حزب الله: قصفنا برشقات صاروخية كبيرة مدينة صفد
قال محللون سياسيون إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يراهن على نجاح قوات بلاده في تحقيق مزيد التقدم في أوكرانيا، في الوقت الذي حقق فيه الجيش الأوكراني توغلًا كبيرًا في إقليم كورسك.
وسيطرت القوات الروسية على مناطق جديدة، شرقي أوكرانيا، قرب بوكروفسك التي تعد مركزًا للطرق والسكك الحديدية التي تصل مدن شرق أوكرانيا بوسطها، إضافة إلى أنها تعد ممرًا حيويًّا لإرسال الإمدادات إلى مدن الشرق التي ما زالت تحت سيطرة كييف.
وأبدى بوتين قبل أيام استعداده لإجراء مفاوضات مع كييف على أساس المحادثات التي عقدت عام 2022 بمدينة إسطنبول التركية، إذا طلبت أوكرانيا ذلك، على حين كانت موسكو تستبعد أي نقاش على خلفية الهجوم الأوكراني على منطقة كورسك.
وكانت أوكرانيا شنت بشكل مفاجئ هجومًا على منطقة كورسك، ما دفع بوتين إلى رفض المفاوضات.
وفي أغسطس/ آب الماضي، شنت أوكرانيا هجومًا غير مسبوق على منطقة كورسك الروسية، إذ أرسلت آلاف الجنود عبر الحدود، وسيطرت على بلدات عدة، وبعد مدة وجيزة، أكد بوتين أنه لا يمكن أن تكون هناك مفاوضات.
ونقل موقع "الحرة" الأمريكي، عن مدير "مركز دراسات الشرق الأوسط" في كييف، إيغور سيميفولوس، أن توغل أوكرانيا في كورسك "أثبت للجميع ما كانت تتحدث عنه كييف منذ مدة طويلة، أنه ليس لدى روسيا الموارد والاحتياطات العسكرية الكافية للاستمرار في الحرب مدة طويلة".
ويرى سيميفولوس، أن الهجوم يحمل "بعدًا إعلاميًّا موجهًا نحو زيادة عدم رضا المجتمع الروسي عن الحرب في أوكرانيا، وعدم قدرة بوتين ونظامه على حماية أراضي بلاده ورعاياه".
في مقابل ذلك، حققت القوات الروسية تقدمًا في مناطق دونيتسك، وهو أمر "يعزز من موقف موسكو في هذه المناطق، ويزيد الضغط على القوات الأوكرانية"، كما يقول مدير مركز فيجن للدراسات الإستراتيجية والباحث في العلاقات الدولية، سعيد سلام.
ويعتقد سلام أن التقدم الروسي "يسبب قلقًا لدى أوكرانيا بشأن استقرار الجبهة في هذه المنطقة والقدرة على الدفاع عنها، ولكن كييف لا تقف وحدها في التصدي للعدوان الروسي"، مشيرًا إلى أن أوكرانيا تسعى للحصول على العتاد والدعم الاقتصادي من حلفائها.
وقال مدير "مركز دراسات الشرق الأوسط" في كييف، إيغور سيميفولوس، إن "الوضع الاقتصادي الصعب"، يمثل ضغطًا على روسيا لإنهاء حربها.
وأشار إلى أن المعطيات جميعها تشير إلى أن الاقتصاد الروسي في حالة تدهور مستمر، وهذا يعني أن ذلك سوف يؤدي إلى حدوث ضغوط تضخمية كبيرة ومشاكل اقتصادية أخرى، بسبب الإنفاق المفرط من قبل الدولة على القطاع العسكري، وصرف مخصصات مالية كبيرة للجنود والمرتزقة الذين يشاركون في الحرب".
ولفت إلى أن "كثيرًا من الاقتصاديين يتوقعون ازدياد المشاكل الاقتصادية خلال الأشهر المقبلة في روسيا، وارتفاع وتيرة ردة فعل المواطنين الروس الناقمة على سوء الأوضاع المعيشية".
ويؤيد سلام أن "العقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو، تضعف الاقتصاد الروسي، وتقلل من قدرته على تمويل الحرب".
وقال إن "القوات الأوكرانية تعمل على تحسين إستراتيجياتها الدفاعية والهجومية، ما يمكنها من استعادة بعض المناطق التي فقدتها وتقليل تأثير التقدم الروسي، كما حدث خلال الأيام الماضية، إذ جرى تحرير بعض البلدات، وأُوقِف تقدم القوات الغازية على محور بوكروفسك".
وشدد سيميفولوس على أهمية الانتخابات الأمريكية، الأمر الذي سوف ينجم عنه قدوم قائد جديد للولايات المتحدة ليخلف الرئيس الحالي، جو بايدن، الذي يعد من أشد الداعمين لكييف.
وأكد سيميفولوس أن الانتخابات الأمريكية لها تداعيات مهمة بما يتعلق بالدعم العسكري والاقتصادي لأوكرانيا، مشيرًا إلى أن كييف بحاجة إلى عقد مباحثات مع الحزبين الديمقراطي والجمهوري.