مسؤول أممي: قطاع غزة يمر بأسوأ فترة منذ 19 شهرا
تعمل إيران على توجيه رسائل للغرب في محاولة لإظهار حضورها الدولي والإقليمي عبر أزمة الهند وباكستان، واستغلال ذلك في مباحثاتها النووية مع الولايات المتحدة.
أبرز الادعاءات الإيرانية التي تأخذ شكل رسائل، أنها موجودة على المستويات كافة، ويمكن أن يكون لها أدوار لتهدئة الجبهات المشتعلة.
وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أكد استعداد بلاده لبذل ما وصفه بـ "مساع حميدة" من شأنها المساهمة بخفض التوتر، وإحلال الاستقرار في منطقة جنوب آسيا.
وأوضح أن بلاده تدعو جميع الأطراف إلى تجنب أي تصعيد قد يزيد من التوتر في المنطقة.
ويؤكد الخبير في العلاقات الدولية، الدكتور أحمد الياسري، أن أبرز أدوات إيران في الصراع القائم بين الهند وباكستان، دبلوماسيتها الحاضرة لدى الجانبين والتي تقوم من خلالها بمحاولة احتواء الأزمة.
ويوضح الياسري في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن من بين أدوات طهران استغلال التحالف مع موسكو وبكين بالعمل على اتخاذ موقف موحد لتكوين جبهة مواجهة لتحالف الهند مع الغرب.
وأشار إلى أنه على الرغم من اقتراب نيودلهي من روسيا فإن طهران ستسعى لتنمية فكرة التحالف بين الصين وروسيا وباكستان لتأمين الجبهة الشرقية لإيران.
ولفت الياسري إلى أن تأمين باكستان وإيران من جانب الصين وروسيا أصبح ضرورة استراتيجية في ظل حالة التخبط في النظام العالمي والعشوائية وعدم الاستقرار.
وأوضح أن إيران على المستوى العسكري من الممكن أن تدعم باكستان بالطائرات المسيرة، والصين جهزت إسلام أباد من 2022 إلى 2024 بمنظومة دفاع وصواريخ ووضح ذلك في إسقاط "الرافال" الفرنسية عبر صاروخ صيني.
وأشار إلى فكرة الحزام والطريق ومرور الخط الصيني عبر كشمير الباكستانية وصولا إلى بحر العرب، مؤكدا أن هذا بالنسبة لبكين خط استراتيجي؛ لذلك فإن أي تمدد للهند هو ضرب للأمن القومي الصيني.
واستكمل الياسري بالقول إن إيران ستدعم باكستان بالمجمل ولكنها تحاول طرح خطاب لين لا يستفز الولايات المتحدة في ظل مساندة الأخيرة للهند وزيادة أوجه ذلك على المستوى الاستخباراتي وتحديد مواقع القوة الباكستانية في المرحلة القادمة.
وأضاف: تقف الصين مع باكستان وتعتبر إيران جزءا من هذه المنظومة عمليا حتى وإن أعلنت أنها في المنتصف، ولكن مصالحها على المستوى التجاري والعسكري تتطلب تأمين باكستان في مواجهة الهند.
ويقول الباحث في الشأن الإيراني، عادل الزين، إن الدخول الإيراني على خط الملف الخاص بالهند وباكستان، فرصة تتعامل من خلالها طهران بهدف تقديم رسائل للغرب، هي في الحقيقة ادعاءات.
وقال لـ"إرم نيوز" إن في صدارة ذلك أن تؤكد طهران للولايات المتحدة أو الأوروبيين، أنها حاضرة على كافة المستويات ومن الممكن أن يكون لها دور بتهدئة الجبهات أو أن تكون على تداخل فيها، حتى لو كانت تتعرض لضغوط قصوى.
وأكد: هذا أمر غير حقيقي لأن وجود طهران في الوقت الحالي في هذه الأزمة، ليس أكثر من عمل دعائي.
وبين الزين أن من الادعاءات التي تأخذ شكل الرسائل، قول إيران إن حضورها السياسي أو الاستراتيجي لا يتعلق فقط بالمحيط العربي ما بين العراق واليمن وما يخص سوريا ولبنان، ولكنها حاضرة في أهم المستويات وبين قوى سياسية وعسكرية مهمة.
وأضاف: تلوح إيران بأنها تمتلك أوراقا قادرة من خلالها على التهدئة، وهو الأمر الذي لا تملكه طهران بشكل حقيقي في هذا الصراع بين الهند وباكستان.
ولفت الزين إلى أن من بين الرسائل ادعاء إيران الموجه للولايات المتحدة، بأن دخولها المفاوضات معها حول البرنامج النووي لا يعبر عن أنها في حالة ضعف أو رضوخ، ملوحة في هذا السياق بتحالفاتها مع موسكو وبكين.