أثار كل من فريق المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأمريكية كامالا هاريس، والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، جدلاً واسعًا في ظل التحضيرات للمناظرة المرتقبة بينهما في 10 سبتمبر/أيلول المقبل حول مسألة فتح وإغلاق "الميكروفون" خلال لقائهما المرتقب.
ففيما أرادت حملة هاريس إبقاء "ميكروفونات" المرشحين مفتوحة خلال أول مناظرة مرتقبة بينهما على شبكة "آي بي سي"، رفضت حملة ترامب ذلك، علمًا أنه خلال انتخابات العام 2020 كان للحزبين موقفان مختلفان تمامًا.
وعارض فريق الجمهوريين حينها كتم صوت الميكروفون خلال المناظرات مع بايدن، حيث قال ترامب إنه "من غير المقبول على الإطلاق أن يمارس أي شخص مثل هذه السلطة"، في حين طالبت حملة الديمقراطيين بكتم الميكروفونات، لأن مقاطعة المرشح لمنافسه أثبتت أنها تشوش الانتباه.
مناظرة بايدن وترامب
في شهر يونيو/حزيران، ناظر الرئيس الديمقراطي الحالي جو بايدن خصمه الجمهوري ترامب، إلا أنه مني بهزيمة نكراء، حينها بدا بايدن مرتبكًا، فيما ظهر ترامب على غير المعتاد هادئًا إلى حد ما، وللمصادفة كان الميكروفون مغلقًا.
إغلاق الميكروفون جعل ترامب المعروف بحماسته، لا يقاطع خصمه وبالتالي لم يطلق أيًا من تصريحاته النارية المعروفة، ما انعكس إيجابًا عليه، إذ بدا أكثر هدوءًا وعقلانية مما اعتاد عليه الناخبون، لذا لا شك أن حملته تود تكرار تلك التجربة، وتطالب بالتالي إغلاق "ميكروفونات" المناظرين، علمًا أنه في مناظرة 2020 عمد ترامب إلى مقاطعة بايدن 145 مرة.
وعلى النقيض تمامًا، تود حملة هاريس فتح الميكروفونات، عساها تحظى بلحظة ذهبية يرتكب فيها ترامب هفوة تكلفه باهظًا يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني، حين يحين موعد الاستحقاق الرئاسي.
ويعتقد الديمقراطيون أن منافسهم الجمهوري البالغ من العمر 78 عامًا، بدا لينًا أكثر عندما لم يُسمح له بالكلام ساعة يشاء، مما منحه مظهرًا زائفًا من الانضباط، وتود هاريس أن يرى العالم أجمع، وليس الأمريكيين فقط "تفلت" خصمها وجموحه غير المنضبط، بحسب ما نقلت "إي بي سي".
وقالت الخبيرة الاستراتيجية الديمقراطية، ماري آن مارش، إن "هاريس لا تريد فقط أن يرى الأمريكيون دونالد ترامب على حقيقته عارياً أمام ميكروفون مفتوح، بل تريد أن تظهر لهم أيضًا أنها تستطيع الوقوف في وجهه ومواجهة أي شيء، أي تهمة يرميها في وجهها".
في المقابل، ادعى الجمهوريون بأن هاريس تخشى وتخاف من "صمت" ميكروفون ترامب، واتهمتها حملة ترامب بأنها تستخدم مسألة الميكروفون كذريعة للتهرب من المناظرة.
وسخر أحد كبار المستشارين في حملة ترامب، دانيال ألفاريز، من طلب المرشحة الديمقراطية الجلوس على كرسي خلال المناظرة المرتقبة، قائلًا إن حتى بايدن (البالغ من العمر 82 عامًا) تمكن من البقاء واقفًا لمدة 90 دقيقة في المناظرة السابقة.
وتساءل ألفاريز عن السبب الذي دفع هاريس إلى طلب السماح بإدخال ملاحظات معها خلال المواجهة المرتقبة بعد 11 يومًا.