صحف عالمية: غموض بشأن "تبادل للأسرى" بين أمريكا وإيران.. وقرار صيني "حاسم" لتطوير الجيش

صحف عالمية: غموض بشأن "تبادل للأسرى" بين أمريكا وإيران.. وقرار صيني "حاسم" لتطوير الجيش

تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح الإثنين، "أنباء متضاربة" حول إعلان مزعوم لتبادل الأسرى بين إيران والولايات المتحدة، في صفقة أعلنتها طهران، ونفتها واشنطن بشدة، بينما أكدها دبلوماسيون كبار؛ ما يضيف حالة من الغموض حول صحة الاتفاق.

وفي الصين، أوردت الصحف تقارير من هناك تتحدث عن خطوات "حاسمة" من أجل نقل الجيش إلى "الطراز العالمي"، وذلك بعدما عينت بكين خبيرًا في علوم الفضاء والطيران، وزيرًا جديدًا للدفاع، في خطوة تكشف عن فصل جديد من المنافسة بين بكين وواشنطن.

وبالنسبة لآخر التطورات الميدانية للحرب الأوكرانية، كشفت الصحف عن هجمات روسية مكثفة على مدينة باخموت بشرق البلاد، ومنطقة خاركيف القريبة من خطوط القتال في الشمال الشرقي، وسط دعوات أوكرانية متجددة لحلفائها الغربيين بشأن الحصول على إمدادات عسكرية ملحة مع احتدام المعارك.

غموض حول اتفاق أمريكي-إيراني لـ"تبادل الأسرى"

سلطت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، الضوء على "تلاسن" شب بين الولايات المتحدة وإيران أمس حول اتفاق مزعوم لتبادل الأسرى، حيث أعلنت الأخيرة عن صفقة وشيكة، بينما نفت واشنطن هذه المزاعم.

جاء ذلك بعدما صرح وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أمس بأن بلاده في المراحل الأخيرة من التفاوض بشأن تبادل الأسرى مع الولايات المتحدة، مدعيًا إحراز تقدم في صفقة حساسة للغاية وهامة اعترضت عليها واشنطن على الفور واتهمت طهران باقتراف "كذبة قاسية" في هذا الشأن.

وقالت الصحيفة البريطانية، إن الغموض يشوب هذه المزاعم التي تأتي في وقت تتزايد فيه التوترات بين البلدين بشأن القضايا النووية والعلاقات مع روسيا. وأعلنت إيران، التي تحتجز ما لا يقل عن ثلاثة إيرانيين أمريكيين مزدوجي الجنسية في سجونها، مرارًا أنها مستعدة لمبادلة الأسرى طالما كانت الصفقة ستطلق سراح الأموال الإيرانية المحتجزة في كوريا الجنوبية.

وأوضحت الصحيفة أنه تم تجميد أكثر من 7 مليارات دولار من عائدات النفط الإيراني في بنكين كوريين جنوبيين بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة بعد انسحاب الرئيس السابق، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي لعام 2015 الذي وقعته طهران مع القوى العالمية.

طهران أبدت زخمًا جديدًا حول إمكانية تبادل الأسرى مع الولايات المتحدة. لكن مصدرًا دبلوماسيًّا كشف أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي "لكن تم إحراز تقدم"، وأن المناقشات لا تزال جارية "حول كيفية الإفراج عن الأموال".
فاينانشيال تايمز

في غضون ذلك، أبلغ دبلوماسي غربي كبير "فاينانشيال تايمز"، أن طهران أبدت زخماً جديداً حول إمكانية تبادل الأسرى مع الولايات المتحدة. وصرح دبلوماسي آخر للصحيفة بأنه لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي "لكن تم إحراز تقدم"، مؤكداً أن المناقشات لا تزال جارية "حول كيفية الإفراج عن الأموال".

ورأت الصحيفة البريطانية أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد يواجه رد فعل عنيفًا محليًّا، ومن إسرائيل أيضاً، "إذا اعتُبر أن إدارته تسمح بتحويل مليارات الدولارات إلى النظام الإيراني."

نجاح تبادل الأسرى قد يساعد في إرساء الأسس لاستئناف محادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني.
محللون

وكانت مفاوضات بشأن تبادل للسجناء بين الولايات المتحدة وإيران أجريت بوساطة قطرية في سبتمبر الماضي أثناء اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وأسفرت عن إفراج طهران "لفترة وجيزة" عن سياماك نمازي، رجل الأعمال الإيراني الأمريكي، ثم عاودت اعتقاله بعد تزايد التوترات مع واشنطن، بحسب ما أوردته "فاينانشيال تايمز".

ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم، إن خيبة الأمل سادت في النظام الإيراني، الذي يتعرض لضغوط اجتماعية واقتصادية متزايدة، من أن إطلاق سراح نمازي لم يؤد إلى الإفراج عن الأموال المجمدة. وأضاف المحللون أن نجاح تبادل الأسرى قد يساعد في إرساء الأسس لاستئناف محادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني.

وتجدر الإشارة إلى أن طهران تحتجز شخصين يحملان الجنسيتين الأمريكية والإيرانية برفقة نمازي؛ هما عماد شرقي ومراد طهباز، بتهم تجسس، وهي حيلة – بحسب الصحيفة البريطانية - يستخدمها النظام الإيراني لكسب النفوذ في المفاوضات مع الغرب.

 قرار صيني "حاسم" بتطوير الجيش

ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أن الصين اتخذت أمس أولى الخطوات "الحاسمة" لجعل جيشها "على مستوى عالمي فائق التطور"، وذلك بعدما عينت لي شانغ فو، أمس، وزيراً جديداً للدفاع بدلاً من الوزير المنتهية ولايته، وي فنغي.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن محللين عسكريين قولهم إن تعيين شانغ فو – الذي يخضع لعقوبات أمريكية منذ العام 2018 - سيلعب دورًا رئيسًا في تحقيق أحد أهداف الزعيم الصيني، شي جين بينغ، بنقل الجيش إلى "الطراز العالمي" في ضوء التوترات المتزايدة واحتمال المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة؛ ما يكشف عن فصل جديد من العداء بين البلدين.

الصين عمدت إلى تعيين جنرال خاضع لعقوبات أمريكية وزيرًا جديدًا للدفاع بعد سلسلة من العداء المتزايد بين القوتين العظميين جعلت الزعيم الصيني يهاجم الولايات المتحدة "علناً"، وقرار بكين سيؤدي إلى مزيد من الصعوبات للعلاقات المتوترة بين البلدين.
الإندبندنت

وقالت إن الصين عمدت إلى تعيين جنرال خاضع لعقوبات أمريكية وزيرًا جديدًا للدفاع بعد سلسلة من العداء المتزايد بين القوتين العظميين جعلت الزعيم الصيني يهاجم الولايات المتحدة "علناً"، مشيرة إلى أن قرار بكين أمس سيؤدي إلى مزيد من الصعوبات للعلاقات المتوترة بالفعل بين البلدين.

وأوضحت "الإندبندنت"، أنه تم فرض عقوبات على شانغ فو (65 عامًا) من قبل وزارة الخارجية الأمريكية في 2018 لشرائه أسلحة روسية، بما في ذلك 10 طائرات مقاتلة من طراز "سو – 35" ومعدات تتعلق بنظام صواريخ أرض-جو من طراز "إس – 400".

ونظراً لعمله كمهندس فضاء لسنوات وخبرته في مجال الطيران، أوضحت "الإندبندنت" أن شانغ فو أسهم في تطوير برنامج الأقمار الصناعية الصيني، مشيرة إلى أن تعيينه جاء للمساعدة في جهود تطوير جيش التحرير الشعبي وتسريع تطوير قدرات الصين في مجال الفضاء والحرب الإلكترونية.

نظراً لعمله كمهندس فضاء لسنوات وخبرته في مجال الطيران، فإن تعيين "شانغ فو" جاء للمساعدة في جهود تطوير جيش التحرير الشعبي وتسريع تطوير قدرات الصين في مجال الفضاء والحرب الإلكترونية.

وقال المحللون إن الخلفية التشغيلية والتكنولوجية لوزير الدفاع الصيني الجديد "وثيقة الصلة بشكل خاص بالنظر إلى أن جيش التحرير الشعبي يهدف إلى أن يصبح جيشًا على مستوى عالمي بحلول العام 2049".

وأشارت الصحيفة إلى أن تعيين شانغ فو يأتي بعد اتهامات علنية من قبل الزعيم الصيني للولايات المتحدة، وعقب تحذيرات صارخة وجهها وزير الخارجية، تشين جانغ، الأسبوع الماضي عندما صرح بأنه "سيكون هناك صراع بالتأكيد مع واشنطن ما لم تغير مسارها".

وقال محللون عسكريون لـ"الإندبندنت"، إن العقوبات المفروضة على وزير الدفاع الجديد ستضيف تعقيداً محتملاً في العلاقات الصينية الأمريكية يمكن أن يوفر للقيادة العسكرية في بكين نفوذاً أكبر على نظيرتها في واشنطن. وأضافوا أن أفعال شانغ فو ستراقَب عن كثب من قبل الولايات المتحدة وحلفائها بسبب تاريخه السابق مع واشنطن.

هجمات روسية مكثفة.. ومناشدة أوكرانية للغرب

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن القوات الروسية شنت أمس، الأحد، بضع هجمات على مدينة باخموت بشرق البلاد، في محاولة لكسب أرضية جديدة، بينما واصلت القوات الأوكرانية القتال لمنع عزلها بعد شهور من معركة طاحنة حول المدينة المحاصرة.

ونقلت الصحيفة عن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، قولها إن القوات الروسية هاجمت 15 قرية على جبهة باخموت خلال اليومين الماضيين، مشيرة إلى أن "الروس لم يتوقفوا عن اقتحام المدينة".

وقالت الصحيفة إن مقاتلي مجموعة "فاغنر" المرتزقة، الذين قادوا الهجوم الروسي على المدينة، لم يتمكنوا من عبور النهر الذي يمتد من الشمال إلى الجنوب عبر باخموت.

وأشارت إلى أن القوات الأوكرانية كانت انسحبت من الجانب الشرقي من النهر الذي يقطع باخموت الأسبوع الماضي، وتمركزت، بدلاً من ذلك، في مواقع يسهل الدفاع عنها في الجزء الغربي من المدينة. وأوضحت أن التقدم الروسي حول الجناحين الشمالي والجنوبي للمدينة يضغط على خطوط الإمداد المتبقية لأوكرانيا إلى المدينة من الغرب.

يزيل الاستيلاء على باخموت، بالنسبة لروسيا، عقبة أمام هدفها المتمثل في الاستيلاء على منطقة دونيتسك الشرقية بأكملها ومنطقة دونباس الأوسع التي هي جزء منها.
نيويورك تايمز

ويزيل الاستيلاء على باخموت، بالنسبة لروسيا، عقبة أمام هدفها المتمثل في الاستيلاء على منطقة دونيتسك الشرقية بأكملها ومنطقة دونباس الأوسع التي هي جزء منها. ونقلت الصحيفة عن مراسلين روس قولهم إن القوات الروسية استولت أمس على بلدة كراسنوهوريفكا في منطقة دونيتسك، على بعد نحو 113 كيلومتراً جنوب غرب باخموت.

في غضون ذلك، ذكرت الصحيفة الأمريكية أن القوات الروسية قصفت أمس مواقع أوكرانية على طول خط الجبهة شمال باخموت، الذي يمر عبر منطقتي لوغانسك وخاركيف. ونقلت عن مسؤولين أوكرانيين أن القوات الروسية تحافظ على وجود عسكري كبير في المناطق المتاخمة لباخموت لمنع إعادة انتشار الوحدات الأوكرانية إلى مناطق أخرى من خط المواجهة.

وقال رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في خاركيف، أوليه سينهوبوف، إنه بعد أشهر من طرد الجنود الروس، تقوم السلطات الآن بإجلاء المدنيين من منطقة كوبيانسك، فيما كثفت القوات الروسية هجماتها هناك. وأضاف سينهوبوف أن "قوات العدو تحاول بلا هوادة مهاجمة مواقع قواتنا. ولهذا السبب، أعلنا عن الإخلاء الإجباري."

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن القوات الأوكرانية كانت هزمت نظيرتها الروسية من معظم مناطق خاركيف عندما شنت هجومًا مضادًا سريعًا في سبتمبر أنهى شهورًا من "الاحتلال" وساعد في تحويل زخم الصراع لصالح كييف.

نقص الذخيرة هو المشكلة الأولى التي نواجهها، وعلى برلين تسريع عمليات تسليم الأسلحة الموعودة، بالإضافة إلى البدء في تدريب الطيارين الأوكرانيين على استخدام الطائرات المقاتلة الغربية.
دميترو كوليبا، وزير الخارجية الأوكراني

وقالت الصحيفة إنه منذ ذلك الحين، جعلت موسكو من المستحيل على كييف استعادة الحياة اليومية في المناطق التي استعادتها، حيت واصلت القوات الروسية قصف أجزاء من المنطقة القريبة من الخطوط الأمامية، بما في ذلك كوبيانسك، بالمدفعية الثقيلة والصواريخ.

يأتي ذلك في وقت كثفت فيه أوكرانيا من ضغطها على الغرب للحصول على مزيد من الذخيرة والدفاعات الجوية مع احتدام معركة باخموت. وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن كييف جددت دعواتها أمس، الأحد، إلى مزيد من الذخيرة ودفاعات جوية أقوى بعد الهجوم الذي استخدمت روسيا فيه صواريخ فرط صوتية الأسبوع الماضي.

وفي مقابلة مع صحيفة ألمانية، ونقلتها "واشنطن البوست"، قال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، إن نقص الذخيرة هو المشكلة "الأولى" التي تواجهها بلاده، داعيًا برلين لتسريع عمليات تسليم الأسلحة الموعودة، بالإضافة إلى البدء في تدريب الطيارين الأوكرانيين على استخدام الطائرات المقاتلة الغربية.

وأضاف كوليبا أنه لا يتوقع أن يرسل الحلفاء الغربيون طائرات مقاتلة في أي وقت قريب، لكنه أخبر صحيفة "بيلد آم سونتاغ" الألمانية أنه ينبغي تدريب الطيارين الأوكرانيين لتجهيزهم.

كما طلب قائد الجيش الأوكراني، الجنرال فاليري زالوجني، من رئيس هيئة الأركان الأمريكي، مارك ميلي، تحسين الدفاعات الجوية، بما في ذلك الذخيرة والعتاد.

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com