رأى تقرير لصحيفة "الغارديان" أن أسبوعًا من الجدل الجيوسياسي حول أوكرانيا انتهى من دون أي وضوح في الأفق؛ ويبدو أن مسار السلام عاد غامضًا كما كان قبل اجتماع القادة الأوروبيين مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف.
وفي حين انتهى الأسبوع من دون أي مؤشر على قرب تحقيق سلام دائم، وقليل من الحديث عن تطبيق الولايات المتحدة للإجراءات الصارمة التي وعد بها ستارمر وماكرون ضد الروس، ذهبت الصحيفة إلى أن مشكلة زيلينسكي، وأوروبا عمومًا، تتمثل في أن كل الحسابات المدروسة بعناية لا قيمة لها، إذ اتضح أن الرئيس ترامب لا يُكلف نفسه عناء متابعة اللعبة، بل يلعب لعبته الخاصة، ووفقًا لقواعده الخاصة، بحسب التقرير.
اجتماع كييف
وبدأ هذا الأسبوع بـ4 قادة أوروبيين، الفرنسي ماكرون، والبريطاني ستارمر، والألماني ميرتس، والبولندي توسك، يقفون بتحدٍّ في كييف إلى جانب فولوديمير زيلينسكي، مُصدرين إنذارًا نهائيًا لفلاديمير بوتين؛ "وقّع على وقف إطلاق النار الآن، وإلا سنجبرك، مع دونالد ترامب، على ذلك بعقوبات وإجراءات صارمة أخرى".
وبينما توالت، على مدار الأيام التالية، سلسلة من العروض والعروض المضادة والإنذارات النهائية والتحريفات، في أسبوعٍ مُذهل من الدبلوماسية عالية المخاطر، التي بدت في كثير من الأحيان أشبه بلعبة بوكر جيوسياسية، لكن بحلول نهاية الأسبوع، لم يكن هناك وقف لإطلاق النار ولا عقوبات.
وأشارت الصحيفة إلى أن قدوم بوتين إلى تركيا لم يكن مرجحًا رغم صمت الكرملين 3 أيام قبل تأكيد ذلك.
تلويح بالعقوبات الأوروبية
ويبدو أن الرئيس بوتين أخذ كامل وقته للتفكير في خيارات مختلفة؛ إذ استقر، في النهاية، على إرسال فريق تفاوضي إلى إسطنبول بقيادة فلاديمير ميدينسكي، وزير الثقافة السابق "الذي كان له عمل جانبي في كتابة كتب التاريخ الزائفة عن مهمة الغرب طويلة الأمد لتدمير روسيا" وفقا لاتهام تقرير الصحيفة البريطانية.
وأكدت الصحيفة أن عرض بوتين للمحادثات كان مُخالفًا تمامًا لمطالب القادة الغربيين؛ إذ كان ستارمر وميرتس وماكرون واضحين في كييف: "يجب أن يأتي وقف إطلاق النار أوّلاً، بلا شروط أو استثناءات، وإلا فسيتم تطبيق العقوبات"؛ وأوضحوا أن ترامب مؤيد لهذه الخطة.
ولفتت إلى ضرورة أن يضبط زيلينسكي، مثل العديد من قادة العالم الآن، كلماته بعناية للتأكد من عدم الإساءة إلى ترامب.
تحذير من العواقب
وقال مصدر أمني أوكراني هذا الأسبوع: "نحن نقدم عرضًا مسرحيًا لجمهور واحد فقط؛ ورغم أن الأمر قد يكون في بعض الأحيان رقصًا مؤلمًا، لكن إذا سارت الأمور على نحو خاطئ، كما حدث لزيلينسكي في البيت الأبيض في أواخر فبراير/ شباط، فقد تكون العواقب أسوأ" وفق تعبيره.
واختتمت الصحيفة مُشيرة إلى تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو التي كرر فيها موقف الرئيس الأمريكي، قائلاً: إن إنهاء الصراع يتطلب على الأرجح اجتماعًا بين الرئيسين ترامب وبوتين.