تباين ردود الأفعال الدولية بشأن المقترح الصيني للسلام في أوكرانيا
تباينت ردود الأفعال الدولية التي لا تزال تتوالى؛ حول مقترح السلام الذي قدمته الصين لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، والتي دخلت اليوم الجمعة عامها الثاني.
يأتي ذلك في وقت شكك فيه أمين عام حلف شمال الأطلسي "الناتو" وألمانيا، بإمكانية قيام الصين بلعب دور بناء في إنهاء الحرب، لكن بريطانيا عبرت عن ثقتها بأن بكين لديها رغبة في إحلال السلام، بينما أبدى الاتحاد الأوروبي استعداده لدراسة المقترح، وسط ترحيب مبدئي من قبل كييف.
وكانت بكين قد نشرت اليوم الجمعة، وثيقة من 12 نقطة تتضمن اقتراحها للتوصل إلى "تسوية سلمية" للنزاع بين روسيا وأوكرانيا.
الناتو: لا مصداقية للصين
وقال الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ، في تصريحات صحفية اليوم الجمعة، إن "الصين ليست لها أي مصداقية لأنها لم تندد بالغزو الروسي غير الشرعي لأوكرانيا".
وأضاف ستولتنبرغ في تصريحاته التي نقلتها "فرانس برس"، أن هناك مؤشرات على أن الصين ربما تخطط لنوع من المساعدة العسكرية لروسيا، مشيرا إلى أنه "إذا أردنا أي حل سلمي فإن ذلك يمر عبر الانتصار الأوكراني في أرض المعركة".
ألمانيا: لا إشارة لانسحاب روسي
بدوره، أعرب الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير الجمعة عن "تشكيكه" في إمكانية أن تلعب الصين "دورا بناء" من أجل السلام في أوكرانيا.
وقال شتاينماير خلال مراسم في برلين مع مرور عام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، إن "أي اقتراح بناء يقربنا من سلام عادل هو موضع ترحيب"، لكنه أضاف "لا يزال من المشكوك به أن تكون الصين، القوة العالمية، ترغب في لعب مثل هذا الدور البناء".
إلى ذلك نقلت وسائل إعلام عن الحكومة الألمانية قولها إن "وثيقة السلام الصينية لم تشر إلى انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا".
بريطانيا: الصين ترغب في التسوية
بدوره، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، إن فكرة أن الصين يمكن أن تقدم أسلحة لدعم الغزو الروسي لأوكرانيا لن تسهم في حل الصراع، لكنه عبر عن ثقته بأن بكين ترغب في تسوية النزاع، حسبما نقلت عنه "رويترز".
وقال والاس لـ"سكاي نيوز" اليوم الجمعة، عند سؤاله عن تقارير تفيد بأن الصين ربما تورد أسلحة لروسيا "إذا قدمت الصين (السلاح) لدولة انتهكت القانون الدولي بشأن سيادة أوكرانيا وترتكب جرائم حرب فهذا لن يساعد في جلب السلام".
وأضاف: "لكنني واثق أيضا من أن الصين واضحة تماما بشأن أنها تريد انتهاء هذه (الحرب)".
الاتحاد الأوروبي: سندرس المقترح
من جانبه، قال خورخي توليدو سفير الاتحاد الأوروبي لدى الصين، إن الوثيقة الصينية ليست مقترح سلام لكن التكتل سيدرسها جيدا.
وأشار توليدو إلى قلق الاتحاد لأن الورقة لم تتحدث عن طرف معتد.
وقال بإفادة صحفية مقتضبة في بكين، إن "الصين تتحمل مسؤولية خاصة للدفاع عن قيم ميثاق الأمم المتحدة".
أوكرانيا: إشارة جيدة
من جهتها، بينت القائمة بالأعمال الأوكرانية خلال نفس الإفادة إن الورقة الصينية "إشارة جيدة"، مشيرة إلى أن بلادها تتنظر من الصين أن تكون أكثر نشاطا في دعمها السياسي.
وذكرت المبعوثة الأوكرانية جانا ليشتشينسكا أن كييف تأمل في أن تدعو الصين روسيا أيضا إلى وقف الحرب وسحب قواتها.
وبعد نشر الوثيقة، أفاد ممثل للسفارة الأوكرانية في الصين أيضًا: "إذا كانت الصين محايدة، فعليها أن تتحدث مع الجانبين"، مشيرا إلى أنه "الآن نرى الجانب الصيني يتحدث في الغالب مع روسيا ولكن ليس مع أوكرانيا".
المقترح الصيني.. 12 بندا
ونشرت الحكومة الصينية الجمعة، مقترحاً مكونا من 12 بندا، دعت فيه كلاً من موسكو وكييف إلى استئناف مفاوضات السلام، محذرة في الوقت نفسه من استخدام السلاح النووي.
وشدد المقترح الصيني، على "احترام سيادة جميع الدول"، وأنه "يجب التقيد الصارم بالقانون الدولي المعترف به عالميا، بما في ذلك مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة".
وأكد على ضرورة "التمسك بشكل فعال بسيادة جميع البلدان واستقلالها وسلامتها الإقليمية"، ودعا إلى "التخلي عن عقلية الحرب الباردة"، مشددا على أنه "لا ينبغي السعي وراء أمن بلد ما على حساب الآخرين، كما لا ينبغي تحقيق أمن المنطقة من خلال تعزيز أو توسيع الكتل العسكرية".
وأضافت: "يجب أخذ المصالح والشواغل الأمنية المشروعة لجميع البلدان على محمل الجد ومعالجتها بشكل صحيح".
وطالبت الصين كذلك بـ"وقف الأعمال العدائية، وأن يتحلى جميع الأطراف بالعقلانية وضبط النفس، وتجنب تأجيج النيران وتفاقم التوترات، ومنع الأزمة من المزيد من التدهور أو حتى الخروج عن نطاق السيطرة".
كما اعتبرت أنه "لا يمكن للعقوبات الأحادية والضغط الأقصى أن يحل المشكلة.. هذا فقط يخلق مشاكل جديدة"، وفق تقدير المقترح الصيني.