الجيش الإسرائيلي: أربع قذائف أطلقت من غزة بعد بدء مراسم إحياء ذكرى هجوم 7 أكتوبر
رأى محللون فرنسيون، أن رئيس الوزراء الجديد ميشال بارنييه يواجه تحديات كبرى في تشكيل الحكومة وسط مظاهرات واسعة في فرنسا، بدعوى من اليسار وغياب دعم اليمين.
ويواصل بارنييه مشاوراته لتشكيل حكومته، بينما تواجه البلاد تحديات غير مسبوقة مع تزايد الاحتجاجات الشعبية ضد سياساته المقترحة، إذ جرى تنظيم أكثر من 150 مظاهرة في مدن مختلفة، ما يثير القلق بشأن احتمال الوصول إلى حالة انسداد سياسي.
وقال الباحث السياسي الفرنسي في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية (IRIS) جون-لوك مانسون، إن بارنييه واجه منذُ تعيينه معارضة شديدة من قبل قطاعات واسعة من المجتمع الفرنسي.
وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن أسباب الاحتجاجات تتنوع بين القضايا الاقتصادية والاجتماعية، مثل فرض مزيد من الضرائب، والتعديلات على أنظمة الضمان الاجتماعي، إضافة إلى التوترات المتعلقة بالسياسات البيئية.
وبيّن مانسون أن منظمي المظاهرات يشيرون إلى أن الخطط المقترحة قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يتناقض مع تعهدات بارنييه بتحسين حياة الفرنسيين.
بدورها قالت كلير ديلماز أستاذة العلوم السياسية في جامعة "باريس 1 بانتيون-سوربون"، إنه في ظل الظروف الراهنة، يجد بارنييه نفسه في مواجهة تحديات كبيرة في تشكيل حكومة قادرة على تحقيق الاستقرار.
وأوضحت لـ"إرم نيوز"، أن مشاوراته تتضمن محاولات للحصول على دعم واسع من الأحزاب السياسية المختلفة، لكن التباين في الآراء والسياسات قد يعيق تحقيق توافق.
واعتبرت ديلماز أن بارنييه يحاول الموازنة بين مطالب الأحزاب السياسية الرئيسة، بما في ذلك "حزب الجمهوريين" (يمين وسط) الذي ينتمي إليه، وأحزاب المعارضة، التي ترفض بعض توجهات برنامجه.
وأشارت إلى أن هناك عدة عوامل قد تُسهم في الوصول إلى حالة انسداد سياسي؛ أولها، تزايد حجم المظاهرات، الذي قد يضع ضغطاً كبيراً على الحكومة الجديدة، ويزيد من حالة عدم الاستقرار.
وبيّنت ديلماز أن العامل الثاني هو العملية الشاقة لتشكيل حكومة توافقية في ظل انقسام واضح بين الأحزاب، وهو ما قد يُعرقل جهود بارنييه في تنفيذ برنامجه بفعالية.
ولفتت إلى أن قدرة بارنييه على التعامل مع الأزمة تعتمد بشكل كبير على مدى مرونته واستجابته لمطالب المتظاهرين وأطراف المعارضة، موضحة أنه إذا فشل في تحقيق توافق حقيقي، فقد تؤدي الأوضاع الحالية إلى أزمة سياسية تؤثر في استقرار البلاد.
وفي أول جولة رسمية له منذ تعيينه في منصب رئاسة الوزراء، اختار بارنييه الذهاب إلى مستشفى نيكر في الدائرة 15 في العاصمة باريس، وفقًا لصحيفة "لوباريزيان" الفرنسية.
ووضع بارنييه، بين أولوياته "السيطرة على تدفقات الهجرة بإجراءات ملموسة" وإعادة تقييم العمل وعدم زيادة ديون فرنسا، وذلك في أول مقابلة تلفزيونية له على محطة "تي.إف.1" الفرنسية.
ويزعم بارنييه أنه يريد تجسيد تغيير في أسلوب الحكم، كما أن حكومته لن تتكون فقط من وزراء يمينيين.
وأعلن المفوض الأوروبي السابق رغبته في تحريك خطوط إصلاح نظام التقاعد "للفئات الأكثر ضعفا"، لكن من دون التشكيك بشكل كامل في القانون.
وبدأت المظاهرات الأولى ضد تعيين بارنييه في ماتينيون في عدة مدن في فرنسا، مثل باريس ولومان ونيس ونانت، وأمام مقاطعة لوار أتلانتيك.
وفي باريس، خرج الآلاف من المتظاهرين اليوم احتجاجاً على تعيين بارنييه، حيثُ تجمع المحتجون في ساحة الجمهورية في ساعات الصباح، حاملين لافتات تندد بالتعاون مع اليمين المتطرف، وتطالب بمزيد من الشفافية في الحكومة.