إطلاق صواريخ على ضواحي حيفا وخليجها
رابح فيلالي - إرم نيوز
ما أطلقه الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب من تصريحات بحق منافسته، المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية كامالا هاريس، وُصف بأنه الهجوم الأعنف من جانبه حتى هذه اللحظة، عندما وصفها بـ"المختلة عقليًا" خلال تجمع انتخابي لأنصاره نهاية الأسبوع بولاية ويسكنسن.
وحتى وإن كان هذا الأمر مفاجئًا للمهتمين بأزمة الهجرة وأمن الحدود كواحدة من القضايا المفتاحية في انتخابات نوفمبر، إلا أن الحدة التي أظهرها ترامب تخالف تلك الدعوات التي أطلقها مقربون منه في وقت سابق، حيث دعوه إلى التركيز على جوهر القضايا والسياسات التي يختلف فيها مع الغرماء الديمقراطيين، بدلاً من تركيزه على الانتقادات الشخصية لمنافسته، وللرئيس جو بايدن بدرجة أقل.
في المقابل، يقول الديمقراطيون وقياديون في حملة هاريس إن لجوء ترامب إلى هذا النوع من الانتقادات الشخصية الحادة ضد منافسته، والرئيس بايدن، يُظهر حالة القلق التي يعيشها هو وحملته في الوقت الحاضر، وذلك في أعقاب ظهور استطلاعات رأي في ولاية ويسكنسن الحاسمة قبل أقل من 40 يومًا من موعد الانتخابات في الخامس من نوفمبر المقبل.
تقول استطلاعات الرأي إن هاريس تتقدم بفارق نقطتين بين الناخبين المفترضين في الولاية الحاسمة انتخابيًا والمتأرجحة سياسيًا، أي بنسبة 52 % مقابل 48 %.
هذا التقدم يُظهر حجم المفاجأة بالنسبة لترامب والجمهوريين، بالنظر إلى ذلك الاستثمار الهائل الذي وضعه الحزب هناك بعد أن اختار مدينة ميلووكي مقرًا للمؤتمر العام للحزب الجمهوري الصيف الماضي، وبعد سلسلة تجمعات انتخابية متجددة لترامب وأنصاره في الولاية. ومع ذلك، تظهر استطلاعات الرأي تفوق هاريس بين الناخبين.
هجوم ترامب الحاد على هاريس يأتي مباشرة بعد زيارة الأخيرة للمناطق الحدودية بولاية أريزونا وتفقدها منطقة الحدود وإعلانها من هناك عن برنامجها السياسي المخصص للتعامل مع أزمتي الهجرة وأمن الحدود.
هاريس، من خلال ما كشفت عنه، أظهرت خطابًا لافتًا من الناحية الأمنية، وُصف بأنه الأكثر حدة بين المرشحين الديمقراطيين حتى الآن، مقارنة بتلك المواقف التي أظهرها الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما والرئيس الحالي جو بايدن.
تقول المرشحة الديمقراطية إنها ستلجأ إلى سياسات أمنية متشددة في قضيتي أمن الحدود والعصابات العابرة للحدود والمتاجرة بالمخدرات، وعلى رأسها الفنتانيل. مستغلةً في ذلك خبرتها الطويلة كمدعية عامة سابقة في ولاية حدودية هي الأخرى مثل كاليفورنيا. لكنها، في الوقت نفسه، أظهرت فرقًا واضحًا في خياراتها المتشددة، عندما أبقت بابًا مفتوحًا للمعالجة الإنسانية لملفات الهجرة، وهو اختلاف حرصت على إبرازه لإظهار الفرق بين وجهة نظرها ووجهة نظر منافسها الجمهوري ومؤيديه من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب في الكونغرس، الذين يدعون إلى معالجة أمنية متشددة لموضوعي الحدود والهجرة.
هذه التطورات تأتي في وقت تتفق فيه جميع استطلاعات الرأي على تقدم ترامب على حساب هاريس في موضوع الحدود والهجرة، وهي القضية التي يتهم فيها الجمهوريون إدارة بايدن وهاريس بالمسؤولية الكاملة؛ بسبب سياسات الحدود المفتوحة التي اتبعوها منذ وصولهما إلى البيت الأبيض.
ترامب، الذي لا يتردد في إعادة الحديث عن موضوع المهاجرين غير القانونيين في كل تجمع انتخابي وبصيغ مختلفة، عاد هذه المرة ليجدد التأكيد على أن القادمين عبر الحدود الجنوبية من المهاجرين، وبالنظر إلى الجرائم التي ارتكبها بعضهم، يجعلون من الجرائم التي ترتكب عادة في البلاد جرائم "الأطفال الرضع"، في إشارة إلى فظاعة جرائم هؤلاء المهاجرين.
هاريس ترد على اتهامات ترامب بتحميله مسؤولية فشل الكونغرس بغرفتيه في التوصل إلى اتفاق تاريخي في موضوع الهجرة الربيع الماضي، عندما توصل الشيوخ الجمهوريون والديمقراطيون إلى رسم معالم اتفاق تاريخي وُصف وقتها بأنه الأول من نوعه منذ نصف قرن. لكن تدخل الرئيس السابق لدى رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون، أحد المؤيدين الكبار لترامب في مبنى الكونغرس، منع تقديم المشروع للمصادقة عليه أمام نواب الغرفة الأولى بناءً على طلب من ترامب، لأنه كان يرغب أولاً في منع إدارة بايدن من تحقيق انتصار سياسي في عام انتخابي. كذلك، لأنه كان يريد أن يجعل من قضية الحدود والهجرة القضية الانتخابية الأولى في انتخابات الرئاسة لهذا الخريف.