ما نتيجة استضافة ألمانيا لما يقرب من مليون لاجئ سوري؟‎
ما نتيجة استضافة ألمانيا لما يقرب من مليون لاجئ سوري؟‎ما نتيجة استضافة ألمانيا لما يقرب من مليون لاجئ سوري؟‎

ما نتيجة استضافة ألمانيا لما يقرب من مليون لاجئ سوري؟‎

بدت أزمة اللاجئين السوريين في ألمانيا، وكأنها الأزمة التي ستنهي الحياة السياسية للمستشارة الألمانية، غير أن ذلك لن يحدث، فميركل تبدو في طريقها للفوز للمرة الرابعة بالانتخابات التي ستجرى في 24 أيلول/ سبتمبر الجاري.

والسؤال الآن هل استطاعت ألمانيا استيعاب الأزمة كما وعدت ميركل في العام 2015؟، بعد فتحها أبواب ألمانيا على مصرعيها أمام اللاجئين لتستقبل نحو مليون شخص، بينما تقدم هذا العام حوالي 149،880 شخص فقط بطلبات لجوء حتى الآن.

ولا توجد إحصاءات موثوقة عن كيفية إيواء القادمين الجدد؛ حيث أن آخر البيانات الرسمية المتاحة تعود إلى نهاية العام 2015 وقد تبين أن 61 % من طالبي اللجوء يعيشون في مرافق الاستقبال أو المساكن المشتركة، وليس في الشقق العادية للأسرة الواحدة.

اللغة الألمانية صعبة

وعلى الرغم من أن طالبي اللجوء مُلزمون بحضور دورات الاندماج، إلا أن اللغة الألمانية يصعب تعلمها، ولذلك عندما أجرى المكتب الاتحادي الألماني للهجرة دراسة استقصائية واسعة النطاق للاجئين مؤخراً في عام 2016، وجد أن حوالي 18 % فقط يجيدون اللغة، بينما اعترف 47 % بأنهم لا يجيدون اللغة على الإطلاق.

كما أن حالة سوق العمل سيئة، فوفقاً للبيانات الرسمية في آب/ أغسطس 2017، تم تسجيل 497 ألف لاجئ كباحثين عن عمل، ولا يزال هناك حوالي 196 ألفًا منهم عاطلين حالياً، بينما بقية اللاجئين لا يحق لهم حتى العمل لأن طلباتهم لا تزال معلقة أو أنهم لا يزالون في فترة الانتظار الأولية التي مدتها 3 أشهر ومخصصة لدورات الاندماج، وليس العمل.

الدعم الشعبي

ولكن في ظل هذا الجو الهادئ نسبياً، لا تزال حياة اللاجئين تمثل تناقضاً صارخاً للمجتمع الثري من حولهم، فما الذي منح ميركل هذه الثقة المتزايدة عند مناقشة التعامل مع أزمة اللاجئين؟.

في العام 2016 تمنت المستشارة الرجوع بالزمن لتصحيح الأخطاء، ولكن رسالة هذا العام هي أنها كانت لتفعل ذلك مرة أخرى.

وتقول بترا بندل، المديرة العامة لمركز دراسات المنطقة في "إرلانجن": "هناك توافق واسع في الآراء بين النخب والجمهور الألماني على أن إدماج المهاجرين هو الطريق الصحيح للتقدم.

وأشارت إلى أنه رغم عدم التخطيط للأمر الواقع إلا أنه ضرورة أخلاقية. كما أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن الاقتصاد الألماني يحتاج للاجئين كعمال، وفي النهاية تستمد ميركل قوتها في الانتخابات من الاقتصاد".

إدماج اللاجئين

وأوضحت الوكالة أنه بالفعل تحتاج ألمانيا إلى العمالة لشغل المهن المختلفة بدءا من مهندسي البرمجيات إلى مصففي الشعر. فهناك وظائف تظل شاغرة لمدة طويلة تبلغ حوالي 150 يوماً مثل السباكين ورعاة المسنين، ولذلك هناك الكثير من الحماسة تجاه القادمين الجدد بين الشركات الألمانية.

وفي العام 2015، عقدت ميركل اجتماعاً مع كبار المسؤولين التنفيذيين للشركات الكبرى لمناقشة إدماج اللاجئين في سوق العمل. وبعد ذلك الاجتماع نمت منظمة تدعى "وير زوسانمن"، أو "نحن معاً"، تنسق مشاريع الدمج بالشركات.

وبالفعل بدأت المنظمة بـ 36 شركة في شباط/ فبراير 2016، ويبلغ عدد أعضائها 202، بما في ذلك 19 شركة كبرى.

وتعد برامج التكامل في هذه الشركات أساساً نقطة البداية للدخول في نظام التلمذة الصناعية الألمانية الشهير، حيث يدرب العمال ذو الخبرة العمال الجدد أثناء دراستهم في مدرسة التجارة. كما يساعد الموظفون المشاركون بالبرنامج، والذين يبلغ عددهم 18 ألف، اللاجئين في اتقان اللغة واتمام أوراق الهجرة، وتعقيدات الحياة اليومية الألمانية التي يمكن أن تكون مربكة.

وعلى الرغم من أن 90 % من اللاجئين الذين شملهم الاستطلاع الذي أجراه مكتب الهجرة يقولون إنهم يرغبون في البقاء على المدى الطويل، فإن ميركل والسياسيين الآخرين من حزبها الديمقراطي المسيحي يقولون إنه بمجرد انتهاء الحرب في سوريا، سيضطر العديد من اللاجئين إلى العودة لديارهم.

وما لم يتم إصلاح هذه المشاكل، وما لم تحصل الحكومة الألمانية على الشجاعة لإبلاغ كل المهاجرين وأرباب العمل المحتملين أنه لا توجد خطط لإعادة النظر في وضعهم بمجرد انتهاء الصراعات في الشرق الأوسط وأفريقيا، سوف تفوت ألمانيا فرصة هائلة لجذب ما يقدر بنحو 600 ألف شخص إلى القوة العاملة المتقلصة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com