الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الصيني شي جين بينغ يجريان مقابلة افتراضية
الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الصيني شي جين بينغ يجريان مقابلة افتراضية

"حرب الرقائق" تُصعّد التوتر بين الولايات المتحدة والصين

تتقدم الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، في الوقت الذي يسعى فيه كلا البلدين إلى قيادة أجندة المستقبل، وخلال هذه المرحلة يتصدر الصراع على الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات.

وتتركز الشركات المخصصة في صناعة الدوائر المتكاملة في الوقت الحالي في الولايات المتحدة، بينما تتواجد المصانع التي تحول الرقائق إلى منتجات في الصين، وفقا لما ذكرت صحيفة "إنفوبي" الأرجنتينية.

وفي تايوان، الجزيرة التي تعتبرها الصين مقاطعة مارقة، يتم حاليا تصنيع 92% من الرقائق الأصغر والأكثر تطورًا وكفاءة، كما إن الوجهة الرئيسة لمنتجات شركة (TSMC) التايوانية لأشباه الموصلات، هي السوق الأمريكية.

كما تعد الصين العمل الرئيس لشركة سامسونغ الكورية الجنوبية، والتي تسيطر على 8% من الرقائق.

ويحذر الخبراء من أن مشكلة هذا الاحتكار الثنائي هي أنه بسبب "النشاط الزلزالي العالي" و"التوترات الجيوسياسية" بمنطقة شرق آسيا، يمكن أن تتشكل مستقبلا اضطرابات في إمدادات الرقائق، وهو ما سيشكل عنق زجاجة حقيقيا للقطاعات التكنولوجية المتقدمة.

ومن ضوابط التصدير إلى حرب في نهاية المطاف بين المحيطين الهندي والهادئ، يمكن لكل شيء أن يضر بقدرة الصناعة على الحفاظ على المستويات الحالية من بحث وتطوير وارتكاز للاستثمارات.

الخطة الصينية

من خلال خطة "صنع في الصين 2025"، يتمثل الهدف الطموح للعملاق الآسيوي في تحقيق 70% من الاكتفاء الذاتي من حيث أشباه الموصلات في غضون ثلاث سنوات، وفي السنوات الخمس التالية، تحرير نفسه من التبعية الأجنبية.

ومع ذلك، وبسبب العقوبات التجارية لواشنطن على بكين والأزمة التي خلفتها جائحة كورونا، فإن الهدف الذي حدده النظام الصيني، لا يزال بعيدا عن التحقيق ولن يتحقق في الأوقات المتوقعة.

ووفقا للبيانات التجارية، لا يوفر الإنتاج المحلي للرقائق اليوم سوى 16.7% من الطلب وتشير التوقعات إلى أنه سيصل إلى 26.2% في عام 2026.

وتعد حاليا الصعوبة الأكبر التي تواجه بكين، هي تصنيع رقائق أصغر من 10 نانومتر، ولتحقيق ذلك تحتاج الصين إلى الوصول للتكنولوجيا الأجنبية التي تقف العقوبات التجارية الأمريكية حائلا أمام الحصول عليها.

ولإنقاذ الموقف، يراهن النظام الصيني على شركة (SMIC) الدولية لتصنيع أشباه الموصلات، باعتبارها المنافس الرئيسي لشركة (TSMC) التايوانية.

وعلى الرغم من أن شركة (SMIC) حاليا تأتي في المركز الثاني في تصنيع الرقائق الأكثر تقدما وراء (TSMC) التايوانية، إلا أن الخبراء يعتقدون أن الأمر قد يستغرق من خمس إلى عشر سنوات حتى تتمكن الشركة الصينية من اللحاق بها.

الرد الأمريكي

منذ أن أطلق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، "الحرب التجارية" الأمريكية ضد الصين، كان قطاع التكنولوجيا الفائقة أحد الأهداف التي تستهدفها واشنطن.

ومع نهاية عام 2020، فرضت وزارة التجارة الأمريكية قيودًا على وصول SMIC إلى أشباه الموصلات المصنعة في الولايات المتحدة، مشيرة إلى المخاوف بشأن "الأمن القومي" وعلاقات شركة التكنولوجيا بقطاع الصناعة العسكرية الصينية.

وفي حكومة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، تم إحراز تقدم في "قانون الرقائق"، الذي وافق عليه مجلس الشيوخ في يوليو، حيث تم إنشاء صندوق بقيمة 52 مليار دولار مدته خمس سنوات، لتحفيز الإنتاج المحلي للرقائق الدقيقة.

من ناحية أخرى، أطلقت واشنطن اقتراحا بتشكيل تحالف استراتيجي مع شركائها الآسيويين تايوان واليابان وكوريا الجنوبية، بهدف الحد من ضعفها أمام صعود الصين.

لكن يمكن لهذا التحالف أن لا يكتمل، فرغم عدم معارضة تايوان واليابان على تشكيل التحالف، إلا أن كوريا الجنوبية لا يمكنها أن تكون طرفا في تحالف ضد الصين، نظرا للعلاقة التجارية الوثيقة لشركاتها مع بكين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com