الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط احتياط برتبة رائد وإصابة جنديين في معركة على الحدود اللبنانية

logo
العالم

"خطة زيلينسكي" هل هي للسلام أم للانتصار على روسيا؟

"خطة زيلينسكي" هل هي للسلام أم للانتصار على روسيا؟
شخص يقف بجوار شقته دمرت بقصف روسيالمصدر: رويترز
29 سبتمبر 2024، 1:47 م

تُحاول كييف تنفيذ "خطة النصر" للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، التي عرضها، على نظيره الأمريكي جو بايدن، والمرشحَين لرئاسة البيت الأبيض، كامالا هاريس ودونالد ترامب، من أجل السلام الشامل، والعادل الدائم، ليس لأوكرانيا فحسب، بل للقارة الأوروبية، فهل هي خطة سلام أم للانتصار على روسيا؟

ويأتي انسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية، والعودة إلى حدودها المعترف بها دوليًا، هي إحدى النقاط الإلزامية في صيغة السلام التي طرحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على المسؤولين في الولايات المتحدة الأمريكية.

الحلول المؤقتة لن تأتي بالسلام

وفي أعقاب انتهاء زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للولايات المتحدة، ومشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، إنه لا يمكن أن تكون هناك حلول نصفية عندما يتعلق الأمر بحياة الإنسان والحرية والقيم المشتركة والعدالة واستعادة السلام والأمن الدوليين.

 وأكد أن الحلول المؤقتة، لن تعيد السلام الكامل، بل ستؤدي فقط إلى تأجيل الحرب.

ودعا "سيبيها"، الدول الغربية إلى توحيد جهود مشتركة، لتنفيذ صيغة السلام الأوكرانية لصالح جميع الدول المحبة للسلام، والتي تحترم ميثاق الأمم المتحدة وقيمة الحياة الإنسانية، وزيادة الضغط على روسيا، لإجبارها على السلام العادل وتحرير أراضي أوكرانيا، واحترام القانون الدولي.

وفي هذا السياق، أكد الخبراء، أن خطة السلام التي يتحدث عنها "زيلينسكي"، تضمنت مبادئ عامة غير محددة ولا قيمة لها على حد قولهم، خاصة أنها تتعارض مع المُسمى لها، والتي دائما ما طالب الرئيس الأوكراني بالسماح لأوكرانيا، بضرب العمق الروسي بالصواريخ الغربية وتقديم أسلحة متطورة لأوكرانيا، ومنح أوكرانيا ضمانات أمنية تشبه تلك التي تتضمنها المادة الخامسة لحلف الناتو.

وأوضح الخبراء لـ"إرم نيوز"، أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دائما ما يناور بمبادرة السلام التي طرحها أمام المسؤولين الأمريكان، مع أنه يعلم جيدًا أن روسيا لن تقبل بذلك، إلا أنه يحاول من خلال الدول الغربية وأمريكا، الحصول على مساعدة في تنفيذ هذه الخطة.

أخبار ذات علاقة

هاريس لزيلينسكي: تنازل أوكرانيا عن أراض صيغة للاستسلام لا السلام

خطة زيلينسكي لا قيمة لها

وبهذا الصدد، أكد الدكتور آصف ملحم، مدير مركز "JSM"، للأبحاث والدراسات الروسية، أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي، كانت لديه خطة للسلام، والآن أصبحت عنده أيضًا خطة للنصر، ثم عاد ليتكلم مرة أخرى عن خطة سلام جديدة.

والتساؤل الآن، بحسب ملحم، لماذا يتم وضع مثل هذه الخطط والغاية الإعلامية والسياسية منها؟، وبكل تأكيد، فإن زيلينسكي، يستهدف إقناع المانحين من الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، بضرورة الاستمرار في عمليات الدعم الموجهة إلى أوكرانيا، فمن الضروري أن يعرض عليهم إستراتيجيته للعمل في أوكرانيا.

وأضاف مدير مركز "JSM" للأبحاث والدراسات الروسية، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن خطة السلام التي كان يتحدث عنها زيلينسكي منذ فترة طويلة، تضمنت مبادئ عامة غير محددة، ولا قيمة لها، بينما أثناء الحديث عن تقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا، طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن من زيلينسكي، وضع خطة للنصر في أوكرانيا.

وأشار ملحم، إلى أن تلك الخطة، تتضمن بنودا كثيرة، أبرزها السماح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي بالصواريخ الغربية، وتقديم أسلحة متطورة لأوكرانيا، ومنحها ضمانات أمنية تشبه تلك التي تتضمنها المادة الخامسة لحلف الناتو.

كما تضمنت الخطة، مساعدات مادية، وأخرى لإعادة إعمار أوكرانيا، فضلا عن مساعدات للاستمرار في العمليات العسكرية في مقاطعة كورسك الروسية، وفق ملحم.

وأكد ملحم، أن تلك المبادئ تعتبر دليلاً قاطعاً على الاستمرار في حرب طويلة الأجل، فلا أحد من تلك الأطراف يريد السلام، كما تكشف رغبة واضعيها أن الأمر يتعدى رغبة زيلينسكي في الانتصار على روسيا، أو تحقيق السلام، والغرض الحقيقي هو تحقيق نصر إستراتيجي على روسيا، وتفكيكها وسرقة مواردها، فهم يسعون إلى استنزاف روسيا تدريجياً.

وتابع ملحم: لذلك غيّرت روسيا من عقيدتها النووية، وأضافت بندا، يؤكد أن استهداف العمق الروسي من دولة غير نووية بمساعدة أخرى، يعتبر هجوماً واعتداء من دولة نووية، لافتاً إلى أن انتهاك السيادة الروسية من خلال تكثيف المسيرات والصواريخ يعتبر تهديدا وجوديا لروسيا، وقد تستخدم روسيا السلاح النووي للرد على ذلك".

وأضاف مدير مركز JSM للأبحاث والدراسات: إن "روسيا تخوض حربا وجودية، لأن الدول الغربية، تستخدم أوكرانيا، لإضعاف واستنزاف وتفكيك روسيا، بشكل تدريجي، حتى يتسنى للولايات المتحدة الهجوم والانقضاض على روسيا، وأمريكا لها سوابق في ذلك مثل أفغانستان والعراق وغيرها من دول العالم.

شرط تعجيزي

من جهته، قال د. رامي القليوبي، أستاذ زائر بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو" إن "الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وضع شرطًا تعجيزيًا في خطة السلام التي عرضها على الغرب؛ لأن روسيا ضمت المناطق الأربع التي سيطرت عليها داخل الشرق الأوكراني إلى سيادتها بموجب الدستور الروسي.

وأشار الأستاذ في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، إلى أن هذا يعني أنه في حالة رد تلك الأراضي لأوكرانيا أو التخلي عنها وانسحاب القوات الروسية منها، سيعني مخالفة للدستور الروسي، مما يتسبب في أزمة كبيرة على المدى البعيد، وحتى للأجيال القادمة؛ لأن تلك الأراضي ستواجه صعوبة في جذب الاستثمارات إليها، بسبب الأوضاع الأمنية فيها، وانعدام الاعتراف الدولي، وفي الوقت نفسه لا يمكن مخالفة الدستور الروسي والتخلي عن تلك الأراضي. 

أخبار ذات علاقة

زيلينسكي: ترامب أكد دعمه لأوكرانيا في الحرب مع روسيا

 روسيا لن تقبل

وفيما يتعلق بالموقف الروسي حول مبادرة زيلينسكي للسلام قال د. رامي القليوبي: إن "روسيا لا تقبل بذلك، ولن تنسحب من تلك الأراضي، فهي تخوض حربا منذ عامين ونصف العام، ولن تنسحب في منتصف الطريق، على حد تعبيره.

وبين أن زيلينسكي  يناور بمبادرة السلام التي طرحها، ويعلم جيدًا، أن روسيا لن تقبل بذلك، ولكن يحاول من خلال الدول الغربية، وأمريكا، الحصول على مساعدة في تنفيذ خطة السلام التي طرحها مؤخرًا، وفق القليوبي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC