نفّذت الشرطة الفرنسية، اليوم الجمعة، عملية أمنية جديدة على شواطئ شمال البلاد، بهدف منع محاولات عبور المهاجرين غير النظاميين إلى المملكة المتحدة عبر القنال الإنجليزي (المانش).
وخلال العملية، أقدم عناصر الشرطة على ثقب عدد من القوارب المطاطية المخصصة لنقل المهاجرين، ما حال دون انطلاقها نحو السواحل البريطانية.
وتأتي هذه الخطوة في إطار تعزيز التعاون الأمني بين باريس ولندن للحد من الهجرة غير الشرعية، وقد قوبلت بإشادة رسمية من الجانب البريطاني.
وبحسب صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، فقد لقيت العملية ترحيبًا واسعًا من وزيرة الداخلية البريطانية يفيت كوبر، التي وصفتها في تصريحات لصحيفة "التلغراف" بأنها "نهج مختلف ومرحب به".
كما أعرب رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، عن تقديره لما وصفه بـ"تشديد فرنسا لإجراءاتها" في مواجهة الهجرة غير النظامية، وذلك قبيل زيارة دولة مرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى المملكة المتحدة الأسبوع المقبل.
وتأتي هذه التطورات في ظل تزايد محاولات عبور المانش باستخدام قوارب صغيرة تُشغّل غالبًا من قبل شبكات تهريب، في وقت تطالب فيه لندن منذ أشهر بتدخل أكثر فاعلية من السلطات الفرنسية، بما في ذلك في الأنهار والمياه الضحلة، لمنع انطلاق القوارب قبل وصولها إلى عرض البحر.
يُشار إلى أن الشرطة الفرنسية كانت قد استخدمت أسلوب "ثقب القوارب" في عملية مماثلة جرت في أبريل/نيسان الماضي، بحضور صحفيين من وكالة الأنباء الفرنسية (AFP).
وذكرت كوبر أن هذه الإجراءات جاءت نتيجة مشاورات مكثفة مع وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو، الذي أبدى التزامًا واضحًا بتغيير قواعد التدخل، ما أسهم في تسريع تنفيذ هذه الاستراتيجية الأمنية.
في سياق متصل، يدرس البرلمان البريطاني مشروع قانون جديد لتعزيز الرقابة على الحدود، يهدف إلى تجريم بعض السلوكات الخطرة التي يرتكبها المهاجرون، مثل منع عمليات الإنقاذ أو التسبب عمدًا في اكتظاظ القوارب، وهو ما قد يُعرّض الأرواح للخطر.
وبحسب النص المقترح، قد تصل العقوبات إلى السجن لمدة 5 سنوات.
وخلصت الصحيفة إلى أن التنسيق الأمني والتشريعي بين فرنسا والمملكة المتحدة يدخل مرحلة أكثر حسماً، في ظل تصاعد الضغوط السياسية والرغبة المشتركة في فرض رقابة صارمة على طرق الهجرة البحرية.