تقرير: بلينكن يلوح بدور جديد للسلطة الفلسطينية في مستقبل غزة
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تفاصيل عن زيارتين أجراهما وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى كل من الضفة الغربية، والعاصمة العراقية بغداد.
وقالت الصحيفة، في تقرير لها، إن الزيارة الأولى حملت تشديداً أمريكياً على ضرورة أن يكون للسلطة الفلسطينية "دور محوري وأساسي" في غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن "بلينكن سعى في زيارته للضفة الغربية إلى طمأنة القادة الفلسطينيين بأن الولايات المتحدة ملتزمة بالحد من إلحاق أذى بالمدنيين الذين يرزحون تحت نيران القصف الإسرائيلي في قطاع غزة".
وأضافت أنه "في بغداد، أراد بلينكن التأكيد لإيران بأن الولايات المتحدة مستعدة للدفاع عن حلفائها في المنطقة ضد أي عدوان تشنه طهران وحلفاؤها من الميليشيات في المنطقة".
وخلال زيارته لرام الله، تحدث بلينكن مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن الجهود الأمريكية لدفع القادة الإسرائيليين إلى الحد من إلحاق الأذى بالمدنيين في غزة، حسب ما قال مسؤول في الخارجية الأمريكية للصحيفة.
وتلت لقاءات الوزير الأمريكي في رام الله وبغداد، المحادثات التي أجراها مع القادة الإسرائيليين والعرب في تل أبيب وعمّان، وركزت بشكل أساسي على الحيلولة دون اتساع نطاق الحرب في غزة.
وفي اجتماعاته مع المسؤولين الإسرائيليين في الأيام القليلة الماضية، قالت الصحيفة إن بلينكن حث على توفير الحماية للمدنيين من غير المقاتلين، وإعلان "هدن إنسانية"، رغم حديثه مجددا عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وأضافت أنه بينما يتردد صدى الحرب في غزة في كافة أنحاء المنطقة، ناقش وزير الخارجية الأمريكية مع الرئيس عباس جهود استعادة الهدوء في الضفة الغربية ووقف العنف المتطرف ضد الفلسطينيين، حسب ما جاء في بيان للخارجية الأمريكية.
ولفتت الصحيفة إلى أن ذلك يأتي في وقت وصف فيه بلينكن العنف المتطرف ضد الفلسطينيين في الضفة، بأنه "مصدر قلق بالغ" للولايات المتحدة.
إلى ذلك، قالت الصحيفة إن هناك مؤشرات على أن السلطة الفلسطينية ربما يكون لها دور في إدارة قطاع غزة في حال هزيمة حماس.
وأوضحت في هذا السياق أن مسؤولاً في الخارجية الأمريكية اشترط عدم كشف هويته، قال إن الوزير بلينكن أوضح خلال لقائه مع عباس أمس الأحد، أن واشنطن تعتقد أنه يتعين على السلطة الفلسطينية لعب دور محوري وأساسي في ما سيأتي بعد ذلك في غزة.
وذكرت الصحيفة أن الرئيس عباس من جانبه، لم يشجب علانية هجمات حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول أكتوبر، خشية تأجيج مشاعر الفلسطينيين ضده، حيث لا يحظى الرئيس بشعبية كبيرة في أوساط الكثيرين منهم، وفق قولها، مكتفيا بالدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين.
وكانت بغداد المحطة الأخيرة التي توقف فيها بلينكن والتقى فيها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في خطوة يمكن اعتبارها بمثابة إظهار الدعم للحكومة العراقية، وفقا للصحيفة.
ووفقا لما جاء في موجز الخارجية الأمريكية، حث بلينكن رئيس الوزراء العراقي على محاسبة المتورطين بتنفيذ هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ، ضد القوات والقواعد الأمريكية في العراق.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن إدارة بايدن بعثت برسائل إلى إيران وميليشيا "حزب الله" من خلال شركائها الإقليميين مثل تركيا، تبلغهما فيها بأن الولايات المتحدة مستعدة للتدخل عسكريا ضدهما في حال قاما بإطلاق أي هجمات ضد إسرائيل.
وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أن إرسال الولايات المتحدة حاملتي طائرات إلى المنطقة، فإن الوزير بلينكن يقول إن بلاده لا تسعى إلى حرب مع إيران، ولكنها ستفعل ما هو ضروري لحماية موظفيها في المنطقة سواء من العسكريين أو المدنيين، حسب تعبيره.
المصدر: صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية
