غضب بالموساد بشأن إدارة ملف الأسرى الإسرائيليين
أثارت تصريحات رئيس جهاز الموساد السابق يوسي كوهين لوسائل إعلام إسرائيلية، عن قيامه بدور من أجل إطلاق سراح الأسرى "بالتنسيق مع الموساد"، غضبًا لدى الجهاز، قبل أن يُغَّرد عبر حسابه على منصة (إكس) أنه "ينسق بشكل كامل مع رئيس الموساد الحالي دافيد برنياع".
وأحدثت تصريحات كوهين ضجة عقب الكشف عن زيارة أجراها سرًّا إلى العاصمة القطرية الدوحة.
وقال في تصريحات أدلى بها في وقت سابق إنه "على دراية كاملة بخبايا المنظومة الخاصة بملف إعادة المخطوفين"، فيما أشعلت تلك التصريحات غضب الجهاز الاستخباري الإسرائيلي ورئيسه، والأخير ظنَّ في البداية أن رئيس الوزراء نتنياهو كلَّف سلفه بمهمات محددة، ومن ثم طالبه بتوضيح حقيقة الأمر.
وبحسب قناة "أخبار 12" الإسرائيلية، فإن رئيس الموساد الحالي أجرى اتصالًا هاتفيًّا بنتنياهو وشدَّد على ضرورة إصدار بيان رسمي "واضح وقاطع" بأنه عهِد إلى كوهين بدورٍ ما؛ إذ يعد رئيس الوزراء هو الشخص الوحيد المنوط به إصدار تكليف من هذا النوع، ولا سيما أنه يرتبط بملف هو الأهم في الوقت الراهن.
من جانب آخر، عللّت القناة سبب غضب برنياع بأن الجهاز الذي يترأسه، هو الوحيد المكلف بملف الأسرى، وأنه وجَد أن شخصًا آخر يعمل في هذا الصدد وهو رئيسه السابق.
وأضافت القناة أن نتنياهو استشعر غضب رئيس الموساد، ليصدر مكتبه، بعد وقت وجيز، بيانًا أكد خلاله، أن "هناك جهازًا رسميًّا واحدًا يدير ملف إطلاق سراح المخطوفين".
القناة توجهت إلى مصدر سياسي مطلع، دون كشف هويته، أبلغها أن يوسي كوهين "لم يُكلَّف بالعمل كمبعوث من قبل رئيس الوزراء (..) لقد توجَّه في بداية الحرب إلى نتنياهو حاملًا رسالة من مسؤولين في دول عربية، لكن رئيس الوزراء أخبره أن عليه التنسيق مع رئيس الموساد الحالي لعدم حدوث تضارب ومن ثم تعقَّدت الأمور".
وقال المصدر، إن الاتصالات مع قطر بشأن المخطوفين تُدار عبر رئيس الموساد الحالي بالتعاون مع رئيس الأمن العام "الشاباك"، وهما اللذان يضعان التقارير بشأن التطورات أمام مجلس الحرب.
وأصدر مكتب نتنياهو بيانًا تكميليًّا بعد ذلك، أراد من خلاله توضيح نقطة إضافية في هذا الصدد، هي: "حرصًا على الدقة، بادر يوسي كوهين بعقد لقاء مع زعيم عربي بمصادقة رئيس الوزراء. كما أجرى سلسلة اجتماعات لبحث ملفات سياسية بالتنسيق مع رئيس هيئة الأمن القومي (تساحي هانغبي)".
وفي السياق، ذكر موقع "واللا" الإخباري العبري، نقلًا عن مصدر سياسي، لم يحدد هويته، أن نتنياهو "لم يكلف كوهين كمبعوث لملف المخطوفين ولا كمسؤول عن أي ملف آخر".
وبحسب موقع "واللا" العبري، نقلًا عن مصدر سياسي، فإن كوهين بادر مِن تلقاء نفسه، بعقد مقابلات عديدة مع عائلات الأسرى الإسرائيليين، ودأب على إبلاغهم أنه مكلف من قبل رئيس الوزراء نتنياهو وأنه يحمل صلاحيات ويقوم بدور محدد.
وتولى كوهين، الذي يُلقَّب بـ "دوغمان/ عارض أزياء"، منصب رئيس الموساد في الفترة بين 2016 إلى 2021، كما شغل من قبل منصب رئيس هيئة الأمن القومي، وذلك خلال ولاية سابقة لنتنياهو أيضًا.
ويعدُّ كوهين، والذي أصبح في آب/ أغسطس 2021 مديرًا لفرع شركة أمريكية كبرى تعمل في مجال الطاقة، أحد الأشخاص الذين يثق بهم نتنياهو، كما إنه مقرب بشكل استثنائي من عائلة رئيس الوزراء الإسرائيلي وزوجته سارة.