بيان: قائد الجيش الإسرائيلي ورئيس جهاز الأمن الداخلي أجريا تقييما أمنيا في جنوب لبنان أمس الخميس
احتدم التنافس بين روسيا والصين وتركيا وإيران على إرث فرنسا في أفريقيا، بعد أن خسرت باريس العديد من المواقع سواء في الساحل أو غيره.
ويثير هذا التنافس تساؤلات حول من سيفوز بهذا الإرث الذي يتراوح بين ما هو عسكري واقتصادي وسياسي.
وأعلنت الصين أخيرا تخصيص أكثر من 51 مليار دولار أمريكي لضخ استثمارات في أفريقيا في السنوات الثلاث المقبلة، في حين تواصل روسيا تغلغلها العسكري والثقافي، بينما تستمر تركيا في بيع الطائرات المسيرة إلى دول الساحل.
وإثر تشكيل حكومات مدعومة من جيوش انقلبت على أنظمة منتخبة ديمقراطيا في دول مثل النيجر وبوركينا فاسو ومالي، لجأت هذه الدول إلى إنهاء تحالفها مع فرنسا التي طردت قواتها وبعثاتها الدبلوماسية من تلك المناطق.
وعلق المحلل السياسي محمد الحاج عثمان على هذه التطورات بالقول إن "دول القارة بصدد تغيير تحالفاتها، وليس منح ثرواتها لأي جهة أخرى، وما يحدث هو أن هناك استثمارات يتم ضخها في دولنا وهي توفر وظائف للآلاف، وتتيح إمكانية استغلال ثرواتنا على أحسن وجه".
وأضاف الحاج عثمان، لـ "إرم نيوز"، أن "هناك دولا غربية تصور ما يحدث على أنه اقتسام للنفوذ أو معركة حول دولنا (الأفريقية) وهذا غير صحيح في الواقع، نعم هناك مساع بالنسبة لعدة دول للفوز بصفقات، لكنها صفقات تتم على قاعدة رابح – رابح بالنسبة لدولنا التي لم تعد تقبل استغلالها من طرف قوى أجنبية".
ورأى أن "الدول الغربية التي هي في مأزق في أفريقيا تحاول تصوير الأمر على أنه صراع على النفوذ، حتى تتمكن من إرباك خطط وإستراتيجيات دولنا للتنمية ومكافحة الإرهاب".
وتأتي هذه التطورات في وقت يتم فيه تقييم مدى تقدم الشراكات الخارجية لدول الساحل وغيرها في التصدي للجماعات المسلحة، سواء تلك المتمردة أو الجهادية، في حين يستمر التخبط الاقتصادي لهذه الدول.
بدوره، قال الخبير العسكري عمرو ديالو إن "هناك تنافسا محموما على خلافة فرنسا في أفريقيا، ومعادن مثل اليورانيوم والذهب والنحاس من أبرز دوافع الولايات المتحدة والصين وروسيا وتركيا للتحرك".
وأوضح ديالو، في تصريح لـ "إرم نيوز"، أن "الغطاء الذي دائما ما يتم استعماله من قبل روسيا وتركيا والولايات المتحدة وأيضا فرنسا من أجل التدخل في أفريقيا هو مكافحة الإرهاب، بينما تعتمد الصين على تمدد ناعم عبر ضخ استثمارات هائلة في هذه القارة، وهي تقدم نفسها كبديل، لكن على صعيد تنموي واقتصادي".
ورأى أن "الصين وروسيا تبقى لهما الأفضلية لدوافع عدة أهمها أن الأولى تتدخل بشكل ناعم لا يثير حفيظة شعوب المنطقة، أما الثانية فهي تطرح نفسها بديلا عن القوى الغربية، ولا تنخرط بشكل مباشر في المعارك، بل تدفع بمرتزقة للقيام بذلك الدور، وهي منخرطة أيضا في حملة دعائية ضخمة ضد التواجد الغربي في إفريقيا، وضد أنظمة معروفة بتحالفها مع الغرب".