صحيفة: تيلرسون فقد السبب الرئيس لكونه وزير خارجية أمريكا
صحيفة: تيلرسون فقد السبب الرئيس لكونه وزير خارجية أمريكاصحيفة: تيلرسون فقد السبب الرئيس لكونه وزير خارجية أمريكا

صحيفة: تيلرسون فقد السبب الرئيس لكونه وزير خارجية أمريكا

اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، فقد قدرته على التعامل مع موقعه كممثل للبيت الأبيض حول العالم، في ظل فشله في التعامل مع أزمة كوريا الشمالية.

ويقول ديفيد إغناتيوس، من صحيفة "واشنطن بوست" في أواخر الأسبوع الماضي، إن "وزير الخارجية ريكس تيلرسون كثيرًا ما كان الرجل الصامت في فريق السياسة الخارجية لترامب، لكن يبدو أنه ومن وراء الكواليس يعمل على وضع إستراتيجية واسعة تهدف إلى العمل مع الصين ؛لحل أزمة كوريا الشمالية والعمل مع روسيا ؛من أجل تحقيق الاستقرار في سوريا وأوكرانيا".

وأشار إغناتيوس إلى أن "نهج تيلرسون يركز على الدبلوماسية الشخصية من خلال اتصالات مباشرة مع القادة الصينيين والروس، ومع كوريا الشمالية من خلال قنوات خاصة".

وأوضح أن "نهج تيلرسون الإستراتيجي، يتمثل في أنه لو تمكنت الولايات المتحدة من إدارة علاقاتها مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع السماح لهؤلاء القادة بأخذ الفضل على النجاحات، يمكن عندها حل المشاكل الإقليمية المعقدة على نحو فعال".

لكن نهج تيلرسون، أثار انتقادات عديدة، واتهامات له بأنه لم ينجح في التعامل مع الأزمات المختلفة.

وذكر إغناتيوس أنه "يبدو أن تيلرسون لا ينزعج من الانتقادات الموجهة ضده بأنه كان سيئًا في التواصل إضافة للتنافر بينه وبين الرئيس ترامب مؤخرًا. ويبدو أن موقفه ليس مقتصرًا على مجرد تقبل العمل من أجل المال، ولكن بصفته الرئيس التنفيذي السابق لشركة إكسون موبيل فهو لا يحتاج إلى كسب المال أو الأصدقاء في واشنطن وهو يعتقد بوضوح أنه يملك التزامات أكثر أهمية من التعامل مع الصحافة".

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أنه "ربما يكون هناك أمران يدفعان تيلرسون للبقاء في عمله. أولهما أن إهمال تيلرسون لبعض جوانب عمله يضع مزيدًا من الضغط عليه لإنتاج مخرجات في جوانب أخرى من عمله، والثاني هو أن هناك مزيدًا من الأدلة على أن علاقة تيلرسون بالرئيس متوترة".

واعتبرت أن "المشكلة هي أنه توجد أدلة ضئيلة على أن نهج السياسة الشخصية لتيلرسون أسفرت عن أي تقدم"، منوهة إلى أن "الوقت الحالي في الواقع هو أكثر وقت تحتاج فيه الولايات المتحدة لأصدقاء واشنطن، لكن وزير الخارجية لا يمكنه الاعتماد حتى على دعم وزارة الخارجية في هذه المرحلة".

نظرية غير عاقلة

واعتبرت الصحيفة أن نظرية تيلرسون حول الدبلوماسية نظرية "غير عاقلة.. بالطبع العلاقات الشخصية مهمة، لكن أصبح من الواضح بشكل متزايد أن الصين وروسيا والولايات المتحدة يملكون تفضيلات سياسية مختلفة تجاه كوريا الشمالية مع ظهور قلة تأثير العقوبات التي ترغب الأمم المتحدة بفرضها تجاهها".

وتضيف أنه "على الرغم من الشكوى الواضحة من بكين ،إلا أن الرئيس الصيني لن يتخذ أي إجراء محفوف بالمخاطر تجاه كوريا الشمالية، كما أن بوتين لن يجازف كثيرًا أيضًا وهو غير معجب بتيلرسون".

ورأت أن "منح أي من بوتين أو الرئيس الصيني الفضل بإيجاد حل ناجح للأزمة لن يكون كافيًا لجعلهما يأخذان زمام المبادرة. في الواقع، هذا إلى حد كبير درس أساسي في الدبلوماسية الدولية، لكنه درس لم يتعلمه تيلرسون بعد".

وتساءلت الصحيفة أنه "إذا كانت الدبلوماسية الهادئة ليست حقًا الشيء الذي يحفز تيلرسون إذا ما الذي يحفزه؟".

وأوضحت أنه "في محادثاتها مع موظفين في وزارة الخارجية، وكذلك الصحافيين الذين يغطون الوزارة، تبين أن الفكرة الوحيدة  التي تحرك وزير الخارجية هي إعادة تنظيم وتبسيط الإدارة".

تقييد جهود تيلرسون

ووفقًا لصحيفة "فورين بوليسي" قال أعضاء لجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي، إنهم "غير معجبين بما كان تيلرسون يخطط للقيام به في وزارة الخارجية".

وفي رفض صارخ لإدارة ترامب، مرر المشرعون ،الخميس الماضي، مشروع قانون للإنفاق يمنع التخفيضات الحادة التي اقترحها الرئيس على المساعدات الخارجية والدبلوماسية، ويتضمن تعديلات إدارية تقيّد بعض جهود تيلرسون لإعادة تصميم وزارة الخارجية.

ووافقت لجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ على تخصيص 51 مليار دولار لوزارة الخارجية والعمليات الخارجية والبرامج ذات الصلة في فاتورة اعتمادات عام 2018، أي ما يقرب من 11 مليار دولار فوق طلب الرئيس ترامب.

ويوفر مشروع القانون أكثر من 6 مليارات دولار للمساعدات الإنسانية، وهو ما يقرب من مليار دولار فوق طلب الإدارة. كما تقوم اللجنة باستعادة 10 ملايين دولار من التمويل الأمريكي لوكالة الأمم المتحدة للتغير المناخي، ما يلغى دعوة ترامب لإنهاء الإنفاق عليها.

وفي خطوة مفاجئة، أصدرت اللجنة أيضًا تعديلًا يقضي بإلغاء سياسات ترامب التي تحد من التمويل والحصول على الرعاية الصحية الإنجابية للمرأة وتنظيم الأسرة في الخارج.

وكان رفض الميزانية المقترحة من إدارة ترامب مفاجئًا، ومن المؤكد أن الميزانيات المقترحة من قبل الرؤساء نادرًا ما يوافق عليها الكونغرس، ومن المعروف أن الفرع التشريعي يأذن بزيادة الإنفاق في بعض المجالات أكثر مما ترغب السلطة التنفيذية، ومع ذلك فإن الكونغرس عادة لا يتصرف هكذا تجاه وزارة الخارجية.

وتعد القيود المفروضة على قدرة تيلرسون على إعادة تنظيم الإدارة مثل القيود المفروضة على حجم موظفي تخطيط السياسات، هي أيضًا مثيرة للدهشة.

لكن هذا الرفض لم يتعلق بالميزانية فحسب، وأشارت "رويترز" إلى أن لجنة الاعتمادات أصدرت تقريرًا صريحًا جدًا عن وزارة الخارجية ورد فيه: "انتقدت اللجنة في التقرير المرافق للتشريع الذي صدر الجمعة طلب الإدارة خفض الإنفاق على هذه العمليات بنسبة 30% بدءًا من العام المالي المنتهي في30 أيلول/ سبتمبر 2017".

وذكر التقرير أن "الدروس المستفادة منذ 11 سبتمبر 2001، تشمل حقيقة أن الدفاع وحده لا يوفر القوة لأمريكا والحلول في الخارج. تكنولوجيا المعركة وقوة النيران لا يمكن أن تحل محل الدبلوماسية والتنمية. مبدأ التراجع الواضح للإدارة والذي يشمل أيضًا إبعاد الولايات المتحدة عن أطر تسوية النزاعات الجماعية والمتعددة الأطراف لا يؤدي إلا إلى إضعاف مكانة أمريكا في العالم".

وختمت الصحيفة بالقول إنه "لا يوجد سبب يذكر يدفع تيلرسون للاستمرار في منصبه كوزير للخارجية، وربما يكون قد حان وقت استقالته وانسحابه، حسب الصحيفة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com