غارتان إسرائيليتان على بلدتي ياطر ورشاف جنوبي لبنان
رأى تحليل نشرته صحيفة "واشنطن بوست" أنه مع صعود حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) في الولايات الشرقية، يزداد المتطرفون جرأة.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه عندما تصوت ولاية ساكسونيا وولاية تورينجيا المجاورة في الانتخابات الإقليمية يوم الأحد، قد يظهر حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف لأول مرة باعتباره الحزب الأقوى في برلمان ولاية ألمانية.
كما تتم مراقبة هذه الانتخابات، إلى جانب التصويت الذي سيجري في 22 سبتمبر/أيلول في ولاية براندنبورغ، بحثا عن أدلة قد تقدمها بشأن الانتخابات الفيدرالية المقرر إجراؤها في سبتمبر/أيلول 2025 ــ إذا تمكن الائتلاف الحاكم بقيادة المستشار أولاف شولتز من الصمود لفترة طويلة.
تهديد للسلامة الديمقراطية
وبحسب التحليل، من المتوقع أن يشكل فوز الحزب تحدياً كبيراً لجدار الحماية الألماني ضد الفكر اليميني المتطرف بعد الحرب العالمية الثانية، مما يعزز المخاوف من تزايد العنف السياسي وجرائم الكراهية في جميع أنحاء البلاد. فقد وصلت الجرائم ذات الدوافع السياسية والكراهية إلى أعلى مستوياتها منذ 22 عامًا، حيث سجلت الشرطة الألمانية أكثر من 60 ألف حادثة في العام الماضي.
وحذرت مؤسسة دير شبيجل الإخبارية من "رائحة فايمار" في إشارة إلى العنف النازي الذي ساد في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، ويظهر ذلك بوضوح في الأحداث الأخيرة بولاية باوتسن، حيث ازدادت المضايقات والاعتداءات الجسدية على السياسيين. وقال جوناس لويشاو، عضو مجلس مقاطعة باوتسن، إن صعود حزب البديل من أجل ألمانيا سيجبره على مغادرة البلاد.
الموقف "الترامبي"
يقول تحليل "واشنطن بوست" إن حزب البديل من أجل ألمانيا يتبنى موقفاً ترامبياً تجاه العنف السياسي، إذ ينأى بنفسه عن العنف ويدينه علنًا، بينما يدافع عن المعتدين أو يلقي باللوم على الضحايا. هذا، وقد تم تصنيف الفروع الإقليمية للحزب في ولايات مثل ساكسونيا وتورينغن على أنها مجموعات "متطرفة مؤكدة" بناءً على مواقفها المناهضة للمهاجرين وكراهية الإسلام.
وبحسب التحليل، تسمح تصنيفات الحزب كجماعة "مشتبه في تطرفها" للسلطات الألمانية بمراقبته استخباراتياً، مما أثار دعوات متزايدة لحظر الحزب. ومع ذلك، يرفض قادة حزب البديل من أجل ألمانيا وصف الحزب بالمتطرف، ويصرون على أن أعضاء الحزب لم يتبنوا العنف أو الأوهام العنيفة.
تطور "البديل من أجل ألمانيا"
تأسس الحزب في عام 2013 كحزب يشكك في الاتحاد الأوروبي ويروج لخفض الضرائب، لكنه تطور ليصبح محور السياسات المناهضة للهجرة والتعددية الثقافية، مما جعل الخطاب اليميني المتطرف أكثر قبولاً في المجتمع الألماني. اليوم، يحتل الحزب مكانة بارزة في البرلمان الوطني والمجالس الإقليمية والمحلية.
وتشير التوقعات إلى أن الحزب قد يمنع اتخاذ قرارات حاسمة في برلمانات الولايات، مثل تعيين القضاة وتعديل الدستور. هذه التوقعات تثير القلق بين الشركات الألمانية الكبرى التي أطلقت حملات إعلامية للترويج للتنوع والتسامح.
تفاقم الانقسامات
وفي دريسدن، افتتح كنيس يهودي جديد داخل محطة قطار استخدمها النازيون سابقًا، لكن القلق يتزايد بين الجالية اليهودية الصغيرة بشأن مزاعم حزب البديل من أجل ألمانيا بأنه مؤيد لليهود، خاصة في ظل ارتفاع حوادث الكراهية والاعتداءات على المهاجرين والمجموعات الدينية الأخرى.
وتسعى السلطات الألمانية إلى مكافحة التأثير المتزايد لحزب البديل من أجل ألمانيا ومراقبة الروابط بينه وبين الجماعات اليمينية المتطرفة، بينما يستمر الحزب في اكتساب الشعبية، مما يضعف المقاومة المجتمعية للسياسات اليمينية المتطرفة في البلاد.