغنر" الروسية في يوليو الماضي خلال مواجهات مع "الإطار الاستراتيجي للسلام".

أخبار ذات علاقة

آخر ورقة لاستقرار الساحل الأفريقي.. تشاد في قلب صراع فرنسي روسي

 

تجدد الصراعات

وبحسب "لوموند" تصاعدت التوترات منذ استيلاء المجلس العسكري بقيادة العقيد أسيمي غويتا على السلطة في مالي عام 2020، مما أدى إلى انهيار السلام الهش الذي تم إرساؤه باتفاق الجزائر لعام 2015.

وأشارت إلى إلى أنه في أغسطس 2023، أطلقت مالي عملية واسعة لاستعادة السيطرة على الشمال، مما أدى إلى معارك ضارية وخسائر كبيرة في الأرواح. 

وتجدر الإشارة انه بحلول نوفمبر، استعادت القوات المالية بدعم من مرتزقة فاغنر مدينة "كيدال"، معقل المتمردين الطوارق الذين قادوا تمردات متكررة منذ استقلال مالي في 1960.

ولفتت الصحيفة أنه أثناء العمليات العسكرية في مالي، قدمت المجالس العسكرية في كل من بوركينا فاسو والنيجر دعماً لنظام غويتا، وفقاً لمحمد المولود رمضان، المتحدث باسم "الإطار الاستراتيجي"، قامت بوركينا فاسو باستخدام طائرات مسيرة لقصف مواقع المتمردين في "تين زاواتين" في أواخر أغسطس، ما أسفر عن مقتل 21 مدنياً، بينهم 11 طفلاً. 

في حين، قدم جيش النيجر دعماً لوجستياً خلال معركة "تساليت" في أكتوبر 2023.

اختلاف الاستراتيجيات بين المجالس العسكرية

واضافت الصحيفة أنه بينما اتخذت مالي وبوركينا فاسو نهجاً هجومياً ضد المتمردين، كانت قيادة النيجر تحت قيادة الجنرال عبد الرحمن تيني أكثر حرصاً، لا سيما في التعامل مع الطوارق في النيجر.

 وبينت أنه على الرغم من الضغط المالي للحصول على دعم عسكري خلال معركة "تين زاواتين"، رفضت النيجر المشاركة لتجنب إغضاب الطوارق.

 وألغى نظام تيني في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، قانوناً يعود إلى عام 2015 يجرم تهريب البشر، مما أفاد الطوارق في الشمال بشكل خاص.

مقاومة المتمردين والعلاقات الدولية

وتبقى الأنشطة العسكرية لجبهة التحرير الوطنية في النيجر رمزية في الغالب، مع قدرات محدودة.

وتأسست الجبهة بقيادة محمود صلاح بعد الانقلاب في يوليو 2023، ونفذت هجمات صغيرة، منها تخريب خط أنابيب في يونيو 2023 وكمين لقافلة عسكرية في "أغاديز" دون وقوع قتلى.

بدورها، تقر جبهة التحرير بأن قدراتها العسكرية غير كافية لمواجهة تحالف دول الساحل، الذي يتلقى دعماً عسكرياً من روسيا، بما في ذلك الأسلحة والطائرات. 

ومع ذلك، فإن الاجتماع بين "الإطار الاستراتيجي" و"جبهة التحرير" في أغسطس يُعد خطوة نحو "تحالف تكتيكي" يركز على تبادل المعلومات العسكرية والتعاون اللوجستي.

الروابط التاريخية

وبينت الصحيفة الفرنسية أن العلاقات بين المتمردين في النيجر ومالي تعود  إلى التسعينيات، حيث تجمعهم مطالب مشتركة تشمل تحقيق تمثيل أفضل من الحكومات المركزية، لافتة إلى أن هذه الروابط شهدت  تقلبات على مر العقود، لكنها تجددت في ظل المقاومة المتزايدة ضد المجالس العسكرية في منطقة الساحل.

يشار إلى أنه في مايو/أيار 2024، أعلن "مجلس المقاومة من أجل الجمهورية" (CRR) بقيادة الطارقي المنفي "رسا أغ بولا" عن تحالفه مع "جبهة التحرير". 

وعلى الرغم من أن المجلس لم ينفذ أي هجمات بعد، فإن كلا المجموعتين أكدت هدفهما المشترك المتمثل في "تنسيق جميع الحركات" لمواجهة المجالس العسكرية والإفراج عن الرئيس المعزول محمد بازوم.

آفاق مستقبلية

وأكدت الصحيفة أن  "الإطار الاستراتيجي" و"جبهة التحرير" يعملان  على توسيع تحالفاتهما في المنطقة، بما في ذلك مع مجموعات المعارضة في بوركينا فاسو،موضحة انه على الرغم من عدم ظهور أي حركة تمرد مسلحة في بوركينا حتى الآن، فإن هذه الروابط تمتد عبر عقود من التمرد والمقاومة.

وختمت الصحيفة بالقول إنه ما زال مستقبل هذا التحالف غير واضح، لكن زعماءه مصممون على الاستمرار في مقاومتهم ضد المجالس العسكرية في جنوب الساحل الأفريقي.

أخبار ذات علاقة

يقودها رئيس جديد للمخابرات.. نيجيريا تستأنف مساعي إعادة دول الساحل لـ"إيكواس"

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC