ظاهرة "الجهاديين" في سوريا تؤرق أوروبا
ظاهرة "الجهاديين" في سوريا تؤرق أوروباظاهرة "الجهاديين" في سوريا تؤرق أوروبا

ظاهرة "الجهاديين" في سوريا تؤرق أوروبا

اجتماع في بروكسل لمواجهة تدفق "المتطرفين" وبريطانيا تدعو لسحب جنسيتهم

بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات، تبدو الأزمة السورية في أحلك محطاتها، فمحنة السوريين تتزايد سواء تعلق الأمر باللاجئين في الدول المجاورة، أو باولئك الذين يعيشون في مناطق تشهد حروبا طاحنة بين المعارضة المسلحة والجيش النظامي.

وأفرزت الأزمة السورية جملة من التحديات الإقليمية والدولية، بدءا من قضية اللاجئين، مرورا بملف السلاح الكيماوي، وصولا إلى ظاهرة "الجهاديين" القادمين من أوروبا، والتي تمثل تهديدا مؤجلا للقارة العجوز التي تسعى لاحتواء هذه الظاهرة حتى لا تحصد ثمارها المرة في السنوات المقبلة.

ضمن هذا السياق، اجتمع وكلاء وزراء داخلية تسع دول أوروبية بينها بلجيكا وفرنسا في بروكسل مع ممثلين من الولايات المتحدة وتركيا والمغرب والأردن وتونس في محاولة للحد معا من توجه مقاتلين إسلاميين متطرفين إلى سوريا.

وقالت وزيرة الداخلية البلجيكية جويل ميلكيه إن "الأمر ليس فقط مشكلة وطنية بل هو مسألة دولية تطال دولا عدة" مشددة على وجود مجموعات متطرفة مرتبطة بالقاعدة في سوريا.

وسوف يدرس الوزراء الإجراءات التي اتخذت والتي يستعدون لتطبيقها لتحاشي توجه المقاتلين إلى سوريا وكذلك للتصدي للتطرف وتفكيك الخلايا وكيفية التعاطي مع الذين يعودون من القتال.

ويأتي انعقاد الاجتماع، بعد تصاعد أعداد المقاتلين الأوروبيين في سوريا، وهو يعتبر امتدادًا للاجتماعات السابقة، التي عقدت خلال الأشهر الماضية، لدراسة التدابير التي يتعيّن اتخاذها في ما يتعلق بمسألة سفر المقاتلين الأجانب إلى سوريا، وتأثير هذه الظاهرة على الأمن الداخلي لدولهم في حال عودتهم إليها.

وحذر خبراء من أن أعداد هؤلاء (الجهاديين) الأوروبيين، الذين قتل العشرات منهم في المعارك، أو جرحوا أو أسروا على أيدي الجيش السوري، يزداد عددهم، ويحاولون التوجّه إلى سوريا.



تحذير بريطاني

في غضون ذلك، أعلنت لجنة برلمانية أن بريطانيا يجب أن تتحرك بصورة عاجلة لمنع مواطنيها من السفر للقتال في سوريا وسط مخاوف من أنهم يمكن أن يتبنوا فكرا متشددا هناك وأن يعودوا لتنفيذ هجمات في بلدهم.

وحذر التقرير الذي أعدته لجنة الشؤون الداخلية في مجلس العموم البريطاني من أن أعداد البريطانيين المشاركين في العمليات القتالية في سوريا وصلت إلى أرقام مفزعة داعيا الحكومة لاتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذه الظاهرة.

وأكد التقرير أن سحب الجنسية سيكون أداة فعالة في مواجهة سفر هؤلاء الشباب إلى سوريا، معربا عن دهشة أعضائه من أن من سحبت منهم الجنسية خلال العامين الماضيين لهذا السبب لم يتجاوز 14 شخصا.

وتقول وحدة مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية إن أعداد البريطانيين الذين يتوجهون إلى سوريا للانضمام للحركات المسلحة هناك يصل إلى نحو 500 شخص.

من جهة أخرى أكد التقرير أن الخطر الذي تمثله التهديدات الإرهابية لم يتراجع مع تزايد أعداد الحركات المتشددة واتساع نطاق انتشارها على مستوى العالم.

تنديد إسلامي

إلى ذلك، نددت هيئة حقوق الإنسان الإسلامية في بريطانيا بتقرير لجنة الشؤون الداخلية بمجلس العموم ووصفته بأنه يستهدف المسلمين ويعكس هواجس لدى الكثيرين تربط المجتمع الإسلامي بالتهديدات الأمنية.

وانتقدت الهيئة في بيان لها التركيز على المسلمين في التقرير وربطهم بالإرهاب ووصفته بأنه غير متناسب وغير متناسق ويقوم على التمييز ضد المسلمين.

وأشار البيان إلى أن توصيات اللجنة بضرورة سحب الجنسية ممن يسافرون للقتال في سوريا باعتبارهم يمثلون تهديدا إرهابيا تنطوي على نهج انتقائي يستهدف المسلمين، فبينما ينضم بعض اليهود البريطانيين إلى الجيش الإسرائيلي لم يعرب أي سياسي عن مخاوفه من احتمال عودتهم من الأراضي الفلسطينية المحتلة لارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في بريطانيا.



نحو تعزيز التعاون لاحتواء الظاهرة

ودعت مذكرة إلى ضرورة تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة من أجل فرض مزيد من المراقبة على الحدود التركية السورية، والطرق التي يتخذها "المقاتلون" للدخول إلى سوريا، إضافة إلى مراقبة المطارات والرحلات الجوية، وخاصة مخيمات اللاجئين.

وكان جيل دي كيريشوف منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب، حذر في وقت سابق من العام الحالي من قدوم المقاتلين الجهاديين المقاتلين لنظام الأسد على أرض سوريا إلى أوروبا للعيش فيها، وقال: "إن عدد القادمين والخارجين من وإلى سوريا في تزايد مستمر، ما يستدعي وقفة صارمة للحد من ذلك".

مصدر قلق متزايد



وكان معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى اعترف بأن مسألة المقاتلين الأجانب في سوريا أصبحت مصدر قلق متزايد للحكومات الغربية.

وأشار المعهد إلى أنه وفقًا للعديد من المصادر، أصبح هناك ما يقدر بنحو 11 ألف مقاتل من 74 دولة في صفوف المعارضة السورية، وأن عدد المقاتلين من أوروبا الغربية تضاعف منذ شهر إبريل/ نيسان من العام الماضي من 600 فقط إلى 1900 حاليًا.

من جانبها قدرت مؤسسة كيليام، وهي معهد للأبحاث حول الإسلاميين، ومقرها لندن،عدد الجهاديين البريطانيين في سوريا بحوالى 200 إلى 1200، التحق معظمهم بصفوف جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام، باستثناء البعض من أصل سوري الذين انضموا إلى المجموعات المسلحة المعتدلة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com