الخارجية الصينية: يجب احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها
مع إعلان إسرائيل استعدادها لتوغل بري عسكري كبير في غزة، واستدعائها أكثر من 300 ألف جندي احتياطي، تساءل خبراء إلى أي مدى سيقوم أفراد الجيش الإسرائيلي بالتوغل في هذا القطاع؟ وإلى متى سيصمدون هناك؟.
ووفق تقرير نشرته مجلة "فورين أفيرز"، فإن هذه ليست المرة الأولى التي تشتبك فيها إسرائيل مع حركة حماس في غزة، منذ سيطرة الأخيرة على القطاع في عام 2007.
وقالت المجلة الأمريكية إن الاشتباكات السابقة كانت محدودة نسبيًا، إذ اقتصرت على الغارات الجوية المستهدفة للبنية التحتية والأفراد في غزة، مع هجمات برية متفرقة فقط.
وأكدت أن الأساس المنطقي وراء ضبط النفس هذا، هو أن عمليات الاجتياح البري الإسرائيلية في غزة تكون معقدة للغاية.
واستطردت: "لكن الوضع الحالي يطرح معادلة مختلفة بالنسبة لإسرائيل، حيث إن هجوم حماس الأخير قد صدم إسرائيل والمجتمع الدولي على حد سواء، والنتيجة هي رغبة إسرائيلية شديدة في رد أكثر حسمًا".
وأكدت المجلة في تقريرها رغبة إسرائيل في عدم إبقاء الوضع الراهن لحماس كما هو عليه، لأن من شأنه أن يترك حماس تسيطر بقوة على غزة، مع إمكانية إعادة البناء والتطور بشكل أقوى، وبالتالي فإن الهدف العسكري المباشر لإسرائيل هو إما تفكيك حماس بالكامل أو إصابتها بالشلل.
وأوضحت أنه لتحقيق ذلك، تنوي إسرائيل استهداف القيادة السياسية والعسكرية لحركة حماس، والبنية التحتية، ومخزونات الأسلحة، واحتلالًا مؤقتًا لغزة أو لأجزاء منها.
لكن احتلال غزة يأتي بتكلفة كبيرة بالنسبة لإسرائيل، حيث ستنخرط قواتها في قتال مرهق في الميدان ضد خصم جيد الإعداد، لذا، سيكون التقدم بطيئًا، كما سيؤدي استخدام القوة الساحقة إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين، وفق المجلة الأمريكية.
وتابعت بالقول: "علاوة على ذلك، فإن المعركة لا تنتهي بمجرد إعادة احتلال إسرائيل للقطاع، فمع عدم وجود كيان فلسطيني تثق به إسرائيل لحكم غزة بدلًا من حماس، فقد تجد نفسها تدير المنطقة لفترة طويلة، وبالتالي رفض الشعب الفلسطيني ولجوؤه إلى حرب العصابات، لذا، فقد يكون خيار إسرائيل الأفضل هو ضرب حماس بشكل حاسم، ولكن دون البقاء في غزة إلى الأبد".
ويتفاقم التحدي المتمثل في الاستيلاء على غزة بسبب البيئة الحضرية المكتظة، حيث تعتبر غزة واحدة من أعلى الكثافات السكانية على مستوى العالم، مع الأزقة الضيقة، والهياكل الخرسانية ذات الارتفاعات المتفاوتة، إضافة إلى ذلك، فإن خبرة حماس في حرب الأنفاق تزيد من صعوبة الوضع، حيث تستخدمها لتهريب المقاتلين والإمدادات والأسلحة، وتشكل تهديدًا كبيرًا للقوات الإسرائيلية، حسب ما أورده التقرير.
وقال تقرير "فورين أفيرز" إن إسرائيل تمكنت من تدمير بعض هذه الأنفاق في الماضي، لكن العملية الجديدة ستتطلب التعامل مع شبكات واسعة تحت الأرض داخل غزة نفسها.
وأضاف أن قيام حماس باحتجاز رهائن، بمن في ذلك مواطنون أمريكيون وتايلنديون، قد يجعل العمليات الإسرائيلية أكثر تعقيدًا، إذ إن خطر سقوط ضحايا من الرهائن يشكل مصدر قلق دائم.
ووفق المجلة، فإن الاستراتيجية التي تتبناها إسرائيل للاستيلاء على غزة متعددة الأوجه، وتتضمن جهود الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، إضافة إلى الغارات الجوية والعمليات الخاصة، لا سيما وأن الهجوم الأخير الذي شنته حماس على إسرائيل، والذي تم التخطيط له بشكل جيد، يبرهن على براعتها الاستراتيجية.
وختم التقرير بالتأكيد على أن الطريق إلى الأمام مليء بالتحديات، فيما يراقب المجتمع الدولي بفارغ الصبر هذه الأحداث الحاسمة، التي قد تكون نقطة تحوّل في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
المصدر: مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية