ارتفاع عدد القتلى في قطاع غزة إلى 41 منذ فجر اليوم بينهم 20 في مخيم جباليا
رجح خبراء عسكريون وسياسيون، أن تُنفذ إسرائيل خلال الفترة المُقبلة، خرقًا برّيا محدود الأهداف في الجنوب اللبناني، لا يستغرق أكثر من 24 ساعة.
وأشاروا لـ"إرم نيوز"، أن ذلك "الخرق البرّي"، الذي سيكون محفوفًا بالمخاطر، ليس له علاقة نهائيا بـ"الاجتياح" بالمعنى العسكري والإستراتيجي، ويهدف إلى تحقيق هدف عسكري معين على الأرض بمساندة جوية.
واستند الخبراء في تحليلاتهم على التصعيد الراهن في الجبهة اللبنانية بين ميليشيا حزب الله وإسرائيل، وتهديد الأخيرة المستمر بتنفيذ غزو برّي لجنوب لبنان، رجوعًا إلى ما حدث في حرب تموز 2006، على ذات البقعة.
ويرى الخبير العسكري والإستراتيجي العميد المتقاعد هشام جابر، أن الاستعداد الإسرائيلي للقيام بعملية اجتياح برّي لجنوب لبنان قائم، ولكن التحرك الفعلي مستبعد في الوقت الراهن.
وأكد في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن إسرائيل لا تجرؤ على القيام بعملية برّية في لبنان لأنها ستكون مُكلفة جدًا، لا سيما أنها تدرك أن "حزب الله" سيكون في هذه الحالة صاحب الميدان والقوة على الأرض.
وأشار العميد المتقاعد جابر إلى أن هناك فارقاً كبيراً بين القصف الجوي والتحرك على أرض غير واضحة المعالم بشكل جيد للطرف الآخر -الإسرائيلي.
وأكد أنه إذا دخلت القوات الإسرائيلية الجنوب اللبناني، ستجد "الكمائن" ويكون التحرك في الأرض إذا استكمل بمثابة الخوض في مستنقعات من الصعب الخروج منها، لافتًا إلى أن التجربة في هذه الوضعية ما زالت في الذهنية العسكرية الإسرائيلية منذ تموز 2006.
وبيّن العميد المتقاعد جابر أن الوضعية المتاحة للجانب الإسرائيلي حتى الآن في التعامل مع جنوب لبنان على الأرض، ليس اجتياحاً بمعنى الكلمة، ولكن الأمر سيتمثل حينئذٍ في القيام بخرق برّي للحدود، لا يستغرق أكثر من 24 ساعة أو منذ الفجر إلى المغرب، يهدف إلى تحقيق هدف عسكري معين، ولكنه أشار إلى أنه سيكون محفوفاً بالمخاطر.
ونوه العميد المتقاعد جابر إلى "أن الأمر حتى الآن، في مرحلة التهويل والتهديد من جانب إسرائيل، التي لن تقوم بذلك، ما دامت تحصل على ما تريده، عبر التراشق الناري القائم، وذلك حتى لا تعرض جنودها للخطر.
وتطرق إلى نقاط يضعها الجانب الإسرائيلي أيضًا في اعتباره، مرتبطة بإمكانية الغزو البرّي للجنوب اللبناني، وذلك باستخدام "حزب الله" حينئذٍ للرد، عبر توجيه الصواريخ الدقيقة إلى أماكن موجهة لإسرائيل، إذ سيكون لذلك الدور في ردعها نوعًا ما من جهة، ومن جهة أخرى، يجعلها على تعاطٍ مع وقف إطلاق النار حتى لو كان مؤقتاً.
بدوره قال الباحث السياسي طوني ميشال، إن تعامل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بإشهار مبالغ فيه لعملية الاجتياح البرّي، متناقض تماما مع ما حدث في حرب تموز 2006.
وبيّن لـ"إرم نيوز"، أنه مهما كانت التحديثات والاستعدادات الإسرائيلية، والضربات التي أضعفت "حزب الله" وعدم وجود الميليشيا حتى الآن في ثوبها الذي كانت عليه منذ 18 عاماً وقت هذه الحرب، فإن الأرض لم تتغير.
وشدد على أنه مهما كانت الإمكانيات والاطلاع على طبيعة المنطقة من الجو، عبر استخدام أحدث التقنيات وامتلاك خرائط تقدم كل "سنتيمتر" بوضوح لكل جندي على الأرض خلال تحركه، إلا أنها ستظل مناطق غير معلوم تفاصيلها الجغرافية حتى لو كانت مرصودة بالأقمار الصناعية وبأحدث التقنيات.
وأشار الباحث ميشال إلى أنه سيكون هناك فعليا وقت الاجتياح "مدقات" بعيدة عن كل ما رصد، وسيكون لها خسائر بشرية وعسكرية في الجانب الإسرائيلي.
وبيّن أن تواجد التهديد بالغزو البرّي من جانب إسرائيل سيظل قائماً ومستمراً إلى أبعد توقيت لتحقيق أهداف في الداخل اللبناني، حتى يثمر التعامل الجوي الإسرائيلي واستمرار منهجية القصف، للقضاء على أكبر قدر من نقاط التواجد العسكري والإستراتيجي لحزب الله، ليس في الجنوب فقط ولكن في مناطق أخرى بلبنان.
ولفت الباحث ميشال أن ما يجري من جانب نتنياهو في الإعلان عن السعي للدخول البرّي، يحمل رغبة في ممارسة مجموعة من الضغوط وتحقيق المكاسب على عدة اتجاهات من بينها الولايات المتحدة التي تدفع بالإدارة الحالية للرئيس جو بايدن، لفرض شكل جديد على جنوب لبنان يحقق لنتنياهو انتصاراً يحد من الأزمات التي تنتظره بالداخل وتقدمه على أنه من استطاع التخلص من تهديدات "حزب الله" للمستوطنات الشمالية، وأنه الحامي لأمن إسرائيل الحقيقي.