غارة إسرائيلية على بلدة "عيتيت" في قضاء "صور" جنوبي لبنان
وصف محللون فرنسيون، موقف الحزب الاشتراكي من اليسار في بلادهم، بأنه "ثورة داخل الأطر التقليدية للائتلافات السياسية"، وذلك وسط جدل واسع أثاره موقف الحزب.
وتساءل المحللون في أحاديث لـ"إرم نيوز"، عمّا إذا كانت تلك الثورة ستتحول إلى "خيانة" حقيقية للائتلاف، ما قد يؤثر على توازن القوى داخل الساحة السياسية الفرنسية.
وانكشفت الخلافات داخل الحزب الاشتراكي فيما يتعلق بشروط المشاركة في الحكومة، لا سيما مع تصريحات النائبة الاشتراكية هيلين جيفروي بأن الحزب "على وشك التمزق".
وقالت السكرتيرة العامة للحزب الاشتراكي في الشمال سارة كيريش: "كانت هناك دائمًا اختلافات في الأساليب، ولكن تم التصويت على برنامج اليسار بأغلبية كبيرة في 14 يونيو/حزيران الماضي".
وقال الباحث السياسي الفرنسي، باسكال بيرينو، إن الحزب الاشتراكي، الذي كان تاريخيًا أحد الأعمدة الرئيسة في اليسار، يواجه ضغوطًا كبيرة نتيجة التحولات السياسية والاجتماعية في فرنسا.
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن بعض الاشتراكيين، ظلوا لعدة أيام، يستعرضون انقساماتهم بشأن شروط المشاركة في الحكومة، معرضين لخطر محاكمة جديدة بتهمة "الخيانة"، التي لن يفشل حلفاؤهم اليساريون في تقديمها ضدهم.
وأشار بيرينو إلى أن بعض أعضاء الحزب يرون أن الاستمرار في التحالفات الحالية قد يكون غير مجدٍ، خاصةً مع تزايد شعبية الأحزاب الأخرى مثل الجبهة الشعبية الجديدة.
وبيّن أن ذلك الوضع يطرح تساؤلات حول إمكانية تحول الحزب الاشتراكي إلى قوة مستقلة، ما قد يؤدي إلى تفكك الائتلاف الحالي، مشددًا على أن هذه التحولات ليست مجرد تغييرات تكتيكية، بل تعكس انقسامات عميقة داخل الحركة اليسارية.
وكان النائب روجر فيكوت، عضو البرلمان عن الحزب الاشتراكي في الشمال، قد قال لموقع "20 دقيقة" الإخباري، إن "الخيانة ستكون بالفعل الذهاب والتفاوض والخضوع لـ(الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون، الذي لا يحترم مؤسسات هذا البلد"، وفق تعبيره، مؤكدًا أنه "يجب تطبيق برنامج الجبهة الشعبية الجديدة لليسار".
من جهتها، قالت نونا ماير، مديرة أبحاث فخرية في المركز الوطني للبحوث العلمية، إن بعض الأعضاء داخل الحزب الاشتراكي يعتبرون أن الابتعاد عن اليسار التقليدي يعكس خيانة للأفكار والقيم، التي تأسس عليها الحزب.
وأضافت أن ذلك التوجه قد يكون ضروريًا للبقاء في الساحة السياسية ومواجهة التحديات الجديدة، مشيرة إلى أن هذه الديناميكيات تعكس القلق المتزايد بشأن قدرة الائتلاف على الحفاظ على تماسكه.
ولفتت ماير إلى أنه إذا استمر الحزب الاشتراكي في الابتعاد عن مبادئ اليسار، فإن ذلك قد يؤدي إلى تآكل الثقة بين الأعضاء الآخرين في الائتلاف، مما يفتح المجال لتوترات جديدة، وصراعات داخلية.
وذكرت أن تلك التطورات تأتي في وقت حساس بالنسبة للسياسة الفرنسية فيما يتعلق بعملية الفراغ السياسي وعدم تولّي حكومة جديدة منذ عملية حل البرلمان وعدم حصول أي حزب سياسي على الأغلبية المطلقة لتشكيل الحكومة الفرنسية، كما أن التحولات داخل الحزب الاشتراكي قد تؤدي إلى إعادة تشكيل الائتلافات السياسية وتغيير المشهد السياسي بشكل جذري.
ومضت ماير، قائلة: "في ظل هذه الظروف، يبقى السؤال الأساس: هل يمكن للحزب الاشتراكي أن يحقق توازنًا بين الحفاظ على هويته كجزء من اليسار وبين ضرورة التجديد والتكيف مع الواقع الجديد؟ الإجابة عن هذا السؤال ستحدد مصير الحزب ومكانته داخل الساحة السياسية الفرنسية".