أوستن لغالانت: هناك حاجة إلى التحول من العمليات العسكرية في لبنان إلى المسار الدبلوماسي
تساءلت مجلة "فورين أفيرز"، عما إذا كانت أوكرانيا قادرة على العودة إلى الهجوم المضاد على الجيش الروسي بداية من مقاطعة كورسك، وتحقيق بعض الانتصارات، في ضوء تراجع الزخم الروسي على جبهات المعركة المختلفة.
وحسب تقرير للمجلة، فإن على أوكرانيا أن تبدأ في التخطيط لأفضل السبل، للاستفادة من تراجع روسيا الوشيك، بفعل أن أكبر الجيوش وأكثرها قدرة، لا يمكنها الاستمرار في الهجمات للأبد، وبعد خسارة هذا العدد الكبير من القوات، فإن نافذة الفرص المتاحة لروسيا قد تُغلق قريبًا.
ولن يكون تحقيق هذه الغاية بالمهمة السهلة لأوكرانيا التي يُعاني شعبها ظروفًا اقتصادية وحياتية صعبة للغاية، علاوة على أن كثيرًا من العوامل التي ستحدد نجاحه خارجة عن سيطرته.
فعلى سبيل المثال، لا تستطيع كييف أن تحدد متى ستصل القوات الروسية إلى ذروتها أو أين، وليس من المؤكد أن الغرب سيقدم الدعم المستمر.
ولكن وفي المقابل، ستكون أوكرانيا قادرة على دراسة ساحة المعركة من كثب، بحثًا عن علامات الضعف الروسي، ويمكنها العمل مع حلف شمال الأطلسي، للتدريب والاستعداد لهجمات جديدة.
ويُمكنها إدارة التوقعات الخارجية، وأن تبتكر نظرية جديدة للنصر، وهي نظرية تجعل موقف روسيا العسكري غير قابل للدفاع عنه حقًّا.
وآنذاك فقط ستتمكن أوكرانيا من التفاوض بشروط مواتية، وتحقيق فوز دائم.
وأوضح التقرير أن أوكرانيا، لا محالة، ستواجه تحديات كثيرة للعودة إلى واجهة القتال.
ويعد عدوها الروسي التحدي الأبرز، إذ إنه على الرغم من الخسائر الفادحة في الأفراد والمعدات، فإن الجيش الروسي يظل خطرًا للغاية، إذ تنتج موسكو صواريخ طويلة المدى يمكن أن تمطر البنية التحتية الأوكرانية، حسب التقرير.
وهي الآن قادرة على التعويض عن أوجه القصور لديها من خلال الحصول على الأسلحة من شركائها الإيرانيين والكوريين الشماليين.
وتواجه كييف تحديًا آخر، يتمثل في التقلب المستمر في حجم الدعم المقدم من شركائها الرئيسين في أمريكا وأوروبا، ما ينعكس على قدراتها وحجم تطلعاتها القتالية في عام 2025.
وتابع التقرير أن "أوكرانيا لا تفتقر إلى قائمة أهداف فاعلة لبدء هجومها، ويمكنها أن تختار البدء في دونباس، من أجل إحباط هدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المتمثل في "الاستيلاء على شرق أوكرانيا كاملًا".
ويمكنها كذلك اختيار مقاطعة خاركيف، لضمان بقاء ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا خارج نطاق المدفعية الروسية.
وتشمل الاحتمالات الأخرى أجزاء من جنوب أوكرانيا، بسبب أهميتها الاقتصادية، أو حتى شبه جزيرة القرم.
وأشار التقرير، إلى أن القرارات الجغرافية واللوجستية والتكتيكية والتوقيتية المحددة التي تتخذها أوكرانيا كلها ضرورية.
ولكن في نهاية المطاف، سيتوقف نجاح البلاد على ما إذا كانت كييف قادرة على تطوير نظرية النصر التي تستمد من مواردها الخاصة وموارد أنصارها.
ومن المرجح أن تحتوي نظرية النصر هذه على مكونات عسكرية واقتصادية ودبلوماسية وإعلامية.
وستسعى كييف إلى التوصل إلى نتيجة سياسية، بما في ذلك تحرير الأراضي الأوكرانية جميعها، ومنها شبه جزيرة القرم ودونباس، ولكن يجب عليها أن تأخذ بالحسبان نطاق الحقائق الإستراتيجية والعملياتية التي يمثلها الوضع الحالي للحرب.