حزب الله يعلن استهداف مدفعيات إسرائيلية في مستوطنتي "لتون وديشون"
وجد المدنيون في بوركينا فاسو أنفسهم، أمام معادلة صعبة، حيث يواجهون أزمات اجتماعية واقتصادية، فيما تزداد متاعبهم في ظل الهجمات التي تشنها جماعات مسلحة وإرهابية ضدهم، والجيش لا يحرّك ساكنًا، وفق تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش".
وكشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" غير الحكومية، أن "المجموعات المسلحة المتشددة في بوركينا فاسو، كثفت هجماتها ضد المدنيين في الأشهر الماضية، فنفذت مجازر بحق قرويين ونازحين ومؤمنين مسيحيين"، بحسب تقرير تضمن شهادات مثيرة ومروّعة.
وفي هذا التقرير الذي اطلع عليه "إرم نيوز"، ذكرت امرأة نجت من هجوم وقع في أيار / مايو الماضي، وأوقع نحو 120 قتيلًا وجريحًا، أن "المهاجمين كانوا يطلقون النار عشوائيًّا في كل الاتجاهات، ورأيت عشرات الجثث".
وبحسب التقرير، فإن أكثر من 26 ألف شخص من مدنيين ومسلحين وجنود، قتلوا في بوركينا فاسو، البلد الساحلي الذي يقوده مجلس عسكري منبثق عن انقلاب، منذ العام 2016 في هجمات مختلفة.
وفي الأشهر الثمانية الماضية، "قُتل على الأقل 6000 شخص في هجمات نفذتها مجموعات متشددة"، وفق التقرير.
ولفتت "هيومن رايتس ووتش"، إلى أن "هذه الأرقام لا تشمل مئة قتيل إلى 400 مدني قتلوا في هجوم الـ24 من آب / أغسطس" في قرية بارسالوغو بوسط البلاد.
وتعقيبًا على ذلك، قال الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية عمرو ديالو إن: "المجلس العسكري بقيادة "إبراهيم تراوري"، عجز حتى الآن عن وضع حد لدوامة العنف التي تشهدها بوركينا فاسو، رغم أنه كان له إستراتيجيات عديدة من بينها تجنيد المدنيين، لكن هذه الإستراتيجيات أثبتت فشلها".
وأوضح ديالو في تصريح خاص لـ "إرم نيوز"، "المدنيون يدفعون ثمنًا باهظًا لاستمرار هذا العنف، الآن ليس أمام المجلس العسكري خيارات كبيرة، إمّا أن يدفع بتحالفات جديدة مع دول أخرى وتعزيز قدراته العسكرية وهو أمر أشارت إليه بالفعل الحكومة البوركينية، وإمّا البحث عن بدائل أخرى، مثل: الحوار مع بعض الجماعات المسلحة على الأقل تلك التي لا تنتمي إلى منظمات إرهابية، مثل: القاعدة، وداعش، لتهدئة بعض الجبهات".
وكان النقيب تراوري، وعد بالفعل عند توليه السلطة بعد انقلاب في أيلول / سبتمبر 2022، باستعادة السيطرة على البلاد في غضون ستة أشهر، متعهدًا أن تكون مكافحة الإرهاب "أولويته"، لكن بعد سنتين من هذا الانقلاب، لم تترجم تلك الوعود على أرض الواقع.
وقال المحلل السياسي قاسم كايتا: إن: "الأزمة الأمنية تؤرق سكان بوركينا فاسو، وتخلق وضعًا إنسانيًّا مأساويًّا في مخيمات اللاجئين والنازحين، وأعتقد أن هذا من شأنه إرباك خطط تراوري وحكومته".
وأوضح كايتا في تصريح خاص لـ "إرم نيوز"، أن: "الآلاف سقطوا قتلى وجرحى في ضربات دموية لجماعات مسلحة، ومعروفة أنها تستهدف بشكل خاص المدنيين، ومن خلال ذلك، فهي تحقق مكاسب عديدة أهمها: إثارة الرعب في نفوس السكان، وجعلهم غير متعاونين مع الجيش البوركيني، هذا يضع بوركينا فاسو ككل في مفترق طرق".