الأحزاب الإسرائيلية تشرع بحملاتها الانتخابية لتحفيز الناخبين على التصويت

الأحزاب الإسرائيلية تشرع بحملاتها الانتخابية لتحفيز الناخبين على التصويت

قبل أسبوعين من إجراء انتخابات الكنيست الإسرائيلي الـ25، تبدأ الأحزاب الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، حملاتها الانتخابية الخاطفة بعد فترة هدوء، بسبب عطلة الأعياد اليهودية خلال الفترة الأخيرة.

وستستثمر الأحزاب الإسرائيلية، خلال حملتها الانتخابية، عشرات الملايين من الشواقل في الإعلانات واللوحات الإعلانية ونشر الناشطين في الميدان، وجميعها مصممة لحث الجمهور على الانتخاب حتى موعد إجراء الانتخابات في الأول من شهر نوفمبر/ تشرين.

كتلة اليمين برئاسة نتنياهو

وبحسب تقرير لموقع "واللا" العبري، أطلق حزب "الليكود" الليلة الماضية، فترة ما بعد العطلة بفيديو "جليسة الأطفال 2"، المصمم لإعادة نجاح مهارات نتنياهو المسرحية في انتخابات 2015، وهذه المرة عبر وعد ببرنامج اقتصادي وتعليم مجاني للأطفال بعمر من 0-3.

ومن المتوقع أن تستمر قضايا غلاء المعيشة في تصدر مكانة مركزية في رسائل "الليكود"، إلى جانب الهجمات على رئيس الوزراء يائير لابيد، بشأن قضايا السياسة والأمن، والتعاون المحتمل مع القائمة العربية المشتركة برئاسة منصور عباس.

وقال الموقع، إنه في الوقت نفسه، سيدير الحزبان الدينيان "شاس"، و"يهوديت هتوراة"، حملات تركز على الوضع الاقتصادي والاجتماعي، بالتنسيق الكامل مع طاقم حملة نتنياهو، بينما سيركز حزب "الصهيونية الدينية" على قضايا القانون والأمن الداخلي، فيما يحاول "الليكود" صقل رسائله بالإصلاحات القانونية المستقبلية.

ويبدو أن كل تلك الرسائل منسقة منذ عدة أسابيع بشكل كامل بين "الليكود" وبقية أحزاب الكتلة بشأن النشاط الميداني، ومن المتوقع أن يستمر التنسيق بين الأحزاب خلال الأسبوعين المقبلين حتى يوم الانتخابات.

أيلييت شاكيد

وبحسب "واللا"، تعد كتلة اليمين برئاسة نتنياهو منظمة بشكل جيد، ومع وجود 4 أحزاب فقط لا يوجد خطر من أن أي حزب سوف يمرر النسبة المعطلة ويهدر عشرات الآلاف من أصوات اليمين.

وقال إن "القطعة الوحيدة المفقودة تتمثل بحزب البيت اليهودي برئاسة وزير القضاء السابقة أيلييت شاكيد، والتي من المتوقع ألّا تجتاز نسبة الحسم في الانتخابات، كما تشير استطلاعات الرأي المختلفة.

وأضاف أنه "رغم أن تحرك البيت اليهودي قد يضمن لنتنياهو التفويض الحادي والستين اللازم لتشكيل الحكومة، فقد قرروا في الليكود العمل على إضعاف شاكيد ومواصلة الدعوة إلى انسحابها من السباق الانتخابي، وزيادة الضغط عليها من قبل اليمين حتى لا تشتت أصوات الناخبين في اليمين".

وتابع الموقع "يركز نتنياهو بشكل خاص على معاقل حزب الصهيونية الدينية في زياراته الميدانية، لكن شاكيد في الوقت نفسه ترفض الاستسلام للضغوط، وتصر على القتال حتى النهاية، وتتشبث باستطلاعات تتنبأ بأنها سوف تقلص الفجوة عن نسبة الحسم في الانتخابات، والتي تصل إلى عدة عشرات الآلاف من الأصوات".

الائتلاف الحكومي

وفي الكتلة المعارضة، أو ما يُسمى بأحزاب الائتلاف الحكومي برئاسة رئيس الوزراء يائير لابيد، يبدو الوضع أكثر تعقيدًا، بحسب موقع "واللا" العبري، فالحملات بعيدة كل البعد عن التنسيق والتزامن.

واليوم، سيحضَّر رئيس حزب "يوجد مستقبل" يائير لابيد إلى اجتماع تمهيدي بعد فترة الأعياد، للاستعداد لإطلاق النشاط المتزايد في المقرات الإعلامية والميدانية للحزب.

وفي المستقبل، فإنهم يهدفون في الحزب إلى زيادة قوتهم والاستقرار فوق 25 مقعدًا، لكن خريطة الأحزاب على اليسار كثيفة ومحدودة، وتفرض على حملة لابيد واجب الاعتدال والنظر الدائم لحزب العمل وميرتس، لكي لا تخلق انجرافًا من شأنه أن يسقطها إلى ما دون النسبة المئوية للحسم في الانتخابات.

ومن المتوقع أن يحصل الحزبان اليساريان على 6-4 مقاعد لكل منهما في صناديق الاقتراع، ويمكن أن يقعوا بسهولة في منطقة الخطر، وألّا يتجاوزا نسبة الحسم.

ويقول لابيد إنهم يراقبون باستمرار البيانات والاتجاهات في استطلاعات الرأي المتعمقة، ويتوخون مزيدًا من الحذر حتى لا يتفاقم وضع حزب العمل و"ميرتس".

ولكن وفقًا لأفضل التقاليد، سيتعين على حزب العمل و"ميرتس" زيادة نشاطهما الانتخابي، لإقناع المترددين باللجوء إلى التصويت الإستراتيجي خوفا على مصير كتلة الائتلاف الحكومي بأكملها.

وبحسب تقرير الموقع، تلعب جميع أحزاب كتلة يسار- الوسط بشكل عام تقريبًا نغمة التخويف نفسها من قبل نتنياهو وشريكه المتطرف إيتمار بن غفير.

وبالأمس أطلقوا في "ميرتس" حملة جديدة تحذيرية بعنوان "إما 61 مع بيبي وبن غفير أو61 مع ميرتس"، وفي مكان عملهم، خططوا لتظاهرة انتخابية لإحياء ذكرى مقتل إسحاق رابين قبل الانتخابات، من أجل تعبئة القلوب في أوساط أبناء معسكر التغيير من أجل النضال الحالي ضد نتنياهو وبن غفير.

المعسكر الرسمي

وأفاد التقرير أن حملة المعسكر الرسمي برئاسة بيني غانتس وجدعون ساعر، تركز أيضًا على الترهيب ضد "كابوس تشرين الثاني"، في حالة فوز نتنياهو فيه؛ لأنه يؤسس لحكومة متطرفة يحدد فيها بن غفير وسموتريتس النغمة السياسية والأمنية.

وقال إن "التحالف بين غانتس وساعر ورئيس أركان الجيس الإسرائيلي السابق غادي آيزنكوت لم تسهم بإحداث ضجة كبيرة، حيث سيحصل التحالف على 12-13 مقعدا كحد أعلى في الكنيست المقبلة".

وأضاف التقرير "بالأمس شنوا حملة تضع غانتس ضد نتنياهو وبن غفير وسموتريتش، تحت شعار "الأمن قبل كل شيء"، ويخططون لزيادة التواجد الأمني للجنرالات في التحالف، في محاولة لاستقطاب أنصار من كتلة اليمين، إلى جانب حملة مكثفة ضد حزب الصهيونية الدينية، وحملة ميدانية لجدعون ساعر في الوسط الدرزي العربي".

لكن الرسالة الرئيسة لحملة المعسكر الرسمي، هي أن غانتس هو رئيس الوزراء الوحيد الذي يمكنه تفكيك الكتلة اليمينية وتأسيس حكومة فاعلة، وقد تم تصميمها لجذب أصوات يسار الوسط من لابيد، وفي التحالف يأملون في تحقيق ذلك.

إسرائيل بيتنا

ووفق التقرير، فإن الحزب الوحيد في كتلة يسار- الوسط الذي لديه تخوف مختلف لمقاطع الفيديو الخاصة بحملته، هو حزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة أفيغدور ليبرمان، والذي يحذر من تعيين رئيس حزب "يهوديت هتوراة" يتسحاق غولدكينبوف وزيرا للمالية في حكومة نتنياهو، حيث يعرف ليبرمان بأجندته المعادية للأحزاب الحريدية عن شركائه في كتلة غانتس ولابيد، الذين يحرصون على احترام اليهود المتشددين من أجل فتح خيارات سياسية أخرى بعد الانتخابات.

وإلى جانب ليبرمان، اختار حزب العمل أيضًا إغراق الحملة بقضايا مدنية مثل، المواصلات العامة يوم السبت، والدين والدولة، في محاولة للتمييز بين زعماء الكتلة.

العرب

وإلى جانب الخوف على مصير أحزاب اليسار وهجمات الوسط واليمين، فإن المشكلة الإستراتيجية الرئيسة للكتلة المعارضة لنتنياهو، هي اللامبالاة الواضحة والتقديرات المتشائمة بشأن معدلات التصويت في المجتمع العربي.

وبحسب التقرير، فإنه "بعد الانشقاق عن القائمة العربية المشتركة، تشير استطلاعات الرأي المختلفة إلى أن حزب التجمع الديمقراطي العربي برئاسة سامي أبو شحادة، لن يتجاوز نسبة الحسم في الانتخابات، لكن المعركة القانونية التي خاضها ضد التحرك لاستبعاده من الانتخابات عززت قوته على حساب القائمة المشتركة التي بالكاد ستتجاوز نسبة الحسم".

وقال التقرير إنه "في محاولة لوقف التسرب وعدم الإقبال على التصويت، كثف أيمن عودة وأحمد الطيبي رسائلهما في حملة الأسبوع الماضي، ضد لابيد ووزير الأمن بيني غانتس، لكن الزيادة الكبيرة فقط في الإقبال على التصويت ستضمن لهم تجاوز نسبة الحسم، ومنع حدوث انخفاض غير مسبوق في التمثيل العربي في الكنيست المقبلة، الأمر الذي من شأنه أن يمهد الطريق الآمن للأغلبية لكتلة اليمين برئاسة نتنياهو".

واختتم التقرير بالقول، إنه "في محاولة لزيادة معدلات التصويت في المجتمع العربي، تعمل هيئات برلمانية ومانحون ونشطاء من اليسار، يخشون تحالفًا بين نتنياهو وبن غفير، على تنظيم حملات عبر الإنترنت وفي الشوارع لإخراج الناخبين العرب.

كما أن لابيد الذي ابتعد حتى الآن عن السياسة العربية، حتى لا تركز حملة الليكود على التعاون بينه وبين القائمة المشتركة، من المتوقع أن يزور الناصرة الأسبوع المقبل، بهدف تشجيع العرب وزيادة الحافز لديهم للتصويت في الانتخابات".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com