تونس.. غلق مكاتب الاقتراع وانتهاء عملية التصويت في انتخابات الرئاسة
ذهب خبراء إلى أن الهجمات الإرهابية التي تشنها الجماعات المتشددة في دول الساحل الإفريقي فاقمت الأزمة الأمنية خاصة في دول مالي والنيجر وبوركينا فاسو، وهذا التدهور قد يدفع هذه الدول إلى مراجعة تحالفاتها العسكرية التي أقامتها مع روسيا بشكل خاص.
وتثير الهجمات الدموية التي تشنها جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" المرتبطة بتنظيم القاعدة "الإرهابي" وجماعات أخرى في منطقة الساحل الإفريقي تساؤلات حول أسباب تمدد المتشددين في هذه المنطقة.
وفي بوركينا فاسو شنت جماعة إرهابية مؤخراً هجوماً أودى بحياة المئات من المدنيين، ما سلّط الضوء على إستراتيجيات الحكومات في المنطقة، ومدى قدرتها على احتواء الخطر الإرهابي.
أسباب التمدد
وقال الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الإفريقية، عمرو ديالو، إن "هناك العديد من الرسائل التي تبعث بها جماعة نصرة الإسلام كما الجماعات الإرهابية الأخرى المنتشرة في الساحل من خلال هجماتها، لكن تبقى أهم رسالة هي أننا هنا موجودون وقادرون على شن هجمات دموية تمسّ من سمعة الأنظمة الحاكمة".
وتابع ديالو في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "من أسباب تمدد الجماعات المتشددة هي حالة الفقر المدقع التي يواجهها المدنيون في المنطقة والتهميش، وهما عاملان يدفعان المدنيين إلى الانضمام إلى تلك الجماعات أو العمل كمخبرين معها أو مساعدتها بمعلومات وغير ذلك".
وشدد على أن: "المرحلة المقبلة في اعتقادي ستشهد احتدام المعارك خاصة أن الجماعات المتشددة تريد إيصال رسالة وهي أنها لا تزال تحتفظ بقوة كاملة، وأنها قادرة على استقطاب المزيد من السكان لصفوفها، وفي ذلك تحدٍّ واضح للمجالس العسكرية الحاكمة التي حاولت طيلة الفترة الماضية الاستنجاد بشركاء دوليين جدد".
وأنهى ديالو حديثه بالقول إن "الأزمة الأمنية في تفاقم، ومغادرة القوات الفرنسية للمنطقة ترك فراغاً استخبارياً واضحاً مكّن الجماعات المتشددة من ترتيب صفوفها وضمان تدفق المزيد من الأسلحة سواء الخفيفة أو الثقيلة".
صفعة للجيش المالي
أما المحلل السياسي، قاسم كايتا، فاعتبر أن: "هجوم باماكو الأخير كان صفعة كبيرة للجيش المالي، شأنه شأن الكمين الذي نصبه المتمردون له في شمال البلاد وأوقع عشرات القتلى من الجنود الماليين ومقاتلي جماعة فاغنر شبه العسكرية".
وبيّن كايتا في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "الأزمة الأمنية ستتفاقم؛ لأنه لم يتم معالجة الأسباب التي تجعل هناك مناخاً ملائماً لتطور الجماعات المتشددة، وهذه المعالجة لا تتم بين عشية وضحاها، بل تتطلب سنوات إن لم نقل عقوداً، لذلك ستجد الحكومات الحالية نفسها أمام مأزق حقيقي بعد أن قدمت وعوداً بجلب الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي لشعوب المنطقة".
وتابع، "في المقابل ستحاول عدة دول استغلال هذا الارتباك الذي يسود الجيوش المحلية من أجل تحقيق مكاسب قد تمكّنها من العودة إلى المنطقة، أو ضمان صفقات ضخمة لبيع أسلحة للجيوش التي أصبحت عاجزة عن صد هذه الهجمات".
وخلص كايتا إلى أن "الأزمة الأمنية ستتفاقم خاصة في دول مالي والنيجر وبوركينا فاسو، وهذا التدهور قد يدفع هذه الدول إلى مراجعة تحالفاتها العسكرية التي أقامتها مع الروس بشكل خاص".