روسيا تكشف أسباب خروجها من معاهدة "نيوستارت" النووية
FABRICE COFFRINI

روسيا تكشف أسباب خروجها من معاهدة "نيوستارت" النووية

قدّمت روسيا اليوم الخميس، تفسيرات للأسباب التي دفعتها إلى الخروج من معاهدة "نيوستارت" للحد من الأسلحة النووية، ملقية باللوم في ذلك على دعم واشنطن لكييف.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، خلال كلمة له في مؤتمر الأمم المتحدة حول نزع السلاح، في جنيف، إن موسكو اضطرت إلى تعليق مشاركتها في المعاهدة؛ لأن واشنطن تستخدمها لمساعدة أوكرانيا في مهاجمة المواقع الإستراتيجية الروسية.

وأضاف المسؤول الروسي: "الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون يريدون رؤية روسيا مهزومة إستراتيجيا في أوكرانيا".

وأردف: "تدهور الوضع أكثر بعد محاولات الولايات المتحدة تقييم مدى أمن المنشآت الإستراتيجية الروسية المنصوص عليها في معاهدة نيو ستارت من خلال مساعدة نظام كييف في شن هجمات مسلحة عليها".

وشدد سيرجي ريابكوف على أنه "في ظل هذه الظروف اضطرت روسيا إلى إعلان تعليق المعاهدة".

التواصل مع الغرب

وكان ريابكوف قد قال الأربعاء، إن موسكو مستعدة "للتواصل وتبادل المعلومات" مع الولايات المتحدة حول المعاهدة النووية، لكنه رأى في الوقت ذاته أنه "لا حاجة إلى الحوار المنتظم حول المسألة".

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، إنه سيعلق العمل بالمعاهدة، وهي آخر معاهدة متبقية بين البلدين للحد من الرؤوس النووية الإستراتيجية التي بوسع كل بلد منهما نشرها.

وتحاول بعض الدول بذل جهد من أجل إعادة روسيا إلى معاهدة الحد من الأسلحة النووية، وكان أولها ألمانيا، التي وصفت قرار الرئيس الروسي بوتين بالخروج من المعاهدة بأنه "غير مسؤول".

وحثت وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، على العودة إلى التنفيذ الكامل لمعاهدة "نيو ستارت" للحد من السلاح النووي.

وقالت بيربوك أثناء انعقاد أول جلسة بمجموعة العشرين: "أطالبك يا سيد سيرجي لافروف بالعودة إلى التنفيذ الكامل لمعاهدة نيو ستارت".

أخبار ذات صلة
بوتين يحيل مشروع قانون لتمديد معاهدة نيوستارت 5 أعوام
أردنا أن نكون واضحين أننا نحن السفراء لن نجلس في مؤتمر نزع السلاح أو مجلس حقوق الإنسان
سايمون مانلي

وقفة احتجاجية

وخلال المؤتمر، وقف الممثلون الدائمون للولايات المتحدة وفرنسا ودول غربية أخرى لدى الأمم المتحدة في جنيف خارج قاعة المؤتمر إلى جانب أعلام أوكرانية ولافتات كتب عليها (ساندوا أوكرانيا) احتجاجا على حضور ريابكوف للحدث.

ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن سايمون مانلي السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة في جنيف قوله: "أردنا أن نكون واضحين أننا نحن السفراء لن نجلس في مؤتمر نزع السلاح أو مجلس حقوق الإنسان، ونستمع لأكاذيب ومغالطات من أحد نواب وزير الخارجية الروسي"، على حد تعبيره.

وأضاف: "نريد أن نؤكد أننا هنا نقف مع أوكرانيا وندعم نضالهم من أجل حريتهم".

وأعلن الرئيس فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، أن روسيا ستعلق مشاركتها في معاهدة "نيو ستارت"، ووقع على قانون بهذا الشأن يوم الثلاثاء.

وحددت المعاهدة التي وقعها الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما مع نظيره الروسي دميتري ميدفيديف العام 2010 عدد الرؤوس الحربية النووية الإستراتيجية التي يمكن لكل جانب نشرها.

وصرح ريابكوف، الذي سبق أن قال إن البلدين يواصلان مناقشة القضايا المتعلقة بالمعاهدة عبر "قنوات مغلقة"، اليوم الخميس، بأن روسيا ستواصل الامتثال لقيود الأسلحة الهجومية الإستراتيجية التي حددتها المعاهدة.

ومن المقرر أن تنتهي المعاهدة في عام 2026، وتسمح لكل دولة بفحص الترسانة النووية للطرف الآخر، على الرغم من أن التوترات بشأن أوكرانيا أدت بالفعل إلى توقف عمليات التفتيش.

تلويح نووي

يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد أعلن في وقت سابق اليوم، عن خطط لنشر صواريخ باليستية جديدة متعددة الرؤوس عابرة للقارات من طراز سارمات هذا العام.

وقال بوتين: "كما في السابق، سنولي اهتماما متزايدا لتعزيز الثالوث النووي" في إشارة إلى إمكانية إطلاق الصواريخ النووية من البر والبحر والجو.

وأضاف بوتين في تصريحات نشرها الكرملين في ساعة مبكرة من صباح الخميس: "سنواصل الإنتاج الواسع لأنظمة كينجال الفرط صوتية، وسنبدأ في تجهيز إمدادات ضخمة من صواريخ زيركون الأسرع من الصوت التي تنطلق من البحر".

وتجاهلت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون الموقف النووي ووصفوه بأنه صرف للانتباه عن فشل الحملة العسكرية الروسية على الأرض، بعد عام من شن بوتين أكبر حرب برية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com