الجبهة الداخلية الإسرائيلية: إطلاق صفارات الإنذار في عكا وبلدات بالجليل الأعلى

logo
العالم

استطلاعات الرأي تنتصر لهاريس.. ما هي خيارات ترامب لرأب الفجوة؟

استطلاعات الرأي تنتصر لهاريس.. ما هي خيارات ترامب لرأب الفجوة؟
دونالد ترامبالمصدر: رويترز
04 سبتمبر 2024، 1:51 م

إزاء الكشف عن تقدم المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأمريكية كامالا هاريس في استطلاعات الرأي الأخيرة، تبحث حملة الرئيس السابق دونالد ترامب عن خيارات لتضييق الفجوة معها.. هناك من يرى أن الاقتصاد سيحسم النتيجة، فيما يعتقد ترامب أن الهجوم هو أفضل وسيلة للدفاع، عبر استهداف هاريس شخصيا لا سياسيا.

دفعة قوية

خلال تجمع حاشد في ولاية بنسلفانيا، السبت 13 يوليو/تموز، تعرض الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الحالي دونالد ترامب، لحادثة إطلاق نار وصفها بأنها "محاولة اغتيال". أُصيب ترامب برصاصة في أعلى أذنه اليمنى، لكنه خرج من المستشفى، وعاد إلى منزله في نيوجيرسي ليجد أن تلك الواقعة رفعت من شعبيته بشكل غير مسبوق. 

 أعطت محاولة الاغتيال دفعة قوية لترامب، وولّدت تعاطفا متزايدا معه لدى قاعدته الانتخابية وبين أمريكيين لم يكونوا ضمن قاعدته الجمهورية.

كان التناقض بين رفع ترامب قبضته بتحدٍّ والضعف الملحوظ لخصمه الرئيس بايدن عامل جذب كبير لشرائح واسعة من الأمريكيين الذين قارنوا بين رئيس قوي وآخر ضعيف، فاستمال ترامب الرأي العام لصالحه. كما يمكن اعتبار رد فعل ترامب على الهجوم وقدرته على مواصلة الحملة الانتخابية، رغم التهديد، بمنزلة علامة على القوة من قِبَل أنصاره.

ساد اعتقاد بعد حادثة الاغتيال وما تلاها بأن ترامب ذاهب إلى تحقيق فوز ساحق بولاية جديدة في الخامس من نوفمبر القادم، لكن ما حدث لاحقا كشف أن المفاجآت لا تلبث أن تظهر طوال فترة المنافسات، حيث حلّت كامالا هاريس مكان بايدن، وفازت بترشيح الديمقراطيين الذين سارعوا إلى "عزل" الرئيس الضعيف.

في منتصف الطريق

واليوم، في منتصف الطريق بين محاولة الاغتيال ويوم الانتخابات تتكشف مفاجأة جديدة، إذ بيّنت أحدث استطلاعات الرأي أن المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس تتقدم على منافسها الجمهوري دونالد ترامب، خصوصاً في ولايات "حزام الشمس"، وأهمها بنسلفانيا، وميشيغان، وويسكونسن.
 
وتتقدم هاريس على ترامب بنحو 4 نقاط في المتوسط الوطني، وحققت تقدماً في المتوسط في ثلاث ولايات "زرقاء"، لبضعة أسابيع، وهي الآن أعلى بنحو نقطة واحدة في بنسلفانيا، ونقطتين في ميشيغان، وأربع نقاط في ويسكونسن.

وحققت هاريس أيضاً أول تقدم لها في المتوسط في نيفادا، وجورجيا، في الأيام الأخيرة، على الرغم من أن الفارق في كل منهما أقل من نقطة واحدة. كما تحظى بأسبقية نسبية في ولايات أريزونا، وجورجيا، ونيفادا، وكارولينا الجنوبية، فيما يحاول ترامب مقاومة تراجع حضوره المتزايد، بحسب أغلب الاستطلاعات الأخيرة.

الحل الأخير

شكلت الاستطلاعات الأخيرة ضربة لطموحات ترامب بمسيرة سهلة نحو البيت الأبيض، لتنقلب الأوضاع وتهدد تفوق المرشح الجمهوري، فيما يجادل مستشاروه في الطريقة الأمثل التي قد تعيده إلى سكة الانتصار والتقدم في استطلاعات الرأي، وتاليا الفوز بكرسي الرئاسة.

ويدرك القائمون على حملة ترامب عدم احتمالية تحسين مكانته، خلال الأسابيع القليلة المتبقية قبل موعد الانتخابات في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني؛ في الوقت الذي ثارت مناقشات داخلية توصلت إلى أنه لم يعد يوجد سوى خيار واحد فقط وهو "الإضرار بالمنافسة كامالا هاريس".
 
ويأتي ذلك بينما يستعد كلا المرشحين للمناظرة المقررة في 10 سبتمبر/أيلول. وبعد الكثير من التهديد من ترامب، سيكون الموعد والمنسق والقواعد هي نفس المناظرة الأخيرة التي أجراها مع بايدن، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست".

ويقول جوش هولمز، المستشار البارز في الحزب الجمهوري "ما يهم هو قدرتهم على تصدير قضية ما إلى الحد الذي تشعر فيه هاريس بأنها بحاجة إلى الإجابة عن الأسئلة، وأنها في حالة دفاع"، وأضاف: "أعتقد أن المنافسة مع نمر من ورق خطر، ولا أعتقد أنهم سيتمكنون من إبقاء القطار على القضبان لمدة 60 يوماً".

وبالفعل بدأ الجمهوريون في استهداف هاريس بإعلانات هجومية، وكان الجزء الأكبر من الإنفاق التلفزيوني للحملات ولجان العمل السياسي في الفترة ما بين 23 و29 أغسطس/ آب، عبارة عن هجمات على هاريس، وفقاً لبيانات من شركة تتبع وسائل الإعلام Ad Impact.

وقال أحد مستشاري ترامب: "لدينا مرشح محدد، الجميع يعرف كل شيء عنه (ترامب).. لكن هناك الكثير من المعلومات الجديدة عن كامالا هاريس التي لا يعرفها الناس". وكما قال مستشار آخر الشهر الماضي: "إذا كنت تعتقد أن هذا السباق سيتم تحديده على أساس مدى إعجاب الناس، فأنت ترتكب خطأً فادحاً؛ لأنه لن يحظى أي منهما بالقبول في نهاية هذا السباق". ومثل الآخرين، تحدث المستشارون لمناقشة هذه الاستراتيجية بشكل أكثر صراحة.

ويرى الديمقراطيون أن وجهات النظر الأكثر تشدداً تجاه ترامب هي فرصة لهاريس لتعريف نفسها على النقيض من ذلك. وبينما تؤكد حملة ترامب على قضايا الهجرة والجريمة والتضخم، قالت مديرة حملة هاريس، جين أومالي ديلون، إن هاريس لديها مجال لتوسيع دعمها في قضايا الديمقراطية والإجهاض والرعاية الصحية والعنف المسلح. وكتب أومالي ديلون في مذكرة داخلية: "لا تخطئوا: نحن نتجه إلى المرحلة النهائية من هذا السباق باعتبارنا المستضعفين بوضوح.. سيظل هذا السباق متقارباً بشكل لا يصدق، وسيحتاج الناخبون الذين سيقررون هذه الانتخابات إلى قدر غير عادي من العمل للفوز".


وتجنبت هاريس إلى حد كبير التعامل مع ترامب بشأن معظم هجماته الشخصية، بما في ذلك تشكيكه حول هويتها العرقية باعتبارها ابنة لأب أسود وأم أمريكية هندية. وفي أول مقابلة لها كمرشحة ديمقراطية مع شبكة "سي إن إن"، تناولت هاريس السؤال بقولها: "نفس قواعد اللعبة القديمة المتعبة. السؤال التالي من فضلك".

 توتر حملة ترامب 

يتمحور التوتر داخل حملة ترامب حول كيفية رفع المواجهة ضد هاريس. ويريده العديد من الحلفاء والمستشارين أن يركز على المواقف السياسية، خشية أن تؤدي الإهانات الشخصية إلى نتائج عكسية. لكن ترامب يريد أن يفعل الأشياء بطريقته. وقد قام مؤخراً باستطلاع آراء حشد من الناس حول ما إذا كان ينبغي التركيز على الهجمات الشخصية أو السياسية، وعندما فضل الحشد الخيار الأول، قال مازحاً إن مستشاريه المحترفين لا قيمة لهم وقد تم طردهم.

وغالباً ما يعتمد ترامب على غرائزه الخاصة، خاصة في الأوقات التي يشعر فيها بأن الأمور لا تسير كما يريد. ويخشى العديد من الجمهوريين من العداوات والخلافات التي يثيرها.

وقال سكوت ريد، الخبير الاستراتيجي الجمهوري المخضرم: "إن بضعة أيام سيئة تقضي على الكثير من المكاسب.. لكن ترامب ما يزال بحاجة إلى أن يكون مثيراً للاهتمام، ويذهب إلى مدينة متحمسة من حين لآخر؛ لأن هذا ما يبقي أنصاره شغوفين. فلا يمكنه أن يهدأ ويبدأ بقراءة الخطب المملة".

ويقول مطلعون إن العديد من أعضاء فريق ترامب سئموا الجدال معه، ويميلون إلى السماح له بقيادة حملته على طريقته.

وأوضحت مديرة حملته: "ينصب تركيزنا كل يوم على ضمان أن يعرف الشعب الأمريكي سجل كامالا الليبرالي الخطر، وأن يراها على حقيقتها؛ ليبرالية زائفة وراديكالية من سان فرانسيسكو من شأنها أن تزيد من تحويل أمتنا التي كانت عظيمة ذات يوم إلى ملاذ للمهاجرين غير الشرعيين".

الاقتصاد.. عامل حاسم

كما هو الحال في كل انتخابات أمريكية، يلعب الاقتصاد الدور الحاسم في وصول الرئيس، وهنا يمتلك ترامب هامشا كبيرا للمناورة فيه. ويُعد التضخم القضية الأولى المؤثرة في قرار الناخبين، حيث أدت معدلات التضخم المرتفعة إلى التأثير سلبيا على شعبية جو بايدن. وقد أعطى هذا فرصة لترامب في الاستفادة من هذه القضية وبناء ميزة استطلاعية في ملف الاقتصاد، عبر التسويق لأجندة اقتصادية تشمل تعريفات جمركية عالمية، وأسعار فائدة منخفضة، وخفض الضرائب.

بالمثل، يستفيد ترامب من قدرته على المزايدة على سياسات بايدن في عدد من الملفات الداخلية، التي تتبناها هاريس أيضا، مثل زيادة عدد المهاجرين غير النظاميين والقضايا الجندرية. وحتى على مستوى السياسة الخارجية، يتمتع ترامب بدعم من قاعدة جماهيرية يمينية تتبنى سياسات أكثر تشددا، يقع في جوهرها الدعم غير المحدود لإسرائيل.



logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC