إسبانيا: الهجمات على قوات حفظ السلام في لبنان "انتهاك للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن"
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الحرب في أوكرانيا تشهد تحولا كبيرا مع لجوء روسيا إلى تغيير تكتيكاتها العسكرية، خاصة على صعيد استخدام القوة الجوية.
وتشير الصحيفة في تقرير إلى أن تكثيف الدعم الجوي الروسي، يعد خروجا عن المسار التقليدي للحرب خلال العامين الماضيين، والذي اتسم في الأغلب بالقتال على الأرض بدعم وإسناد من المدفعية الثقيلة والطائرات دون طيار.
وبينت الصحيفة أن الدعم الجوي المتزايد سمح لروسيا بتحقيق مكاسب جديدة في الفترة الأخيرة، إذ تقوم الطائرات الحربية بتمهيد الطريق لتقدم قوات المشاة.
لكن التقرير يؤكد أن هذا التكتيك رغم فعاليته، فإنه يحمل مخاطر كبيرة، كونه يُعرّض المقاتلات الروسية لنيران الدفاعات الجوية الأوكرانية.
وأعلنت أوكرانيا نجاحها في إسقاط 15 طائرة روسية في سلسلة من الضربات الناجحة في الأسابيع الأخيرة. وفي حين أن بعض هذه الادعاءات قوبلت بالتشكيك ولا يمكن التحقق منها بشكل مستقل، إلا أن هناك أدلة تشير إلى استهداف الطائرات، ولكن لم يتم التأكد من إسقاطها بالفعل.
وفي تعليقه على ذلك، يؤكد مدير مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية ومقره واشنطن، توم كاراكو، أن نجاح أوكرانيا في إسقاط الطائرات الروسية يعود لجمع المعلومات الاستخبارية، ونشر أنظمة دفاع جوي فعالة ومتطورة، بما في ذلك أنظمة باتريوت الأمريكية.
وبحسب الصحيفة، أدى تدمير الطائرات الروسية، بما في ذلك طائرات الرادار المهمة من طراز A-50، إلى تعطيل العمليات الجوية الروسية، وتقليل قدرة القوات الروسية على فهم وتقييم الوضع على الخطوط الأمامية.
وتعتبر الصحيفة التحول في التكتيكات الروسية نحو تكثيف الأنشطة الجوية الهجومية، بمثابة رد تأكيد على قدر الروس على تحقيق التفوق الجوي من خلال الوسائل التقليدية.
ففي أعقاب مواجهتها خسائر فادحة وعدم تمكنها من استخدام القاذفات المقاتلة بشكل فعال، تحولت روسيا أوائل العام الماضي إلى استخدام القنابل الانزلاقية ــ الذخائر الموجهة التي يتم إسقاطها من الطائرات، ويمكنها الطيران لمسافات طويلة إلى الخطوط الأمامية، وذلك للحد من المخاطر التي تتعرض لها المقاتلات من أنظمة الدفاعات الجوية.
وبالنسبة لأوكرانيا، فقد كان أحد أكبر نجاحاتها في المعركة الجوية هو تدمير إحدى طائرات الرادار الروسية من طراز A-50 الأسبوع الماضي، وهي الثانية هذا العام، حيث تلعب هذه الطائرة دورًا مهمًا في تنسيق القصف الجوي للمواقع الأوكرانية على الجبهة. وتدميرها يعني استئصال قدرة الروس على التصويب.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى أوكرانيا أيضًا إلى إضعاف القدرات البحرية الروسية.
وفي ظل التحول الروسي نحو تكثيف الهجمات الجوية في الصراع، ثمة تساؤلات من جانب محللين ومراقبين، بشأن مدى تحمل موسكو الخسائر المستمرة في صفوف قواتها الجوية، والتي بلغت نحو 160 فردا كما تشير التقديرات.