غارات إسرائيلية على بلدات عدلون والقليلة وأنصارية وطيردبا جنوب لبنان
اتخذ زعيما قائمة "الصهيونية الدينية" اليمينية المتطرفة، النائبان بتسلئيل سموتريتش، وإيتَمار بن غِفير، يوم الأحد، قرارا بخوض المفاوضات الائتلافية مع حزب "الليكود"، ضمن جبهة موحدة، بعد أن حققت القائمة 14 مقعدا في الانتخابات الأخيرة.
واتفق سموتريتش الذي يترأس تلك القائمة، مع شريكه بن غِفير، زعيم حزب "عوتسما يهوديت" الراديكالي، على "توحيد المواقف بشأن المفاوضات مع الليكود".
وتضم قائمة "الصهيونية الدينية" في المجمل 3 أحزاب، هي "الاتحاد القومي" بزعامة سموتريتش، و"عوتسما يهوديت" بزعامة بن غفير، و"نوعم" بزعامة آفي ماعوز.
وحسب ما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وموقع "كيباه"، يوم الأحد، فقد أكدت مصادر بتلك القائمة أنها "نجحت في الحصول على أصوات أكثر من نصف مليون إسرائيلي، من أجل إحداث تغيير، وأن القائمة تتعهد بالالتزام بوعودها".
ولفتت "يديعوت أحرونوت" إلى أن مصير الحزب الثالث، أي "نوعام" غير معروف، وإذا ما كان سينضم إلى الحزبين الآخرين خلال المفاوضات مع "الليكود".
خطوة استباقية
ويريد الحزبان حاليا انتزاع أكبر قدر من المكاسب لصالح تحقيق أجندتهما وعلى رأسها: "استعادة الأمن الشخصي للمواطنين، وإجراء إصلاحات في المؤسسة القضائية، وتعزيز الهوية اليهودية، وتولي نواب الحزبين أكبر قدر من المناصب المهمة، لتمكينهما من تنفيذ أجندتهما".
ويشار إلى أن "الصهيونية الدينية" تضع الاستيطان اليهودي بالأراضي المحتلة على رأس أولوياتها وتضفي على الملف، الطابع الديني، مقارنة بالأحزاب الصهيونية الأخرى، وتتبنى نظرية "إسرائيل الكبرى".
وتعني الخطوة الاستباقية تحسين موقف القائمة خلال المفاوضات ومنحها قُدرة أكبر على ممارسة ضغوط على مفاوضي "الليكود"، وتفويت الفرصة على محاولات فصلهما عن بعضهما البعض، بعد أن كانت أنباء ترددت عن انفصال محتمل عقب ظهور نتائج الانتخابات.
وصدر بيان، الأحد، عن "الصهيونية الدينية"، أكدت خلاله أنه بالنسبة للحزبين الأساسيين "فلن يدخل أحدهما الائتلاف دون الآخر"، وأنهما سيتفاوضان مع "الليكود" ضمن "بلوك مشترك".
حقائب خلافية
وكانت أنباء قد ترددت أيضا عن تمسك سموتريتش بحقيبة الدفاع، وعن تمسك زميله بالقائمة بن غفير بحقيبة الأمن الداخلي، فضلا عن مناصب وزارية أخرى لنواب القائمة البالغ عددهم 14 نائبا، من بينها منصب مهم لزعيم حزب "نوعام"، الحزب الثالث بهذه القائمة.
إلا أن تأكيدات نقلتها وسائل الإعلام بأن حقيبة الدفاع لن تخرج من يد حزب "الليكود"، وسط حديث عن احتمال احتفاظ زعيم الحزب بنيامين نتنياهو لنفسه بهذه الحقيبة بشكل مؤقت.
كما أن حقائب وزارية أخرى مهمة، مثل القضاء، والخارجية، والصحة، والمواصلات، والثقافة والرياضة، ستبقى في عدة "الليكود".
وفي وقت سابق، تحدثت تقارير عن احتمال منح سموتريتش حقيبة التعليم، فيما تسود شكوك بشأن حقيبة الأمن الداخلي التي يسعى بن غفير لتوليها، في وقت سيعني الأمر منحه صلاحيات كبيرة تمكنه من تعيين قائد عام جديد وغير ذلك من الصلاحيات، وهو الأمر الذي يثير مخاوف عديدة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من زعيم "عوتسما يهوديت"، والتي أكدت لها أنه يضع أوامر إطلاق الذخيرة الحية على رأس أولوياته، ويريد تغييرها بشكل جذري.
ولفتت إلى أن "التعليمات المتبعة حاليا تنص على أنه على عناصر الشرطة انتظار قيام أحد الأشخاص بإلقاء زجاجة حارقة كشرط لإطلاق الرصاص عليه، أي عدم التصويب عليه طالما لم يلقها بعد، مؤكدة أن بن غفير، حال تولي وزارة الأمن الداخلي، سيغير كل ذلك".
ويمكن تفسير التغييرات التي يريد بن غفير إحداثها بشأن الأوامر، بأن إطلاق الذخيرة الحية سيكون بمجرد الاشتباه بشأن ما يحمله الهدف، مع منح مطلقي الرصاص الحصانة وعدم محاكمتهم عسكريا.
موقع "كيباه" بدوره تطرق لمسألة الكتلة المشتركة بين سموتريتش وبن غفير، ورأى أن الهدف هو "انتزاع مناصب كبرى خلال مسيرة المفاوضات".
إحراج نتنياهو
الموقع نقل أيضا جانبا من بيان مشترك صادر عن الحزبين الأساسيين بالقائمة، جاء فيه أنه "عقب النجاح الكبير الذي تحقق وحصولنا على 14 مقعدا لنصبح ثالث أكبر كتلة بالكنيست، فقد اتفقنا على بدء المفاوضات الائتلافية بكيان واحد مشترك، وأن يوفر كل حزب للآخر الغطاء الكامل".
ونوه الموقع إلى أن "ما يريده سموتريتش من مناصب وزارية غير مقبول بالنسبة لنتنياهو، وأن ما يرنو إليه بن غفير محل شكوك، لذا فإن خطوة توحيد المواقف بينهما تمكنهما من ممارسة ضغوط أكبر خلال التفاوض".
ومن غير المستبعد أن يكون القرار الصادر يوم الأحد عن الحزبين الأساسيين بقائمة "الصهيونية الدينية"، على صلة بالتقديرات والتحليلات التي تتحدث عن عزم نتنياهو استبدال بن غفير والسعي لضم حزب آخر، في وقت يواجه فيه الأخير انتقادات دولية وداخلية، نظرا لمواقفه المتطرفة.
من جانب آخر، في حال لم ينجح نتنياهو في ضم حزب آخر فإن بمقدور الخطوة التي أقدم عليها سموتريتش وبن غفير، تعزيز وضعهما خلال المفاوضات، وإجبار نتنياهو على تلبية أكبر قدر من شروطهما لكي يتمكن من تشكيل حكومته بنجاح، على غرار ما كانت الأحزاب الحريدية المتشددة دينيا (معادية للصهيونية) تقوم به.