"وكالة: 4 قتلى لبنانيين بغارة إسرائيلية على مبنى سكني في بلدة "جبشيت
أفاد مكتب العلاقات العامة لرئيس جمهورية أذربيجان أن الرئيس إلهام علييف ونظيره الروسي فلاديمير بوتين ناقشا فتح ممر "زانغزور" للنقل بين المناطق الغربية لجمهورية أذربيجان وجمهورية ناختشيفان المتمتعة بالحكم الذاتي خلال مكالمة هاتفية.
هذا الإعلان دفع المسؤولين في إيران إلى اتخاذ مواقف منددة بالقرار الروسي، إذ تعارض طهران بشدة فتح هذا الممر؛ لأنها تعدُّه انتهاكًا للحدود التاريخية بين إيران وأرمينيا.
وبعد نشر أنباء احتمال فتح هذا الممر، في أحد الإجراءات الأولى، استدعت إيران السفير الروسي في طهران إلى وزارة الخارجية، وأكدت معارضتها للتغيرات الجيوسياسية في منطقة القوقاز.
ويعد ممر زانغزور أحد أهم طرق النقل البري التي تربط أذربيجان وناختشيفان مع روسيا وتركيا عبر أرمينيا، ويوفر الأساس لربط آسيا وأوروبا والشرق الأوسط مع بعضها.
وجرى إنشاء هذا المعبر القديم في عهد الاتحاد السوفيتي عبر خط للسكك الحديدية، ولكن مع تصاعد الخلافات بين أرمينيا وجمهورية أذربيجان، أصبح إحياء هذا الطريق مسألة مثيرة للجدل.
وبعد ذلك، أرادت موسكو وباكو الإشراف والسيطرة الروسية على هذا الممر، ولكن يريفان وطهران عارضتا ذلك.
ويرى عدد من الخبراء أن بناء هذا الممر وإطلاقه سيقلل في الواقع من الموقع الإستراتيجي لإيران في منطقة القوقاز، وسيؤثر حتى في النفوذ السياسي الإيراني.
"أوهام جيوسياسية"
وعدَّ عضو البرلمان الإيراني "أحمد نادري"، الجمعة، أن روسيا تعمل منذ سنوات ضد المصالح الإيرانية، داعيًا وزارة الخارجية والقوات المسلحة إلى وضع خطة للرد على ما أسماها بـ" أوهام روسيا الجيوسياسية".
وقال نادري في حديثه لموقع "ديدبان الإخباري" إنه"يجب أن يكون لدى وزارة الخارجية والقوات المسلحة خطة واضحة للرد على أوهام روسيا الجيوسياسية"، مضيفًا "قد أدى عدم وجود رد مناسب على الروس إلى مضاعفة غطرستهم".
تهديد مصالحنا
من جانبه، عدَّ علي بمان إقبالي سفير إيران السابق في ألبانيا أن "الجمهورية الإسلامية ترى التطورات في جنوب القوقاز بعد حرب كاراباخ الثانية تهديدًا لمصالحها الجيوسياسية والجيواقتصادية، فضلًا عن تهديد الأمن القومي للبلاد".
وأضاف إقبالي في حديثه لـ"إرم نيوز"، "لهذا السبب، أبدت طهران ردود فعل سياسية وعسكرية مختلفة على التطورات الأخيرة في جنوب القوقاز".
وتابع قائلًا: "استنادًا إلى سياستنا الرسمية، كان رد فعل الحكومة الإيرانية إيجابيًّا على عودة سيادة ناغورنو كاراباخ إلى أذربيجان، ولكنها تعارض بشدة إنشاء ممر زانغزور من أجل إقامة اتصال بري بين الأراضي الرئيسة لجمهورية أذربيجان، وجمهورية ناختشيفان المتمتعة بالحكم الذاتي".
وأردف يقول إن "فقدان ميزة الاتصالات التي تتمتع بها إيران في حال افتتاح ممر زانغزور وربط الأراضي الرئيسة لجمهورية أذربيجان بنخجوان هو أحد أسباب معارضة طهران لإنشاء ممر الاتصالات هذا".
بدوره، قال المحلل السياسي الإصلاحي "محمد رضا تاجيك"، "لم تكترث روسيا حتى الآن بتحذيرات إيران من أن إنشاء ممر زانغزور الذي يهدد مصالحنا".
وأضاف لـ"إرم نيوز" قائلًا: "سيؤثر إنشاء ممر زانغزور في تقليل أهمية إيران الجيوسياسية في المنطقة، فمن ناحية، سيكون لفتح مثل هذا الممر كثير من المزايا التواصلية لتركيا والدول في آسيا الوسطى والقوقاز، وهذه القضية بدورها يمكن أن تؤثر في الاتصالات والأهمية الجيوسياسية لإيران".
وأشار تاجيك إلى أن "احتمال مرور الممر الشرقي الغربي عبر منطقة زانغزور، الذي من المتوقع أن يربط الصين بأوروبا، قد يشكل أيضًا تحديًا للمزايا الجيوستراتيجية الإيرانية ليس فقط في المنطقة، ولكن أيضًا على المستوى العالمي".
ومنذ التسعينيات، حاولت إيران دائمًا أن تكون في مركز طرق الاتصال بين الشرق والغرب، رغم أنها فشلت دائمًا في تنفيذ هذه المهمة لأسباب مختلفة، فيما سعت إيران إلى إنشاء خط أنابيب للغاز الطبيعي من باكستان والهند والصين شرقًا والوصول إلى سوق الطاقة الأوروبية عبر تركيا غربًا، ولكن هاتين الخطتين لم تُنَفَّذَا لأسباب كثيرة.
ردود فعل منددة
تتواصل ردود الفعل على ترحيب موسكو بإنشاء ممر زانغزور في إيران، إذ انتقد محسن رضائي، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، رجال الدولة الروس بشأن هذا المعبر، وعباس عراقجي، وزير الخارجية قال إن إعادة رسم الحدود هي "خط إيران الأحمر".
وكتب عراقجي عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، في إشارة إلى دعم روسيا إنشاء ممر عبر أرمينيا يربط أذربيجان بإقليم نخجوان، يقول إن "أي تهديد لسلامة أراضي جيراننا أو أي محاولة لإعادة رسم الحدود، أمر غير مقبول لإطلاقًا وخط أحمر بالنسبة لإيران".
وفي ردود أفعال أخرى على دعم روسيا لفتح ممر زانغزور، أعرب محسن رضائي، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، عن استيائه أيضًا من سلوك رجال الدولة الروس.
وأوضح أن تصرفات رجال الدولة الروس فيما يتعلق بمعبر زانغزور غير مقبولة بأي شكل من الأشكال، وتتناقض تناقضًا واضحًا مع إعلانهم الصداقة والعلاقات الإستراتيجية مع إيران"، مطالبًا السلطات الروسية بحل الغموض.
وأعرب المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، معارضته لإنشاء هذا الممر في يوليو/ تموز من هذا العام في اجتماع مع نيكول باشينيان، رئيس وزراء أرمينيا، الذي ذهب إلى طهران للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بزشكيان.