الجيش الإسرائيلي يقول إنه اعترض مسيرة اقتربت من إسرائيل من ناحية الشرق
"لماذا يستمر الغرب في دعم أوكرانيا؟"، هكذا تساءلت عناوين أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم، الإثنين، والتي قالت إن الحكومات الغربية "ليس لديها خيار آخر" سوى مواصلة دعم كييف في ضوء التصعيد الذي تمارسه روسيا، والذي لا ينذر بمحادثات سلام وشيكة.
وعلى الصعيد العالمي، تناولت الصحف تقاريً تكشف عن "معركة نفوذ" منتظرة بين الولايات المتحدة والصين في قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب 27)، حيث تعتزم واشنطن جذب الدول النامية بعيداً عن بكين.
الغرب "مجبر" على دعم أوكرانيا
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن الغرب لا يرى خيارًا سوى الاستمرار في دعم أوكرانيا، مرجعة السبب إلى تصرفات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي أقنع تصعيده معظم العواصم الغربية بأنه "لا يوجد أي احتمال" لإجراء محادثات سلام قريبًا.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين مطلعين قولهم إن واشنطن وحلفاءها لا يرون سوى احتمالية ضئيلة للتوصل إلى نهاية تفاوضية للحرب في أوكرانيا قريبًا نظرًا للمخاطر الكبيرة لموسكو وكييف، وحقيقة أن الجانبين يعتقدان أنهما قادران على الفوز.
وأشارت الصحيفة إلى أنه مع استعادة كييف للأراضي التي تحتلها موسكو ومواجهة مواطنيها انقطاع الكهرباء والمياه بسبب الهجمات الروسية على أهداف مدنية، يقول الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن الوقت الحالي ليس هو الوقت المناسب للانسحاب وأنه لا يمكن تحقيق سلام دائم مع نظيره الروسي.
وذكرت الصحيفة أنه بالرغم من أن بوتين نفسه أعلن انفتاحه على المحادثات بمجرد أن توجه واشنطن كييف للتفاوض، إلا أن تصعيد الرئيس الروسي للحرب، وضمه المعلن للأراضي الأوكرانية، وحشده لمزيد من القوات للجبهة، جعل الحكومات الغربية لا تبذل أي محاولة لإجبار زيلينسكي على الدخول في محادثات سلام.
وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة عن المصادر الغربية قولها: "لا توجد رؤية واضحة جدًا لما يمكن أن تبدو عليه تسوية سلمية نهائية في العواصم الغربية"، مشيرة إلى أن كلا من برلين وباريس وواشنطن لن تدفع كييف الآن لقبول شيء يعتقد زيلينسكي أنه ليس في مصلحة بلاده.
وأشارت المصادر – التي رفضت الكشف عن هويتها - إلى أن هناك احتمالية لحدوث انقسامات بين الحكومات الغربية، موضحة: "على سبيل المثال، إذا تحدت القوات الأوكرانية بوتين من خلال السعي للاستيلاء على أراضي في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا عام 2014."
وقالت الصحيفة إن هذه التصريحات تتناقض مع مواقف صناع القرار في العواصم الغربية. وأضافت: "في أوروبا، تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرًا عن اضطرار زيلينسكي في النهاية إلى التفاوض بشأن السلام مع بوتين، لكنه أصر على أن توقيت وشروط مثل هذه المفاوضات متروكة لأوكرانيا."
وتابعت: "في واشنطن، دعت مجموعة من المشرعين الديموقراطيين البيت الأبيض إلى الدخول في محادثات سلام مع الكرملين بشأن أوكرانيا قبل سحب بيانهم. وعلى الجانب الآخر، حذر زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب، كيفن مكارثي، من أنه لن يكون هناك (شيك على بياض) لحكومة زيلينسكي إذا استعاد الجمهوريون السيطرة على الكونغرس."
وأردفت: "ومع ذلك، فقد فشل المتشككون في المسار الحالي في تحديد مسارات واقعية لتحقيق سلام دائم، ودعوا الحكومات الغربية إما إلى خفض الدعم لأوكرانيا أو الضغط من أجل وقف سريع لإطلاق النار قد يسمح لموسكو بإعادة تسليحها وإعادة شن الحرب في غضون بضعة أيام."
ووفقاً لتقرير الصحيفة الأمريكية، قالت المصادر الغربية إن الهدف من تغيير الحكومات الغربية خطابها هو إقناع الجماهير المحلية بأن القادة يركزون على هدف "السلام العادل"، بالإضافة إلى الاستمرار في الضغط الدبلوماسي الدولي على روسيا في الأمم المتحدة وفي أماكن أخرى.
آمال ديموقراطية.. وميزة جمهورية
وفي الولايات المتحدة، قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" إن الحزب الديموقراطي يعلق آماله على نسبة المشاركة في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس المقررة غداً، الثلاثاء، وذلك لتجنب هزيمة "متوقعة" مع أفضلية نسبية للحزب الجمهوري.
وتحت عنوان "معركة الكونغرس في الملعب"، ذكرت الصحيفة أن الديموقراطيين قد تسابقوا أمس، الأحد، لحشد ناخبيهم في محاولة لتجنب "الهزائم الكاسحة" في انتخابات التجديد النصفي، حيث يتمتع الجمهوريون بميزة "ضئيلة".
ووفقاً للصحيفة البريطانية، أشارت بيانات التصويت المبكرة إلى ارتفاع نسبة المشاركة في جميع أنحاء البلاد والإنفاق الهائل على الدعاية السياسية، حيث قدم كلا الحزبين عروضهم النهائية للأمريكيين، الذين سيدلون بحكمهم على أجندة الرئيس، جو بايدن، فضلاً عن جاذبية حزب جمهوري لا يزال خاضعًا للرئيس السابق، دونالد ترامب.
وقالت الصحيفة إنه وفقًا لأحدث الاستطلاعات، يتمتع الجمهوريون بميزة ضيقة ضد خصومهم الديموقراطيين، معتبرة أن ذلك قد يكون كافيًا بالنسبة لهم لاستعادة السيطرة على مجلس النواب بعد أربع سنوات على فقدها.
وتابعت أنه خلال سلسلة من التجمعات خلال اليومين الماضيين، ظهر كبار الديموقراطيين، بمن فيهم بايدن والرئيس السابق باراك أوباما، في الولايات التي صوتت لحزبهم في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، في تحركات اعتبرتها الصحيفة علامة على ضعفهم السياسي.
وأردفت: "عادة ما يخسر الحزب الحاكم في البيت الأبيض مقاعد في الكونغرس خلال أول انتخابات نصفية. بالإضافة إلى ذلك، يواجه بايدن والديموقراطيون هذا العام تقييمات سلبية قاسية بشأن قضايا تتراوح من التضخم إلى الجريمة والهجرة."
وقالت الصحيفة في تقريرها: "استند الديموقراطيون إلى تطرف الجمهوريين الذين ما زالوا مدينين بالفضل لترامب والغضب من فقدان الحق الدستوري في الإجهاض. لقد دافعوا عن سجلهم الاقتصادي من خلال الترويج لخلق فرص العمل والجهود المبذولة لإحياء التصنيع المحلي، ومكافحة تغير المناخ، وخفض تكاليف الأدوية لكبار السن."
وأضافت: "يأمل الديموقراطيون أن تؤدي الزيادة المتأخرة في الإقبال، خاصة بين الناخبين الشباب في يوم الانتخابات، إلى منحهم دفعة أخيرة لحماية المشرعين الأكثر ضعفاً."
"معركة نفوذ" بين واشنطن وبكين
ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية أن قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب 27)، والتي بدأت أعمالها أمس، تتصدرها "معركة التأثير العالمي" بين الولايات المتحدة والصين، حيث يتطلع زعيما البلدين إلى تقديم مبادرات متنافسة لدعم العالم النامي.
وقالت الصحيفة، في تحليل إخباري، إن إدارة بايدن تبذل قصارى جهدها لتأكيد نفسها كقائد عالمي في العمل المناخي في مؤتمر المناخ الذي تستضيفه مصر، مشيرة إلى أن ذلك سيتطلب القيام بمواجهة دبلوماسية مع الصين.
وأوضحت الصحيفة أن الصين، وهي أكبر مصدر لانبعاث غازات الاحتباس الحراري في العالم، لها السبق على الولايات المتحدة في طرحها الشامل للطاقة الشمسية والمركبات الكهربائية.
وأضافت أنه في المقابل، تخطط الولايات المتحدة، التي تعد ثاني أكبر مصدر للانبعاثات الحالية، لتحدي مطالبة الصين بالريادة العالمية في العمل المناخي من خلال مجموعة من مبادرات الحد من الكربون الجديدة.
وتحت عنوان "ما هي مهمة بايدن في القمة؟"، قالت الصحيفة إن أجندة الرئيس الأمريكي في الحدث العالمي ستركز على استعادة مصداقية واشنطن في العمل المناخي لمواجهة "مغازلة" الصين للدول النامية التي تتصارع مع المخاطر الوجودية التي يشكلها ارتفاع درجة حرارة العالم.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن بايدن لديه ميزة حقيقية في قمة المناخ، مشيرة إلى أن عدم حضور الزعيم الصيني للحدث العالمي سيجعل من السهل على بايدن أن يكتسب مكانة دبلوماسية رفيعة كزعيم يعطي الأولوية للعمل المناخي على الرغم من العلاقات الثنائية المتوترة.