الجيش الإسرائيلي: رصدنا إطلاق نحو 70 صاروخا من لبنان منذ منتصف الليلة الماضية
يبدو أن الرياح جاءت بما لا تشتهي سفن القيادة الأوكرانية، وتحديدًا فيما يتعلق بخطة النصر التي عرضها فولوديمير زيلينكسي على الزعماء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي مفاجأة، أوردها موقع روسيا اليوم، نقلاً عن تقرير لصحيفة أوكرانية، تضمن أن هناك مشاكل خطيرة تنتظر فولوديمير زيلينسكي بعد أن رفضت الدول الغربية دعم "خطة النصر" الخاصة به خلال زيارته للولايات المتحدة.
الصحيفة الأوكرانية، قالت إن زيلينسكي وضع نفسه رهينة لقرارات الغرب بشأن الصواريخ طويلة المدى و"خطة النصر"، وأنه راهن كثيرًا وبصورة قاطعة على هذا الأمر. والآن، حيث لا يوجد إذن ولا موافقة على "خطة النصر"، يبدو أنها هزيمة خطيرة للرئيس الأوكراني.
ويرى الخبراء، أن الغرب بدأ يغير موقفه من روسيا في أعقاب تغير العقيدة النووية الروسية، واللافت للنظر أن الدول الأوروبية تحاول الآن تجنب المواجهة المباشرة مع روسيا؛ خشية الوقوع في حرب عالمية ثالثة.
وأشار الخبراء، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، إلى أن العقيدة النووية الروسية الجديدة هي التي أدت إلى رفض الغرب خطة النصر التي قدمها زيلينسكي للغرب.
بهذا الصدد، أكد الدكتور نبيل رشوان، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، أن الغرب لم يقبل بشكل واضح خطة النصر التي عرضها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكن ما يقلق أوكرانيا الآن أن بعض الدول الغربية بدأت تتحدث عن ضرورة تنازل كييف عن بعض الأراضي التي احتلتها روسيا مقابل التفاوض والسلام وإنهاء الحرب، وهذا محور مهم في تطور الحرب بين روسيا وأكرانيا.
وقال الخبير في الشؤون الروسية، لـ"إرم نيوز"، إن خطة النصر الأوكرانية كانت تتمثل في تشديد العقوبات على روسيا ومنح أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي. وعلى الرغم من وضوح ذلك، إلا أن الهدف الأوكراني ليس ضرب العمق الروسي في حد ذاته بقدر ما تستهدفه من دفع الإدارة الأمريكية الحالية في وقتها المتبقي حتى يناير/ كانون الثاني المقبل بالحصول على دعم مستمر بأقصى درجة؛ نظرًا لأنه من غير المعروف ماذا ستسفر عنه الانتخابات الأمريكية المقبلة.
وأوضح المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، أنه رغم لقاء زيلينسكي ودونالد ترامب في نيويورك، وإبداء المرشح الجمهوري ترامب تعاطفه مع أوكرانيا والوعد بزيارتها في حال فوزه بسباق البيت الأبيض، لكن ما زال زيلينسكي يتخوف من موقف ترامب الذي وعد بإنهاء الحرب مقابل صفقة تنازل أوكرانيا عن بعض الأراضي لروسيا.
وتابع: "الإدارة الأمريكية دائما ما تقول إنها تدرس خطة النصر قبل لقاء الرئيس زيلينسكي بالرئيس بايدن، لكن الرئيس بوتين سبق هذا اللقاء وقلب الطاولة على الجميع حينما أعلن عن تغيير العقيدة النووية الروسية، والتي تسمح لروسيا بضرب أي من الدول التي تورد السلاح لأوكرانيا، أو تستهدف ضرب العمق الروسي، سواء كانت دولة نووية أو غير نووية، ومن ثم فإن روسيا ستضرب بالقنابل النووية الدول التي تعتدي عليها بأسلحة تقليدية أو غير تقليدية".
وفي السياق ذاته، قال الدكتور محمود الأفندي، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن الغرب يتجنب ويهرب من المواجهة المباشرة مع روسيا؛ خشية الوقوع في حرب عالمية ثالثة".
وأوضح أن تغير الموقف الأوروبي يأتي بعد قيام روسيا بتغيير عقيدتها النووية في أعقاب اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي.
وأضاف الأفندي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذا التغيير يسمح لروسيا بالرد على أي هجوم صاروخي أو طائرات مسيرة للهجوم الإستراتيجي داخل العمق الروسي، فإنه يحق لروسيا الرد على الدول التي أنتجت هذا الصاروخ ووجهته أيضاً؛ وبذلك فإن التهديد الروسي أصبح واضحاً للدول الغربية بأن أي مشاركة بالأسلحة أو الصواريخ أو المسيرات أو حتى استخدام البنية التحتية لحلف الناتو كالأقمار الصناعية والمسيرات التجسسية على الأراضي الروسية يعد تدخلا مباشرا، وسيكون لروسيا الحق في الرد بالسلاح النووي.
وأكد الأفندي أنه على سبيل المثال إذا أطلق صاروخ سكالب فرنسي مخترقا للأراضي الروسية، فإن روسيا سترد على فرنسا، وليس أوكرانيا، وهو ما يكون بمنزلة إعلان حرب ضدها، ويكون لها الحق في الدفاع واستخدام الأسلحة النووية ضد الدول التي أطلقت الصاروخ وصنعته أيضا.
وأشار الخبير في الشؤون الروسية، إلى أن دور أوكرانيا في عملية إطلاق الصواريخ ضد روسيا مقتصر على تقديم الأجواء والأرض فقط، بينما الحقيقة أن إطلاق الصاروخ حتى وصوله لروسيا يتم بالتحكم الغربي بشكل تام.
وأضاف الأفندي أن العقيدة النووية الروسية الجديدة هي التي أدت إلى رفض الغرب خطة النصر التي قدمها زيلينسكي للغرب، مشيراً إلى أن الاجتماع المرتقب الذي سيعقد في 13 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل بقاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وزيلينسكي سيحدد موقف الغرب بشكل أكثر وضوحاً، حيث لا يعد رفض الغرب نهائيا، وفي انتظار نتائج هذا الاجتماع.
أكد تيمور دويدار، الباحث في الشؤون الدولية، من جهته، أن ما يحدث الآن من قبل الدول الغربية وتحديدا الإدارة الأمريكية هو مماطلة أوكرانيا ومنع تنفيذ هذه الخطة حاليا؛ خشية الدخول في مواجهة مباشرة مع روسيا.
وأضاف تيمور دويدار لـ"إرم نيوز"، أن الغرب وأمريكا مستمران في الدعم العسكري لأوكرانيا حيث تم تخصيص 8 مليارات دولار مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا.
وأكد تيمو أن الغرب لا يريد بالطبع أي تطور في الخلاف العسكري القادم بين روسيا وأوكرانيا خشية المواجهة النووية، خاصة بعد تعديل روسيا لعقيدتها النووية، ودولة مثل ألمانيا التي ما زال شعبها يعيش في هاجس أي تطور عسكري من قبل الروس.