إطلاق نار مكثف من آليات إسرائيلية وطائرات مسيرة في منطقة الصفطاوي شمالي مدينة غزة
أكدت مصادر أمريكية، أن إدارة بايدن تبدي قلقا بشأن افتقاد القيادة الإسرائيلية رؤية واضحة لمسار الصراع في غزة، مع استمرار التردد بشأن الغزو البري وقراءة مخاطره.
وقال تقرير لصحيفة "لوموند" الفرنسية، إن الخبراء الأمريكيين يشعرون بالقلق إزاء افتقار الحكومة الإسرائيلية إلى "استراتيجية اليوم التالي" في الحرب.
وقالت إن الأمريكيين والأوروبيين أيضا يعتقدون أن الغزو العسكري لقطاع غزة من شأنه أن ينقل الصراع إلى بعد جديد تماما، وأن اقتراح إيمانويل ماكرون بإنشاء "تحالف إقليمي ودولي" هو اقتراح غير واقعي.
وتساءلت الصحيفة: "على افتراض أن العملية ستحقق هدفها، ما العمل في غزة بعد ذلك؟ ومن سيدير الأرض وسكانها المضطهدين؟ ماذا يعني بالضبط "القضاء على حماس"؟ وكيف يمكننا أن نمنع هذه الحركة الراسخة بين السكان الفلسطينيين منذ ما يقرب من أربعين عاما من النهوض من رمادها؟"، معتبرة أنّ "من الواضح أن الحكومة الإسرائيلية لا تملك الإجابات عن هذه الأسئلة".
واستحضرت الصحيفة الفرنسية عملية غزو العراق التي قامت بها القوات الأمريكية سنة 2003 لمنع نظام صدام حسين من امتلاك أسلحة الدمار الشامل في الظاهر، وقد كان المجتمع الدولي يعتقد أن إدارة (الرئيس الأمريكي السابق جورج) بوش لديها بالضرورة خطة لضمان التحول السياسي والعسكري في البلاد التي كانت تستعد للإطاحة بنظامه، ولكن كان الواقع مدمرا" وفق الصحيفة.
وأوضحت "لوموند" أنّ "الأمر لم يقتصر على عدم وجود أسلحة الدمار الشامل فحسب، بل لم يكن لدى واشنطن خطة حقيقية لمرحلة ما بعد الغزو، ووجد الجيش الأمريكي نفسه متورطًا في سنوات من حرب العصابات والقتال في المناطق الحضرية، ما تسبب في أضرار جسيمة للسكان المدنيين وزعزعة استقرار الشرق الأوسط بشكل دائم".
وتابعت أنّ "هذه هي الكارثة التي ألمح إليها الرئيس الأمريكي جو بايدن عندما طلب من الحكومة الإسرائيلية، أثناء زيارته لتل أبيب في 18 تشرين الأول أكتوبر، عدم تكرار الأخطاء التي صنعتها الولايات المتحدة، التي استهلكها الغضب بعد هجمات 11 سبتمبر".
ووفق الصحيفة، فإن بايدن حاول إقناع محاوريه في تل أبيب بوجود بدائل للهجوم البري، كما أرسل إليهم جنرالا أمريكياً لديه خبرة في قتال المدن في الموصل بالعراق، ليشرح لهم ما يعرضون أنفسهم له.
وأردفت "لوموند" أنه "بالإضافة إلى التهديد الذي يتعرض له ما يقرب من 210 رهائن محتجزين في قطاع غزة، فإن هناك مخاوف من سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين".
وأكّدت أنّ "الغرب يخشى خطر اندلاع حريق إقليمي في الشرق الأوسط، كما يخشى من تأثير عنف القتال على الرأي العام العربي، وتداعيات هذا العنف في المجتمعات الأوروبية، ولا سيما في فرنسا، حيث يعيش اليهود والمسلمون معاً".
المصدر: صحيفة "لوموند" الفرنسية