تستمر المعارك العسكرية في أوكرانيا، حيث أعلنت كييف حالة التأهب الجوي في بضع مناطق أوكرانية، كما أعلنت موسكو تدمير صواريخ أمريكية أطلقتها القوات الأوكرانية باتجاه مناطق "دونيتسك".
يأتي ذلك فيما تحاول لندن بناء "تحالف دولي" لتزويد أوكرانيا بمقاتلات من طراز "إف 16"، بعد أن أفاد مكتب الرئاسة الأوكرانية، بافتقار جيشها للأسلحة اللازمة لشن هجوم مضاد ناجح خلال الصيف.
وفيما يأتي آخر تطورات الأحداث والتداعيات الميدانية والسياسية، حسب "روسيا اليوم":
دمرت أنظمة الدفاعات الجوية الروسية 5 صواريخ أمريكية الصنع، كانت منطلقة لضرب مناطق جنوب "دونيتسك"، بحسب ما أفاد به مصدر عسكري روسي لوكالة أخبار "نوفوستي" الروسية.
وقال المصدر: "في اتجاه جنوب دونيتسك، صدت الدفاعات الجوية التابعة لمجموعة فوستوك هجمات صاروخية معادية، وأسقطت أطقم أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات S-300 و Buk، ثلاثة صواريخ HARM وصاروخين من طراز HIMARS MLRS أمريكية الصنع".
وأضاف أن الاستطلاعات الجوية الروسية كشفت عن مجموعة متنقلة من القوات الأوكرانية على شاحنات صغيرة جنوب فوديان. وتمت تصفيتها.
من جهته، نفى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مزاعم أوكرانيا بأنها أسقطت 6 صواريخ "كينجال" الفرط صوتية، مؤكدًا أن موسكو لم تطلق هذا العدد.
أظهرت بيانات الخرائط على الإنترنت لوزارة التحول الرقمي الأوكرانية، إعلان حالة التأهب الجوي ودوي صافرات الإنذار في كييف وجنوب وشرق أوكرانيا.
وبحسب الخريطة، دوَّت صافرات الإنذار في فينيتسا، وتشيركاسي، وكيروفوغراد، وميكولايف، ودنيبر، وبيتروفسك، وفي أجزاء من مناطق زابوروجيه وخيرسون التي تسيطر عليها سلطات كييف.
وفي وقت سابق، تم الإعلان عن حالة تأهب جوي في عدد من مناطق أوكرانيا، بما في ذلك منطقة كييف.
أفاد مكتب الرئاسة الأوكرانية، بافتقار القوات الأوكرانية للأسلحة اللازمة لشن هجوم مضاد ناجح.
وقال إيغور غوفكفا، نائب رئيس مكتب زيلينسكي: "لسوء الحظ، فإن مستوى المعدات التي لدينا لا يزال غير كاف لشن هجوم مضاد، وقد توجه الرئيس فلاديمير زيلينسكي، في جولة أوروبية بهدف طلب حزمة جديدة من المساعدات العسكرية".
وأضاف غوفكفا، أن أوكرانيا ترغب بشن هجوم مضاد ناجح قدر الإمكان، مشددًا على أن "النجاح سيكون تحرير جميع الأراضي المحتلة في أوكرانيا".
من جانبه، قال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال، في أوائل نيسان/ أبريل الماضي إن الهجوم الأوكراني المضاد قد يبدأ في الصيف.
صرَّح وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستين، بأن الولايات المتحدة تقدم لأوكرانيا الأسلحة اللازمة لتحقيق الانتصار في النزاع.
وقال أوستين خلال جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ الأمريكي، ردًّا على سؤال ما إذا كانت الإدارة الأمريكية تزود أوكرانيا بالأسلحة التي تسمح لها بالانتصار وإنهاء الحرب: "نعم، أعتقد أن هذا صحيح".
وتابع: "وهذا ما نتحدث عنه مع وزير الدفاع الأوكراني بشكل أسبوعي تقريبًا. ونحن نجتمع كل شهر مع وزراء الدفاع من نحو 50 دولة ونبحث احتياجاتهم".
وأضاف: "نأمل بأن تبدأ أوكرنيا بتغيير الأوضاع في ميدان القتال لاحقًا".
يذكر أن القيمة الإجمالية للمساعدات العسكرية الأمريكية المقدمة لأوكرانيا قد بلغت 36.9 مليار منذ بدء الحرب.
صرَّحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، بأن احترام المصالح الروسية سيكون وراء قرار روسيا بشأن مصير صفقة الحبوب، وأن موسكو لا تحيد عن موقفها.
وقالت زاخاروفا في مقابلة مع قناة "زفيزدا" الروسية: " هذا الاتفاق مرتبط ارتباطًا مباشرًا بمراعاة المصالح الروسية - كل هذا هو بالضبط العامل الذي سيشكل أساس القرار، وماذا سيكون؟.. مرة أخرى - لنمنح خبراءنا الفرصة لوضع اللمسات الأخيرة".
وتتضمن مبادرة "حبوب البحر الأسود"، التي تم التوقيع عليها العام الماضي، من قِبل ممثلي روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، تصدير الحبوب والأغذية والأسمدة الأوكرانية عبر البحر الأسود من 3 موانئ، بما في ذلك أوديسا، ويتم تنسيق حركة السفن من قِبل مركز التنسيق المشترك في إسطنبول.
واعتبارا من الـ18 من آذار/مارس 2023، مددت روسيا الاتفاق لمدة 60 يومًا - حتى الـ18 من أيار/مايو الجاري، فيما تصر أوكرانيا على تمديد الصفقة لمدة 120 يومًا.
وتعتبر مبادرة الحبوب جزءًا لا يتجزأ من مجموعة اتفاقيات مصممة لمدة 3 سنوات، تنص على رفع الحظر على الصادرات الروسية من المواد الغذائية والأسمدة، وإعادة ربط البنك الزراعي الروسي بنظام SWIFT، واستئناف توريد الآلات الزراعية وقطع الغيار والخدمات، وترميم خط أنابيب الأمونيا "تولياتي – أوديسا" وعدد من الإجراءات الأخرى.
وأشارت موسكو مرارًا وتكرارًا، إلى صعوبة استمرار الاتفاقية، في ظل عدم تنفيذ الجزء الخاص بروسيا من مجموعة الاتفاقيات.
أعلنت لندن أن رئيس الوزراء ريشي سوناك، ونظيره الهولندي، مارك روته، اتفقا على بناء "تحالف دولي" لمساعدة أوكرانيا في الحصول على مقاتلة أمريكية من طراز "إف16"، وفق ما نقلت صحيفة "الغارديان" عن متحدث باسم الحكومة البريطانية.
وقال المتحدث، إن سوناك وروته "سيعملان على بناء تحالف دولي لتزويد أوكرانيا بقدرات جوية قتالية، ودعمها بكل شيء بدءًا من التدريب وصولًا إلى الحصول على طائرات F-16".
واجتمع الزعيمان البريطاني والهولندي بمناسبة قمة للمجلس الأوروبي في آيسلاند، وفق ما ذكرت شبكة "يورو نيوز" الأوروبية.
وجاء الإعلان البريطاني بعد يوم من تلميح الرئيس الأوكراني إلى أن كييف قد تتلقى قريبًا طائرات مقاتلة من طراز F-16 ، قائلًا إنه يأمل في اتخاذ قرارات "مهمة للغاية" بشأن هذا الموضوع بمساعدة المملكة المتحدة.
قال تقرير للأمم المتحدة إنه على الرغم من قروض صندوق النقد الدولي والمساعدات المالية الدولية، يتوقع أن يصاب الاقتصاد الأوكراني بالركود خلال 2023 وسط تقديرات بتكلفة إعمار بنحو411 مليار دولار.
وقال التقرير، الذي نقله موقع قناة "روسيا اليوم": "فقد الاقتصاد الأوكراني معظم قدراته الصناعية والبنية التحتية للطاقة نتيجة للحرب وانكمش بنسبة 29.1٪ في عام 2022، وعلى الرغم من المساعدة المالية الخارجية، بما في ذلك قرض من صندوق النقد الدولي ودعم مباشر للميزانية من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.. سيصاب الاقتصاد الأوكراني بالركود في عام 2023، إذ تبلغ التكلفة التقديرية لإنعاش وإعمار أوكرانيا 411 مليار دولار".
