تقرير: الغرب أخطأ عندما ساوى بين حماس وداعش
منذ بدء الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة حماس دائمًا ما كان يتردد على لسان المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين في العديد من اللقاءات بأنه لا يوجد هناك فرق ما بين حماس وداعش.
وبحسب تقرير نشره موقع "TRT world" التركي فإن أبرز الفروقات بين حركة حماس وتنظيم داعش تتمثل فيما يلي:
أيديولوجية مختلفة
وصف هييكو وِمين مدير مشروع العراق وسوريا ولبنان في منظمة "إنترناشيونال كرايسيز غروب" في الإلحاح الأمريكي والإسرائيلي بعقد مقارنات بين حركة حماس وتنظيم داعش، بأنه "غير منطقي" على الإطلاق.
وأكد أن الأيديولوجيا لدى الطرفين مختلفة كثيرًا، فحماس عبارة عن حركة تحرير وطنية بقالب ديني، ولقد تخلت منذ فترة طويلة عن أيديولوجيتها العابرة للدول لحركتها الأم وهي حركة الإخوان المسلمين التي لديها فروع في عدد من الدول الإسلامية.
ورأى أن لحماس جذورًا محلية مع تركيز واضح على تحرير فلسطين، أما "داعش" فقد سعى إلى محو الحدود الوطنية، إضافة إلى أن "داعش" هو مجموعة متعددة الهويات بينما حماس منظمة مقاومة قيادتها فلسطينية بالكامل.
الرعب والعنف
أطلق داعش العنان للرعب في كل من سوريا والعراق، وشن هجمات ضد دول عربية وإسلامية باسم تأسيس خلافة إسلامية، وفقاً لهيكو ومين.
وعلى النقيض من داعش الذي تحرض المسلمين على الثورة ضد حكوماتهم، لا تهدف حماس إلى خلق حالة من السخط بين اليهود في إسرائيل، وبدلًا من هذا، تريد حماس من الفلسطينيين الذين لا دولة لهم بالانضمام إليها في معركتها ضد إسرائيل.
من جانبه، يقول إبراهيم مُعز المحلل السياسي الذي راقب عن كثب الحركات المسلحة، إن حماس ليس في سجلها إرهاب دولي من النوع الذي شجع عليه تنظيم داعش في 2015 تقريبًا.
خطاب سياسي منفصل
يقول وِمين، إن هناك فروقات سياسية كبيرة بين المجموعتين، فقد شاركت حماس بالانتخابات وفازت بها، وهي لم تأت إلى السلطة بقوة السلاح، بينما لا يعترف داعش حتى بمبدأ التمثيل السياسي، فكيف بالانتخابات، ويرفض أن يكون جزءًا من أيّ عملية سياسية.
ووفق تلك المعطيات، فإن المقارنة الفضلى لحماس هي مع الجيش الجمهوري الأيرلندي الذي قاتل لعقود في كفاح مسلح ضد الحكومة البريطانية.
الحاضنة الشعبية
من الأمور الأخرى التي تفرق بين حماس وداعش قوة صورتهما بين العامة والدعم الذي يحظيان به في أوساط السكان المحليين.
كما إن حماس ظهرت من المجتمع الذي تحكمه ولها امتدادات فيه، وهي تكافح من أجل نيل الشرعية بدلًا من فرض الخضوع، بينما كان "داعش" قوة أجنبية فرضت نفسها على المجتمع بالقوة الوحشية، وبالنسبة إليها فإن العنف هو جوهر قدرتها على الحكم.