ذكرت تقارير غربية أن الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ودول غربية أخرى، تسعى إلى إعادة العلاقات مع جمهورية إفريقيا الوسطى؛ بهدف إضعاف الحضور الروسي في القارة السمراء، خاصة إنهاك مجموعة فاغنر شبه العسكرية التي تنشط بكثافة في منطقة الساحل الإفريقي ومناطق أخرى.
وأفادت التقارير التي من بينها تقرير لمجلة "جون أفريك" الفرنسية، أن "مرتزقة فاغنر الملثمين أصبحوا أقل ظهورًا في عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى، بانغي، في الحانات والشوارع والمحلات التجارية".
الموقع الجيوستراتيجي
وأدى رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى فوستين آرشانج تواديرا زيارتين إلى فرنسا، الأولى في سبتمبر / أيلول 2023، والثانية في أبريل / نيسان 2024 الماضي، وهما زيارتان انتهتا بإعلان باريس إلغاء تجميد مساعداتها المالية إلى بانغي.
وتتحرك سفارة فرنسا في بانغي من أجل تصحيح العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية إفريقيا الوسطى.
وعلق المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية محمد الحاج عثمان على الأمر بالقول إن: "إفريقيا الوسطى قد تشكل مفتاحًا بالنسبة للغرب، خاصة حسب موقعها الجيوستراتيجي، لذلك قد تُسْتَغَل من أجل تضييق الخناق على مرتزقة فاغنر، وروسيا وحلفائها العسكريين في الساحل الإفريقي".
وتابع الحاج عثمان في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" أن: "اللافت وجود تحركات فرنسية في جمهورية إفريقيا الوسطى، وهي تحركات ناعمة من خلال بناء مساكن في مناطق نائية وغير ذلك، في اعتقادي توجد إشارات واضحة من القوى الغربية لاستعادة نفوذها في بانغي، وإنهاء القطيعة المستمرة منذ سنوات".
وشدد على أن: "المساعي الغربية جاءت في ظل حديث عن إمكانية تشييد قاعدة روسية في جمهورية إفريقيا الوسطى، هذا معطى مهم أيضًا، والقوى الغربية تدرك أن أي قاعدة روسية جديدة في إفريقيا الوسطى ستعني زيادة المخاطر على المصالح الأوروبية والأمريكية".
مخاطر التصعيد
ومنذ سنوات شهدت دول إفريقية مثل النيجر ومالي وبوركينافاسو انقلابات عسكرية، أدت إلى الاستعانة بروسيا لمواجهة حركات التمرد والجهاديين بدل فرنسا التي كانت شريكة تاريخية لهذه الدول.
وقال الخبير العسكري عمرو ديالو إن: "الغرب بدأ بتغيير إستراتيجياته من أجل مواجهة التمدد الروسي، وتصحيح العلاقات مع إفريقيا الوسطى خطوة أولى في اعتقادي من أجل تحقيق هذا الهدف".
وأضاف ديالو في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" أن: "الاتحاد الأوروبي استأنف أيضًا مساعداته لجمهورية إفريقيا الوسطى، ولكن هل ستُرْسَل قوات عسكرية إلى هذا البلد حاليًّا؟، أعتقد من الصعب التكهن بذلك في هذه المرحلة، خاصة في ظل التطورات في منطقة الشرق الأوسط وحتى شمال إفريقيا".
وذكر: "وجود انشغال غربي بالوضع في غزة، وأيضًا في ليبيا في ظل مخاطر التصعيد هناك، ولكن في اعتقادي يوجد دولتان يراهن عليهما الغرب جديًّا في الوقت الحاضر من أجل إضعاف فاغنر وهما: تشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى".