الجيش الإسرائيلي: استهدفنا محمد عبد الله قائد حركة الجهاد في نور شمس شرقي طولكرم
في الوقت الذي تحاول فيه الدول الأوروبية وتحديدًا الولايات المتحدة الأمريكية إضعاف القدرات النووية الروسية، وجَّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الساعات الماضية بضرورة العمل على زيادة عدد محطات الطاقة النووية داخل روسيا وخاصة في منطقة الشرق الأقصى الفيدرالية.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال: «عندما تحدثت عن محطات الطاقة النووية، كنت أقصد بالطبع منطقة الشرق الأقصى، لِمَ لا، فهذا مجال واعد، وطالما أننا نبني العديد من المنشآت في الخارج.. لا أذكر عددها.. ربما 20، ونقوم بتمويل هذه المنشآت إلى حد بعيد، فيجب علينا تنفيذ خطط مماثلة لزيادة توليد الطاقة النووية داخل البلاد أيضًا».
القدرة العسكرية الروسية
وبحسب الخبراء، فإن التحركات الروسية لزيادة محطات الطاقة النووية داخل موسكو، لها بُعد للأمن القومي الروسي، وتأثير غير مباشر على الحرب الأوكرانية، نظرًا لتعزيز القدرات العسكرية وإنتاج أنواع متعددة من الصواريخ العملاقة التي تحمل رؤوسًا نووية وهو ما يهدد الدول الأوروبية وليس كييف فقط.
وقال الدكتور سمير أيوب المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن روسيا تسعى للتوسع في إنشاء محطات الطاقة النووية، خاصةً وأن هذه الخطوات التي أعلن عنها صراحةً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لها علاقة غير مباشرة بالحرب مع أوكرانيا، وتستهدف موسكو من تلك الخطوة أن تكون دولة رائدة في مجال الطاقة النووية السليمة وتحويلها في أي وقت من سلمية إلى عسكرية.
وأشار المحلل السياسي في تصريحات خاصة لـ«إرم نيوز»، إلى أن التوسع في المحطات النووية داخل الأراضي الروسية يعزز من القدرة العسكرية الروسية وإنتاج العديد من أنواع الصواريخ التي تحمل رؤوسًا نووية، حال شعور موسكو بقرب اندلاع صراع مع حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك حتى لا تكون لقمة سائغة للناتو الذي يعتقد أن روسيا ضعيفة، ويمكن الضغط عليها واستفزازها.
وأوضح الخبير في الشؤون الروسية في تصريحاته، أن الطاقة النووية سلمية أكانت أم عسكرية هي العمود الفقري للأمن القومي الروسي، وبقاء وصمود الاقتصاد الروسي بوجه كل العقوبات التي فرضت عليها.
وتابع د. سمير أيوب: «الطاقة النووية تلعب دورًا كبيرًا في الاقتصاد الوطني الروسي وازدهاره، خاصة أن الاقتصاد يعتمد بشكل كلي على الطاقة، بالإضافة إلى استخدام البترول وتقليل الاعتماد على الفحم الحجري، وهذا يجعل روسيا تعتمد بشكل أساس في تطورها وتطور اقتصادها على الطاقة النووية السلمية.
وأوضح المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، أن روسيا من الدول الرائدة في إنتاج منشآت الطاقة النووية، بل إنها تساعد العديد من دول العالم في المضي قدما لإنشاء العديد من هذه المحطات، والتي يصل عددها إلى أكثر من 20 محطة نووية حول العالم، لعلمها أن ذلك سيؤدي بالضرورة إلى ازدهار الاقتصاد وتأكيد مصداقية روسيا تجاه كل حلفائها، وأنها على استعداد للتعاون معهم وبناء هذه المحطات.
فرص عمل وجذب السكان
بينما قال أندريه أنتيكوف، المحلل السياسي الروسي، إن روسيا لها نوايا بالتوسع في إنشاء المحطات النووية داخل أراضيها، وخاصة في الشرق الأقصى، وأن هذا الأمر لم يكن وليد اللحظة التي صرح فيها بذلك الرئيس بوتين، وإنما كانت هناك جهود ومحاولات بدأت منذ القياصرة الروس لإنشاء تلك المحطات في الشرق الأقصى.
وأوضح أندريه أنتيكوف، في تصريحات خاصة لـ«إرم نيوز»، أن بناء روسيا المزيد من محطات الطاقة النووية له تأثير غير مباشر على الحرب مع أوكرانيا، وله بُعد قومي للأمن الروسي، وذلك لجذب المزيد من السكان لتلك المناطق بما يعمل على توزيع ديموغرافي عادل على الأقاليم الروسية كافة، خاصة أن غالبية السكان الروس يعيشون في الجزء الغربي من روسيا بأعداد كبيرة.
وأضاف أن زيادة أعداد السكان في تلك المناطق يمثل حائط صد ضد أي هجوم على روسيا في حال نشوب حرب عالمية ثالثة أو أي عدوان أمريكي غربي محتمل.
وتابع المحلل السياسي، أن المحطات النووية الجديدة المزمع إنشاؤها ستغطي حاجة المصانع المستقبلة والمشروعات والبنية التحتية، لكي يتم توليد فرص عمل لتشجيع وجذب المزيد من السكان الروس لتلك المناطق.
وأشار أندريه أنتيكوف، إلى أن هذه الخطوة قد تثير مخاوف الدول الأوروبية من التوسع الروسي في المجال النووي، في خضم رغباتها لهزيمة روسيا والقضاء على سلاحها النووي الذي أثبت بجدارة قدرة الروس على حماية أراضيهم من أي عدوان محتمل خلال الأيام المقبلة.