قالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن انتخابات الكونغرس النصفية التي تجري الأسبوع المقبل ستحسم الكثير من القضايا الرئيسة في الولايات المتحدة وقد يرفض نتيجتها الرئيس السابق دونالد ترامب وجماعته في حال هزيمة الحزب الجمهوري مثلما فعل بعد هزيمته في الانتخابات الرئاسية ضد الرئيس جو بايدن.
ورأت الصحيفة في تقرير السبت أن الانتخابات الثلاثاء تجري في وقت تكون فيه أمريكا منقسمة سياسيًّا بشكل مرير ومتساو.
وأشارت الصحيفة الى إنها حالة غير عادية وهذا هو السبب في أن قائمة الأسباب التي تجعل هذه الانتخابات مهمة بشكل استثنائي، مضيفة "جميع أجزاء النظام الأمريكي تلعب دورها ومستقبل الديمقراطية الأمريكية نفسها على المحك".
وقالت الصحيفة "السيطرة على الكونغرس عملية على حافة الهاوية، أكثر من أي وقت مضى خلال العقدين الماضيين ومجلس النواب منقسم بالتساوي لدرجة أن نقل خمسة مقاعد فقط يمكن أن يقلب ميزان القوى من الديمقراطيين إلى الجمهوريين.. مجلس الشيوخ منقسم حرفيًّا بحيث يمكن لفقدان مقعد واحد أن ينتزع السيطرة من الديمقراطيين؛ ما يعني أن ذلك سيحدد نتيجة مسار الفترة المتبقية من ولاية بايدن".
مستقبل ترامب
وأضافت "أخطر من ذلك هناك الكثير تقوله الانتخابات عن مستقبل ترامب.. كان الرئيس السابق لاعبًا نشطًا بشكل غير عادي في نقاش منتصف المدة، إذ أيد أكثر من 200 مرشح على كل مستوى من مستويات النظام السياسي... والشيء الوحيد المؤكد هو أن ترامب سيدّعي فوزًا ساحقًا لنفسه بغض النظر عن النتيجة الفعلية".
واعتبرت الصحيفة أنه بالنسبة للجمهوريين الآخرين فإن السؤال عن ما إذا كان ترامب ساعد الحزب أو أضر به سيحدد مدى نفوذ الرئيس السابق في المستقبل، مشيرة إلى أن تقييم الحزب لتأثير ترامب سيساعد بدوره في تحديد مستوى دعمه إذا اختار الترشح مرة أخرى للرئاسة عام 2024، وما إذا كان المتنافسون الجمهوريون الآخرون على الرئاسة يشعرون بالجرأة الكافية لتحدي ترامب.
وعلى المنوال ذاته، فإن حجم خسائر الديمقراطيين يمكن أن يساعدهم في تقرير ما إذا كانوا سيراهنون على بايدن للاحتفاظ بالبيت الأبيض في غضون عامين.
وقالت الصحيفة "إنه بالفعل أكبر رئيس في التاريخ فهو سيبلغ 80 عامًا في غضون أسبوعين وسيكون عمره 86 عامًا في نهاية الولاية الثانية إذا فاز بها... قد تؤثر النتيجة أيضًا على تفكيره بشأن الترشح مرة أخرى".
ولفتت الصحيفة إلى أنه قبل شهرين فقط ، بدا أن بايدن يقود الديمقراطيين إلى نتائج جيدة في الانتخابات النصفية خاصة أنه حقق بعضًا من أكبر أهداف حزبه من خلال دفع تشريع كبير يخصص مليارات الدولارات لخفض تكاليف الأدوية ومكافحة تغير المناخ، وقرر بمفرده إعفاء مليارات الدولارات من ديون قروض الطلاب.
المخاوف الاقتصادية
وتابعت "لكن منذ ذلك الحين، طغت المخاوف الاقتصادية على تلك القضايا فيما دفعت معدلات شعبية بايدن الفاترة الديمقراطيين إلى إبعاده عن أهم الولايات المتأرجحة وعن ما إذا كان هو أفضل مرشح لحمل راية الحزب الديمقراطي في عام 2024....وكأن كل هذا لم يكن كافيًا اذ يتصارع الأمريكيون أيضًا مع سؤال غير مسبوق في العصر الحديث وهو هل سيقبل المرشحون نتيجة الانتخابات، وهل سيصدق المواطنون النتائج عندما يتم الإعلان عنها."
وأوضحت الصحيفة أن عددًا كبيرًا من الجمهوريين دعموا ترامب في ادعاءاته بأن انتخابات 2020 سرقت منه معتبرة أنهم قد يرفضون نتيجة الانتخابات الأسبوع المقبل.
وقالت "أسئلة مهمة أخرى تتصل بالسياسة معلقة في الميزان وهي أنه إذا تولى الجمهوريون مسؤولية الكونغرس، فسيقررون بالتاكيد حل اللجنة التي تحقق في أعمال العنف التي ارتكبها أنصار ترامب في مبنى الكابيتول في الـ6 من يناير من العام الماضي، ولا شك في أنهم سيبدأون في النظر في الأنشطة التجارية الخارجية لهانتر نجل بايدن" .
المساعدات لأوكرانيا
وذكرت أنه سيكون هناك أيضا ضغط لخفض الإنفاق المحلي وزيادة الإنفاق الدفاعي، وربما يكون هناك جهد من قبل الانعزاليين الأمريكيين أوّلَّا لقطع المساعدات الأمريكية لأوكرانيا.
ورأت الصحيفة أن فقدان سيطرة الكونغرس من قبل الديمقراطيين لن يمثل بالضرورة كارثة لبايدن إذ إنه سيتعين على الجمهوريين تقاسم المسؤولية عما يتم وما لا يتم إنجازه في واشنطن، بدلًا من مجرد إعاقة الديمقراطيين، وقد يتحرر بايدن للبحث عن أرضية مشتركة معهم بشأن بعض القضايا.
واعتبرت أنه إذا كان لا بد من تقاسم السلطة مع الجمهوريين، فمن الصعب التنبؤ بجدول الأعمال، ولكن من المحتمل أن تشمل جهودًا لإيجاد مسار من الحزبين للمضي قدمًا في أوكرانيا، وضوابط الهجرة وخفض الديون الفدرالية.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول "النتيجة بعيدة كل البعد عن الوضوح.. لكن ما هو واضح أن الأيام القليلة المقبلة ستشكل مستقبل الرئيس الحالي والرئيس السابق وستؤثر العواقب على الأمريكيين لسنوات مقبلة".